وقعت الحكومة الانتقالية الصومالية والمحاكم الشرعية اتفاقا على الاعتراف المتبادل وانهاء اعمال العنف، وذلك بعد بدء أول محادثات مباشرة عالية المستوى بينهما. والتقى وفدا الجانبين تحت رعاية الجامعة العربية في العاصمة السودانية الخرطوم بعدما عقد وسطاء اجتماعات منفصلة معهما في الصباح في محاولة لتجنب مواجهة قد تطيل أمد الصراع المستمر منذ سنوات. وكان السودان قد وجه الدعوة للوفدين الصوماليين وطلب عقد اجتماع للجامعة العربية تجنبا لنشوب حرب جديدة في الصومال الذي يفتقر الى حكومة مركزية قوية منذ 15 عاما. وتصاعدت حدة التوتر بين الحكومة والاسلاميين منذ أن طرد الاسلاميون قادة فصائل من مقديشو واستولوا على جزء استراتيجي في جنوب الصومال. وأثارت الحكومة غضب الاسلاميين حين دعت لنشر قوات حفظ سلام دولية وقالت ان اسلاميين اصوليين من شتى أنحاء العالم يساعدون اتحاد المحاكم الاسلامية على تأمين انتصاره في مقديشو. واجتمع الوفدان في مركز للمؤتمرات يطل على النيل الازرق في حضور الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ووزير الخارجية السوداني لام اكول. وقال مسؤولون سودانيون ان الشيخ شريف احمد رئيس اتحاد المحاكم الشرعية لم يحضر وانما أرسل وفدا قوامه عشرة أعضاء بقيادة محمد علي ابراهيم. وكان الرئيس الصومالي عبد الله يوسف في الخرطوم اليوم الخميس غير أنه لم يتضح ما اذا كان يشارك بالمحادثات المباشرة. وقال موسى لرويترز قبل بدء الاجتماع ان الجانبين أحرزا تقدما نحو برنامج عمل مشترك يشمل الاسلحة ومستقبل أمراء الحرب والتعاون والبناء. وقال ان حفظ السلام قد يكون أيضا على جدول الاعمال. واشار الى ان المحادثات هي بداية لعملية طويلة وأن ما يحدث من الان فصاعدا ما هو الا مجرد بداية. ومثل انتصار المحاكم الشرعية انتكاسة للولايات المتحدة التي زودت أمراء الحرب بالاموال بعدما سعوا الى الدعم الامريكي بقولهم انهم يكافحون الارهاب. وقالت جيندايي فريزر مساعدة وزيرة الخارجية الامريكية للشؤون الافريقية للصحفيين في نيروبي في ساعة متأخرة من مساء أمس ان واشنطن تريد أن يحرم الصوماليون من وصفتهم بارهابيين أجانب يعملون في الصومال من ملاذ امن. وأضافت "من الواضح للغاية أن هناك ارهابيين أجانب في الصومال... نريد العمل مع جميع الاطراف. انهم بحاجة الى أن يجتمعوا في اطار حوار حتى يمكنهم صياغة سياسة لا يمكن للارهابيين الحصول على ملاذ امن فيها". وقال موسى ان الولاياتالمتحدة أدركت الان أن تمويل أمراء الحرب كان فكرة سيئة. واعرب عن اعتقاده بأن الجميع بمن فيهم الولاياتالمتحدة يدركون جيدا الان أن أي أموال تمنح لامراء الحرب تعيد الصومال من حيث بدأ. وقال انه لا يعلم المدة التي ستستغرقها المحادثات أو ما هي الخطوة المقبلة غير أنه قال انه لا يعتزم البقاء في الخرطوم طوال يوم الجمعة. وكان دبلوماسي افريقي شكك في فاعلية المحادثات. وقال "المحاكم الشرعية لم ترسل الشخصيات الكبيرة. الذين ارسلوا لا يمكنهم اتخاذ قرار نهائي. لا اعتقد ان المحادثات سيكون لها أي تأثير على الارض".