قضية مظلومية الشعب اليمني-وما يتعرض له أبناؤه يجب أن يصل صداه للعالم كاتبة مبدعة ومعدة برامج للأطفال على أثير الإذاعة تطل ببرامجها الخاصة بالأطفال التي عشقها الأطفال وأصبحوا ينتظرون هذه الفقرات فهي ليست برامج ترفيهية فقط بل أنها تغرس في نفوس الأطفال القيم الإسلامية السمحة وكذلك تناقش قضايا وطنهم فهم ليسوا بعيدين عن هذا الواقع بل أصبحوا يتعايشون معه وجعلت منهم شجعاناً صغاراً وصاروا يفتخرون بوطنهم وبعدالة قضيتهم وبيقين نصرهم على كل هذا الجبروت الذي يتعرض له الوطن والطفل الذي اعتبره التحالف هدفاً مباحاً لهم في هذه الحرب البشعة «26 سبتمبر» التقت الكاتبة رقية المعافا لتحكي لنا تفاصيل عملها الذي خصصت معظم أعمالها للطفولة في اليمن فإلى الحصيلة: حاورتها/ إيمان الربع بداية .. حدثينا بإيجاز من هي رقية المعافا ؟ في البداية الشكر موصول لكم ولصحيفة «26سبتمبر» على هذه الالتفاتة الجميلة .. رقية المعافا فتاة مفعمة بالطموح والأمل الذي تحارب به اليأس المخيم على بلادنا جراء العدوان المتوحش تنسج من حروفها كلمات تلامس القلوب وتهاجم العدو الغازي لوطنها فتكتب قصصاً تصور الإنسانية المقتولة في بلادها وتبين الصمود الأسطوري لشعبها الحر الأبي .. رقية فتاة تحمل في ثنايا قلبها براءة الطفولة ونقاءها لهذا اختارت أن تتخصص في إعداد برامج الأطفال وتغرس القيم الإنسانية والإسلامية السمحة وترجو من الله أن يتقبل هذه الكلمات جهاداً في سبيله. عهد الانتصار مالذي أنجزته من أعمال حتى اليوم؟ بفضل الله سخرت ثلاث سنوات في إعداد ثمانية برامج ( طفولة وتحدي، عظماء صغار، جيل الصرخة، لعلي أنتمي، سندباد في كل البلاد، حلم مجاهد ، رائد وبركان) وثلاثة مسلسلات درامية تخص الطفل ( فارس البحر، عهد الانتصار، المحارب الشجاع ) إضافة إلى بعض الفقرات العيدية والتي تواكب الأحداث والحمدلله.. فلطفل قلب يتأثر بأبسط الأشياء وله ذاكرة لا تنسى أي ظلم يتلقاه أو كلام يجرح مشاعره أو تصرف يؤذيه أو يتجاهله وهذا ما جعلني أهتم بهذا القلب الذي أن عاش في بيئة تحبه وترعاه وتهتم بحقوقه سيكبر وهو واثقاً بنفسه وله طموح وإرادة لا تقبل الانكسار، اليوم العدوان حطم كل هذا في قلب الطفل حكم لديه وجود الأسرة التي تعد الملجأ والملاذ الآمن فجعله مشرداً نازحاً منكسراً محطماً، كل مشاهد الأطفال التي تسببت بها الحرب جعلتني أحشد كل المشاعر والأحاسيس لأستدعي الإنسانية التي نراها انطفئت وللأسف في القلوب وأن وجدت ليس بيدها شيء وأيضاً عالجت فكرة النزوح والتشرد والجهل والفقر في مسلسل ( عهد الانتصار ) وحين ألمني مشهد الأطفال المدفونين تحت الأنقاض شكلت أحرفي برامج ( طفولة وتحدي) وهو أول برنامج لي ذكرت فيه كل أنواع المآسي التي يعيشها الطفل اليمني، أيضاً مسألة الطفل الذي يفقد أسرته بالكامل