نالت المرأة والطفل اهتماماً كبيراً من كافة الجهود الرسمية وغير الرسمية باعتبارهما من أهم شرائح المجتمع إلا أن هذا الاهتمام لم يزل ضئيلاً.. فالمرأة والطفل هما حجر الزاوية في بناء المجتمعات الراقية والآمنة والمستقرة وأي خلل في حقوق المرأة والطفل يثمر نتائج سلبية تعكس نفسها على المجتمع والمرأة اليمنية قد خطت خطوات ثابتة ونالت نصيباً من حقوقها إلا أن المرأة الريفية لازالت تعاني من هضم حقوقها لاسيما من شقيقتها المرأة الحضرية ومن المنظمات الداعمة للمرأة إذ إن البرامج والمشاريع تستهدف غالباً المرأة الحضرية فقط دون اهتمام بالمرأة الريفية. كما أن الطفولة تعاني من مخاطر تتعرض لها سواء في تهريب الأطفال أو العنف أو العمالة مما تؤدي إلى آثار نفسية وجسدية ومجتمعية ويجب على جميع شرائح المجتمع التصدي لهذه المخاطر ومعالجتها. ويقع على كاهل الإعلاميين مسؤولية كبيرة في رفع الوعي المجتمعي بالمخاطر والآثار الناجمة عن مشاكل المرأة والطفل على حدٍِ سواء «الجمهورية» التقت الأستاذة فتحية عبدالواسع محمد الوكيل المساعد لوزارة الإعلام للشؤون القانونية والمرأة والطفل رئيسة البرنامج للمرأة والطفل وناقشت معها عدداً من القضايا الخاصة بذلك. كانت البداية عن أوضاع المرأة اليمنية حيث قالت: بالنسبة لأوضاع المرأة اليمنية نجد أن هناك العديد من النجاحات والمنجزات التي تحققت للمرأة اليمنية، هذه النجاحات أو المنجزات كان السبب الرئيسي فيها هو حضور المرأة الفاعل من خلال المطالبة المتكررة لتنفيذ الحقوق التي كفلها لها الدستور والقانون. كما أن المرأة اليمنية من خلال أدائها الفاعل في مختلف الميادين السياسية والاجتماعية والثقافية أثبتت كفاءتها وقدرتها في تحقيق التنمية الشاملة في مختلف المجالات التي اقتحمتها واستطاعت المرأة اليمنية من خلال تواجدها في الساحة تلبية احتياجاتها ومطالبها سواء من الحكومة أو من القطاعات الآخرى. كما أن المرأة اليمنية تمكنت من اكتساب بعض حقوقها من خلال دعم المنظمات وتمكين الحكومة للمرأة من أخذ حقوقها والمطالبة بها بحرية كاملة دون أي قيود ورغم كل ماتحقق من نجاح وتفوق للمرأة اليمنية إلا أن المطالب مازالت كثيرة. فالمرأة اليمنية لازالت تطمح إلى تحقيق المزيد من أخذها لحقوقها فهي شريكة لأخيها الرجل في كافة المجالات،فالمرأة نالت نصيباً كبيراً من حقوقهاوقطعت شوطاً كبيراً في هذا المجال وتمكنت من الوصول إلى بعض صنع القرار وتأمل المرأة اليمنية أن تنال كامل حقوقها حتى تصبح عضوة فاعلة في العملية التنموية الشاملة. تحسين وضع المرأة الريفية وعن المرأة الريفية ومعاناتها وهضم حقوقها قالت: المرأة الريفية لازالت مهضومة لأنه ينظر إلى المرأة الحضرية وهناك تغييب للمرأة الريفية رغم أن المرأة الريفية تسهم بشكل كبير في الناتج القومي للبلد من خلال عملها في الزراعة ونتمنى أن تتوسع البرامج والمشاريع لتشمل المرأة الريفية. فالمرأة