بالرغم ن من مرور 56 عاماً على الثورة الأكتوبرية المجيدة.. إلا أن هناك أغصاناً لم تورق بعد إخواننا في الجنوب قادرون على تجاوز المحنة شريطة عدم خلط الأوراق الوطنية بالأوراق المناطقية والحزبية المؤدلجة الأرض اليمنية تلفظ گل عميلٍ وخائنٍ ومرتزقٍ على ثراها ثوار المقاومة الوطنية ضد الاستعمار البريطاني شامة في سماء اليمن بالرغم من ضبابية سماء اليوم بادئ ذي بدء نستفتح بكلمات من نور للأديب الأريب أستاذي وأستاذ الأجيال الدكتور عبدالعزيز المقالح، حيث يقول: «الإنسان كائن تاريخي.. أو بحسب التعبير الشائع حيوان له تاريخ.. وحين يعجز الإنسان عن امتلاك ناصية الرؤية التاريخية، ويغترب عن التجارب المستفادة من مسيرة الحياة يفقد بذلك وعيه الإنساني المتبلور عبر المراحل التاريخية المتعاقبة، ويبدأ من ثم دورة انتكاس أخرى.. كما حدث لشعبنا في فترات من تاريخه القديم، وفي القرن الأخير من حياته بشكلٍ خاص، وكما حدث لشعوبٍ كثيرةٍ أضاعت تاريخها ووقفت- على حافة الضياع- تبكي أطلاله المندثرة».. احمد الفقيه الثورات العظيمة التي تولد من رحم المعاناة والمكابدة.. دوماً تكون راسخةً ومحفورةً في ذاكرة الشعوب.. بالرغم من جور المستبدين القدامى أو الجدد الذين يحاولون اليوم فرض أجنداتهم ومشروعهم الاحتلالي تحت مسمى الدفاع عن شرعية الفار هادي.. هم يدركون سلفاً أنهم لم ولن يستطيعوا إرجاع عقارب الساعة الى الوراء.. ولن يقدروا أن يعيدوا جنوب الوطن الى دويلات وسلطنات ومشيخات.. مهما حاولوا ومارسوا من اساليب ووسائل في غاية الخسة والنذالة .. فعهد الوصاية والهيمنة والاستعباد قد ولى زمنه دون رجعة.. فشعب صنع امجاد وتحولات مفصلية في تاريخه الحافل بالمآثر البطولية.. والملاحم الفدائية مستحيل ان يعود الى عهد الجهل والاذلال والشتات والخنوع.. فالشعوب التي تقدم ارواحها ودماءها ذوداً وفداءً لاوطانها هي شعوب عرفت طريق الحرية والكرامة والشرف.. وادركت جني ثمارها وانطلاقها نحو دروب النور والحرية والانعتاق من ربقة الاستعباد والخضوع والاذلال.. فالوقائع التاريخية تؤكد ان قدوم الغرباء الى ارض ليست ارضهم.. وفرض اجندات واهداف ليست لها صلة بالواقع اليمني.. فمصيرهم الاندحار والخروج المذل.. مهما حاولوا اتساع علاقاتهم مع المكونات العميلة.. فالحديث عن الثورة الاكتوبرية يحمل لنا عدة دلالات ومعان.. ولن نستطيع الوفاء او الايفاء بحقها مهما كتبنا عنها.. لانها جاءت امتداد طبيعي لسلسلة من الاحداث والوقائع التي استمرت لسنوات طوال, قدم في سبيلها ابناء الشعب اليمني شمالاً وجنوباً اعظم التضحيات واروع صور الفداء والكفاح.. مهمورة بالدماء الزكية الطاهرة من اجل تحرير الوطن من التبعية والوصاية والاستعمار بكافة صوره واشكاله وألوانه.. وترسيخ مبادئ العدل والمساواة والحرية والمواطنة المتساوية.. كما لا يفوتنا ان ننسى مساهمة مصر عبدالناصر ودورها الكبير والهام في مد