تحالف الشر والعدوان لا يتجاوب مع المبادرة بل ازدادت هجماته الجوية ومجازره الوحشية بحق اليمنيين ستتلقى عواصم دول العدوان عمليات عسكرية أوسع وأضخم ولا خطوط حمراء في خضم تداعيات العملية الاستراتيجية التي نفذها سلاح الجو المسير اليمني على اكبر حقول النفط بالسعودية (بقيق وخريص)، رئيس المجلس السياسي الاعلى مهدي المشاط اطلق مبادرة سلام احادية الجانب تضمنت التزام القيادة في صنعاء بايقاف كافة العمليات الهجومية نحو السعودية بمافيها الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، وذلك للدفع بعجلة السلام وحقن الدماء واعطاء السعودية والامارات فرصة القرن للخروج من جحيم الحرب في اليمن بالعملية التفاوضية بدلاً من مواصلة الانتحار.. زين العابدين عثمان لقد قدم الرئيس المشاط المبادرة، وكان الأمل ان يتعاطى معها كلا النظامين السعودي والاماراتي بايجابية، وتكون ردة الفعل هي ايقاف العمليات العسكرية والجوية ورفع الحصار المفروض على اليمن ،، لكن وكما هو حاصل معسكر الرياض وابوظبي ومن ورائهم واشنطن الى الآن لم تلق بأي تجاوب لهذه المبادرة بالشكل المطلوب، انما زادت من وتيرة هجماتها الجوية مرتكبة مجازر وحشية بحق المدنيين اليمنيين في اكثر من محافظة، وكذلك لاتزال تسعى الى المزيد من التصعيد والتي كان اخرها استقدام الامارات مؤخراً تعزيزات جديدة من المرتزقة قادمة من قاعدة عصب الارتيرية قوامها اكثر من 1000 مقاتل مع تجهيزات عسكرية ضخمة من المدرعات والآليات الحربية، وذلك بنية التموضع والاستعداد للتصعيد في المخا بتعز والساحل الغربي. لهذا فعدم جدية معسكر الرياض وابوظبي للسلام وللمبادرة فهذا لن يكون له ردة فعل سوى ما حذر به المشاط، وكذلك قائد الثورة سماحة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي قال في بيانه الاخير: انه مع استمرار التصعيد والحصار فإن الضربات الأكثرَ إيلامًا والأشدَّ فتكًا ستصلُ إلى عمق السعودية والامارات، وان لا خطوط حمراء في العمليات الهجومية القادمة»، اما المشاط فقد حذر للمرة الثانية عشية الاحتفال بذكرى 26 سيتمبر: اذا لم يلتزم طرف العدوان بالمبادرة فستبدأ مرحلة الوجع الكبير، وامامنا ايام محدودة فقط للتقييم.. لذا فالمعادلة واضحة وهي «عدم التزام طرف السعودية والامارات بالمبادرة سيحتم استئناف اليمن للعمليات العسكرية، عمليات اوسع واضخم من السابق، وستنفذ بعد انقضاء المهلة المحددة الكثير بما لن تتعدى الاسبوع.. كيف سيكون الرد اليمني وما هي طبيعة الخيارات الاستراتيجية القادمة؟ لربما ان الجزئية الاهم الذي نريد طرحها في هذا السياق هو عن طبيعة ردة الفعل العسكرية اليمنية القادمة، وما بعدها على المستوى العسكري والاستراتيجي حيث يمكننا ان نطرحها في امرين مهمين وهما:- الاول: ان المؤسسة العسكرية اليمينة عبر اياديها الضاربة (القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر) على اتم الجاهزية العملياتية والتسليحية لاي عمليات هجومية تكلف بها على العمق الاستراتيجي للسعودية والامارات. الثاني وما يجب اخذه بالاعتبار ان «الخيارات الاستراتيجية للرد القادم مرسومة على اعلى مستويات من القوة والتخطيط والتجهيز التسليحي الكبير من الطائرات دون طيار التكتيكية والمنظومات الباليستية ارض- ارض بعيدة مدى، وصواريخ الكروز المجنحة»،، اما في مسألة انتقاء الاهداف فحجم التحضير سيحتم انتقاء اهدافاً ذات بعد استراتيجي وحيوي كحقول نفط بقيق وخريص السعودية، اذ ان العمليات ستكون كبرى وغير مسبوقة ونتائجها مؤثرة ومدمرة الى حد كبير يتعدى حدود الحسابات العسكرية والجغرافية والاستراتيجية المفترضة، كما اشار اليها قائد الثورة. لهذا فجميع الاحتمالات واردة والامارات والسعودية امام «مرحلة الحريق الكبير» وقد تعلن قيادة المؤسسة العسكرية اليمنية ايعاز قصفها في اي لحظة سيما اذا لم يكن هناك تجاوب للسلام وللمبادرة خلال الايام او الساعات القادمة.