الريفية بمنأى عن المشاريع والبرامج والدورات والورش وعلى الجهات المهتمة بالمرأة أن تهتم بالمرأة الريفية سواء في تعليمها أو تأهيلها فهي في الحقيقة أهم جزء في المجتمع ونتمنى أن تكون المرأة الريفية في وضع أحسن من الوضع الذي هي عليه حالياً في المستقبل. تركيز برامج الإذاعة على المرأة الريفية وعن نصيب المرأة الريفية في برامج المرأة والطفل بوزارة الإعلام قالت: الحقيقة بالنسبة لنا كإعلام سوف نتبنى في المستقبل بعض البرامج التي تترجم السياسة الإعلامية لإعطائها فرصة واسعة من الاهتمام والعمل على وضع خطط واستراتيجيات هادفة للرقي بالمرأة الريفية وتمكينها من خلال وسائل الإعلام ببرامج وموضوعات تهتم بقضايا المرأة الريفية لكي تنال المرأة الريفية حظها ونصيبها، وهناك توجه قائم بتكثيف الأعمال الإعلامية من خلال الإذاعات المحلية لأنها تستطيع الوصول إلى الأماكن التي تتواجد فيها المرأة الريفية،حيث إن الإذاعات تحاكي وتخاطب المرأة الريفية بلهجتها وبذلك تكون الإذاعة معبرة عن قضاياها وهمومها واحتياجاتها وسوف نعمل مستقبلاً على مزيد من الاهتمام بالمرأة بصفة عامة والمرأة الريفية بصفة خاصة. إذاعة المحويت وعن إذاعة المحويت قالت: نتمنى أن تعتمد إذاعة المحويت وقيادة الوزارة لا تألو جهداً في تقديم الدعم اللازم لإنشاء إذاعة المحويت باعتبار الإذاعة لها أهميتها فهي توعية المجتمع المحلي والتعبير عن قضاياه وهناك مزيد من الخطط والبرامج لدى وزارة الإعلام ستنفذ مستقبلاً وسيكون من أولوية هذه الخطط إنشاء إذاعة للمحويت. الاهتمام بقضايا الطفولة وعن نصيب الأطفال من برنامج وزارة الإعلام قالت:- برنامج المرأة والطفل بالإضافة إلى ماتترجمه السياسة الإعلامية في برامجها من خلال ماتقدمه من مسلسلات وحواريات واستطلاعات في مختلف وسائل الإعلام يعمل جاهداً على الاهتمام بقضايا الطفولة من خلال التنسيق وخلق آلية التواصل بين كل الشركاء سواء كانوا جهات حكومية أو منظمات مجتمع مدني أو داعمة لقضايا الطفولة. ونحن نولي اهتماماً كبيراً بتدريب الإعلاميين وتنمية مهاراتهم وقدراتهم للتعاطي مع قضايا الطفولة باعتبارها قضية مهمة وتستحق كامل الرعاية والاهتمام ولكون الأطفال هم أساس المستقبل. تقديم رسائل إعلامية مؤثرة وعن الدور المنوط بالإعلاميين في توعيتهم بمخاطر تهريب الأطفال لاسيما بعد الحلقات التدريبية التي تقدمها الوزارة قالت: للإعلاميين دور بارز وتوعوي مهم في تقديم رسائل إعلامية مؤثرة تؤدي إلى تغيير سلوك إيجابي تجاه مشكلة تهريب الأطفال باعتبارها حقوق مجموعة كبيرة من شرائح المجتمع،حيث الانتهاكات التي تحدث للأطفال المهربين مؤلمة وتعكس نتائج سلبية تؤثر على المجتمع. وهذه الانتهاكات ترجع إلى أسباب كثيرة تتفاوت من سبب إلى آخر وليست كلها في مجملها أسباب رئيسية،حيث تتفاوت الأسباب من محافظة إلى أخرى ولعل أبرز الأسباب الفقر والجشع وتدني مستوى الوعي ونحن في الإعلام