فلا يجد مكاناً يأويه إلا أنه يتمسك بالأمل والشجاعة ويحاول الانتقام لأسرته فيخلق من عزيمته وألمه انتصاراً كبيراً فيبدأ بالتعلم ربما هذه الوسيلة الوحيدة التي يمتلكها كانت هذه قصة ( المحارب الشجاع) كتبتها على حلقات درامية تم بثها في شهر رمضان وحققت صدى كبير والحمدلله. استهداف الطفولة موت الطفلة أميرة الزايدي بسبب منع سلطات التحالف لسفرها لتلقي العلاج بسبب قرارهم إغلاق المطارات، ماذا أثرت هذه الحادثة في نفسك كونها لا تعتبر إلا حالة واحدة بين مئات الحالات للأطفال الذين توفوا بسبب أمراض مختلفة منذ بدء العدوان؟ خلق الله المرأة وكرمها بغريزة الحنان والرأفة والرحمة لهذا دائماً ما تكون سريعة التأثر فكيف إذا كنا نرى أمامنا أطفالاً يقتلون جنوباً وشمالاً أما بالقصف أو بالحصار الخانق أو بالجوع وكذلك الأوبئة، ليست أميرة وحدها التي تأثرت بوفاتها ومعاناتها، مشاهد كثيرة أوجعتني وجعلتني أعاهد نفسي أن أتبنى معاناة أطفال وطني، ولم تغب عني دموع سميح الطفل الذي بقي بجانب جثة والده يوماً كاملاً ولا معاناة أمل التي ماتت من الجوع في الحديدة وإشراق التي ذهبت لمدرستها وهي تحلم بمستقبل قد يكون أفضل مما تراه ولا يمكن أن ننسى صرخات طالبات المدارس التي قصفت ووجع وصدمة مجزرة ضحيان.. مجازر كثيرة تحتاج لمجلدات لتبين حجم الوجع والحزن الذي أصابنا ولكننا لن ننسى يوماً أن العدوان ودول التحالف وكل من يغض الطرف عن هذه المجازر وهم وراء كل هذا. صمود شعب كيف تصفين صمود المرأة وكذلك أطفال اليمن أمام هذه العنجهية والجرائم اليومية التي تركبها دول العدوان بحق شعب اليمن التي غالباً ما يكون ضحايا هم الأطفال والنساء والشيوخ؟ اليمن بكاملها أذهلت العالم بصمودها وصبرها على كل المصائب التي تحل بها والمرأة والطفل هم من يواجهون أشد أنواع هذه المصائب والجرائم والمجازر حين تتحمل المرأة فقدان فلذة كبدها وهي راضية بذلك كل هذا لهدف أسمى هو الوطن بكاملة ليحيا وطن يعيش فيه المعارضون والمدافعون هذا صبر ما بعده صبر، حين تتحول الفتاة من حياة مرح واستمتاع بأناقتها والقضايا التي تهمها بعمرها وتتجه لتشارك في دعم الأبطال الأحرار فتفجر كل الطاقة الكامنة بداخلها فقط لترى المعركة التي فرضت على وطنها منتصرة هل هذا صمود يسير ..حينما تجدي الفتاة تدفع بزوجها إلى الجبهة ويعود إليها مضرجاً بدمه بعد زفافه بأشهر قليلة أي صبر هذا؟ وعندما تجد الطفل باتت كل ألعابة صراعاً وحروباً وطموحه أن يذهب للجبهة! نعم هذه كلها آثار نفسية خلفها هذا العدوان لكن تجد بداخله رجلاً قوياً حينما منع هذا العدوان أن يعيش الطفل بأمان يمارس هواياته وطفولته اختار الطفل أن يكون رجلاً فهذا صبر وصمود أسطوري، هكذا المرأة والطفل يخفون أحلامهم وطموحهم لأنهم أصلاً لا يجدون واقعاً متاحاً لطموحهم فلا حل إلا أن يعود الأمن والسلام للوطن الحبيب. اهتمام بقضايا الوطن هل لك أعمال أخرى توجهينها لغير الأطفال أم أن قضايا الطفولة في اليمن المنكوب أخذت اهتمام الكاتبة رقية؟ لا تقتصر كتاباتي على البرامج بل أنني أقوم باستغلال موهبتي الكتابية بمعركة الدفاع المقدس عن بلادي اليمن اليوم تحتاج منا أن نكتب بصدق وإخلاص أن نجمع القلوب وننشر التسامح لتعود الأخوة وتذوب العداوة لهذا أقوم بكتابة مقالات سياسية وإنسانية وأكتب قصصاً تصور الحالة الإنسانية المؤلمة التي وصل إليها اليمن وأيضاً لا يمكن لقلمي إلا أن يتشرف ويكتب عن أبطال اليمن الأحرار مجاهدين وجرحى وأسرى حكاية (دموع في غسق الدجى). الأسرة هي الداعم من الذي وقف إلى جانبك وشجعك في مسيرتك هذه وأين تنتهي أحلامك في هذا الجانب؟ كل شخص طموح ومبدع تجد دائماً الأسرة هي الداعم الأكبر بعدالله عز وجل، فالأسرة هي الكيان المشجع والنور المتوهج للإمداد بالطاقة الإيجابية وأنا بفضل الله لدي أسرة تشجعني بكل شيء وأخص بالذكر أبي الغالي الذي دائماً ما كان العين التي أبصر بها وهو من جعلني قوية في هذه الحياة وأيضاً رفيق دربي الذي لا يزال المشجع والداعم لي ولن أنسى الشخص الأهم والذي كان لي الشمعة المضيئة عندما يجتاحني اليأس أ/ سمية الوادعي مدير برامج إذاعة صوت الشعب وكذلك صديقاتي وأشخاص صنعوا بصمة في مسيرتي العملية لا يسعني ذكر أسمائهم وأوجه لمن ذكرتهم التحية والطموح لا ينتهي مادام الإنسان على قيد الحياة وهدفه أن يعمر الأرض .. طموحي أن تكون هناك قناة يمنية خاصة بالطفل وسأسعى لهذا الحلم الذي لا أراه مستحيلاً كما أطمح أن تصل كتاباتي لكل اليمنيين تؤثر وتصنع قناعة لديهم بأن الوطن أغلى والتسامح أبقى ومن الأفضل أن يتحرر العقل من كل الأفكار الهدامة لكي نلفت إلى أنفسنا وبلادنا. الوضع العام للبلاد مالذي يعيق أحلامك ويقف كحجرة عثرة أمام ما تطمحين الوصول إليه؟ الذي يعيق أحلامي التي أحاول الوصول إليها الوضع الإنساني والاقتصادي للوطن إلا أن يوجد الداعم فهذا ما أمله بأذن الله. أصداء خارجية كيف وجدت صدى برنامجك في أوساط المجتمع اليمني؟ بفضل الله وجدت صدى لبرامجي التي تبث على إذاعة صوت الشعب 97,1 كبيراً والحمدلله، وقد وصل هذا الصدى لبعض الدول العربية والحمد لله خاصة في برنامج سندباد في كل البلاد الذي كانت فكرته الاشتراك مع أطفال من ثمان دول عربية وحقق البرنامج نجاحاً كبيراً واليوم يتم بث البرنامج الدرامي ( فارس البحر ) في إتحاد إذاعات العربية والإسلامية وأنا فخورة بذلك والحمد لله . الشكر الجزيل كلمة أخيرة تخصين بها «26 سبتمبر»؟ لصحيفة 26 سبتمبر الشكر الجزيل خصصت صفحة لإظهار المواهب الصاعدة والسائرة على طريق الإبداع والفن وأتمنى لكم التوفيق والنجاح الدائم والمتواصل شاكرة لكم هذه الفرصة.