تبدأ في الخرطوم اليوم جولة الحوار المرتقبة بين الحكومة الانتقالية في الصومال واتحاد المحاكم الإسلامية -الذي سيطر عسكريا على مواقع مهمة مؤخرا- تحت رعاية الجامعة العربية التي يتولى السودان رئاستها الدورية. وقال وزير خارجية الصومال عبد الله شيخ إسماعيل في تصريحات عقب وصول الوفد الحكومي للخرطوم بقيادة الرئيس الصومالي عبد الله يوسف أحمد، إن الحكومة جاءت بغرض مواصلة مسيرة التفاوض وإعادة بناء الصومال، معربا عن ثقته في الوصول إلى حل يرضي الجميع. كما أكد المتحدث باسم الحكومة عبد الرحمن ديناري في وقت سابق أن الوفد الحكومي لن يجتمع مع ممثلي المحاكم الإسلامية وجها لوجه في الخرطوم, "لكن ستتفق بعد الاجتماع مع الرئيس السوداني عمر البشير بخصوص زمان ومكان إجراء محادثات داخل الصومال". ومن جهته قال رئيس وفد اتحاد المحاكم محمد علي إبراهيم إن الاتحاد مستعد للتفاوض والحوار في أي وقت ومكان لتجنيب الصومال المآزق الذي يمر به. وأضاف إبراهيم أن المحاكم لا تطرح أي شروط مسبقة للمحادثات مع الحكومة, مؤكدا حرص الوفد المكون من عشرة أعضاء على إنجاحها وأنه سيدرس "القواعد المشتركة للتفاوض". بدوره صرح الأمين العام للجامعة العربية عمر موسى لدى وصوله إلى الخرطوم، بأن الأوضاع في الصومال تتطلب تدخلا عربيا وأفريقيا. وأكد أن الجامعة العربية على استعداد لمساعدة الصوماليين خلال هذه المرحلة الدقيقة، مشيرا إلى أنه سيتم خلال اجتماعات بحث التطورات الخطيرة التي تواجه الصومال. وقبيل بدء المحادثات المرتقبة في الخرطوم دعت الولاياتالمتحدة اتحاد المحاكم الإسلامية إلى التعاون معها لئلا تصبح البلاد ملاذا "للإرهابيين". وحذرتها من تهديد فرص نجاح الحوار. ودعت جينداي فريزر مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية في ندوة صحفية في نيروبي اتحاد المحاكم إلى وقف توغله في بقية المناطق الصومالية وعدم الاستمرار في التقدم. وقالت إن على المحاكم أن تتوحد حتى يصبح بالإمكان التعامل معها، معربة عن اعتقادها أنها "مجموعة غير متجانسة تضم معتدلين ومتطرفين". وأكدت فريزر -التي التقت الرئيس الصومالي في العاصمة الكينية - التزام بلادها بالعمل مع الشعب الصومالي، "لأن الشعب يرغب في أن نكون موجودين للعمل معه".