نعمل على رفع الوعي حول هذه المشكلة التي باتت سرطاناً ينخر في المجتمع من خلال بناء قدرات ومهارات الإعلاميين في هذه الحلقة التدريبية حتى يقوم الإعلاميون بأدوارهم المنوطة بهم بتصويرهم للناس و للمجتمع بأن مثل هذه المشكلة تعتبر إخلالاً بحقوق المجتمع بشكل عام وحقوق الطفل بشكل خاص،حيث ومشكلة تهريب الأطفال ذات بعد إجرامي لأن الآثار والاضرار الناجمة عنها تلحق أذى بالأطفال إذ تكون المخاطر والآثار جسدية وقد تكون نفسية كما أن التهريب يؤدي إلى الاستغلال البشع من أصحاب النفوس المريضة،حيث يستخدمون الأطفال كسلعة يتاجرون بها وأتمنى أن يكون للإعلام دور كبير في تناوله ومعالجته لهذه المشكلة حتى تتكامل رسالة الإعلام مع بقية الرسائل المجتمعية في خدمة قضايا الطفولة حتى ينعم أطفالنا بطفولة آمنة ومستقرة. حلقة تدريب مثمرة وناجحة وعن نجاح حلقة التدريب الإعلامي في المحويت قالت : سعدت كثيراً بالقاء إعلاميي المحويت في الحلقة التدريبية لرفع الوعي حول مخاطر تهريب الأطفال والذين كانوا يمثلون مختلف وسائل الإعلام الرسمية والأهلية والحزبية،حيث كانت الحلقة مثمرة وناجحة وكان هناك تفاعل إيجابي من خلال المشاركات الهادفة والتي تجسدت من خلال ما قدموه من توصيات هامة وأدائهم العملي المتميز في جانب التدريب من خلال المواد الإعلامية المقدمة إلينا. إذ إن المواد المقدمة خلال الحلقات التدريبية في الفترة 82-03 من شهر يونيو الماضي عكست مدى القدرات والمهارات التي يتميز بها الإعلاميون في المحافظة. ولقد لاحظت تفاعلاً كبيراً وحماسياً من الاخوة الزملاء وذلك من خلال أطروحاتهم حول مشكلة تهريب الأطفال والتي تعد مشكلة عويصة يجب على جميع شرائح المجتمع التنبه لها والمساعدة في إيجاد الحلول والمعالجات لها والتي تلحق الضرر بشريحة واسعة من مجتمعنا اليمني وفي الواقع لن تؤتي الرسائل الإعلامية ثمارها إلا من خلال الإيمان الصادق بوجود هذه المشكلة ودراسة حجمها وأبعادها وانعكاساتها على المجتمع وإن شاء الله نأمل أن يعمل الإعلاميون على خلق رأي عام تجاه هذه المشكلة ونشكر تفاعل وتعاون السلطة المحلية في إنجاح هذه الحلقة التدريبية. التعاطي مع مشاكل المرأة والطفل بمهنية وحيادية وعن طموحات البرنامج العام للمرأة والطفل قالت: الطموحات كثيرة ونتمنى أن نصل من خلال عملنا المستمر خاصة في الجانب التوعوي إلى تأهيل الكثير من الإعلاميين ليتمكنوا من إيصال رسالة إعلامية هادفة لها بعدها العميق وتخدم قضايا المرأة والطفل وتعبر عن همومهم وكيف ممكن للإعلاميين التعاطي الجاد والمسؤول مع قضايا المرأة والطفل ومعالجة مشاكلهم بكل مهنية وحيادية مطلقة. كلمة أخيرة أتمنى ألا تقف أمامنا أي عوائق وأن يتحسن وضع المرأة والطفل في بلادنا ووضع الإعلاميين باعتبار الإعلاميين هم من يستطيعون بناء رأي عام ويصورون للناس رؤيتهم ويعكسون قضاياهم وهمومهم من خلال الرسائل التوعوية في مختلف وسائل الإعلام.