الثوار في الجنوب بالسلاح والذخائر لمؤازرة رجال المقاومة الوطنية وتدعميهم امام الالة العسكرية من قوات الاستعمار البريطاني في عدن وغيرها من المحميات الواقعة تحت سيطرة الاحتلال البريطاني.. هذه حقائق ومشاهد تاريخية لا جدال فيها.. اما تلبيس الاحداث لبوس الجدل السياسي او الايديولوجي او الفكري.. فهذا مرفوض في تحليل الوقائع والاحداث التاريخية.. حيث كان هدف الراحل عبدالناصر من تقديم الدعم المادي والمعنوي والفني للثوار في الجنوب دون تمييز او نظرة استعلائية بين الاطراف والمكونات الثورية بمختلف مشاربها واطيافها والوانها.. نحو تحرير جنوب الوطن من الاحتلال البريطاني البغيض.. كي لا يكون عقبة في طريق الملاحة الدولية في البحر الاحمر.. هذه المرحلة التاريخية المهمة والحساسة في دعم ثورة 14أكتوبر المجيدة من الاشقاء في مصر الكنانة كان لها نتائج مغايرة.. ومعادلات متباينة من قبل دعاة الصراعات الفكرية.. والقوميات المؤدلجة.. والتباينات الفكرية والسياسية في شمال الوطن وجنوبه.. بالرغم من الوعي الوطني والثقافي والقومي والثوري الذي كان سائداً في سماء المنطقة.. فالثابت تاريخياً ان اية ثورة من الثورات اياً كانت مراحل قوتها وعنفوانها لابد لها ان تمر بلحظات وسويعات مد وجزر.. وعثرات وهفوات.. وهذا ناتج عن طبيعة اختلاف القوى القائدة.. والنخب السياسية والحزبية والفكرية المسؤولة من ادارة المقاومة ضد الغزاة.. ولعل من نافلة القول: ان الانتقال المفاجئ وصراع النخب.. والمكونات السياسية المتباينة كان عاملاً من عوامل الصراع الفكري والأيديولوجي بين قوى المقاومة والاطراف الاخرى.. وهذا ما يتكرر اليوم في جنوب الوطن رغم اختلاف الوقائع والاحداث الا ان المشهد السياسي.. والهدف العسكري هو احتلال جنوب الوطن من قبل دويلة الامارات.. ربما هذا النقيض الفكري والمشاحنات الايديولوجية والمناكفات السياسية والمناطقية هي التي سيطرت على الشارع في جنوب الوطن انذاك واليوم.. مما ادى الى تفعيل وتأجيج المقاومة ضد الاستعمار القديم والجديد.. وكان هدفها الاوحد هو خروج الاستعمار اياً كان لونه او شكله.. لذا علينا ان ندرك ان هناك محطات تاريخية مهمة لا يستطيع احد تحريفها او تزييفها مهما حاول البعض من الطغمة او الزمرة اطفاء شمعتها او محو سطورها من صفحات التاريخ لانها حقائق تاريخية مؤرشفة في ذاكرة الشعوب.. ومحفورة في جبال وسهول الوطن.. فيا ترى بعد مرور 56عاماً من عمر الثورة الاكتوبرية المجيدة وثمارها اليانعة لم تقطف بعد.. وتلوح في الافق خيوط صفراء وحمراء.. وحيناً تفوح روائح نتنة تزكم الانوف من زوايا وبؤر تلك المكونات السياسية والفكرية المؤدلجة لخدمة مصالح واطماع محلية واقليمية ودولية.. فالذين يقفون اليوم ضد الثورة محاولين ارجاع عقارب الساعة الى الوراء هم العملاء والخونة والمرتزقة الذين باعوا وطنهم وشعبهم ووطنيتهم وهويتهم من اجل الدينار والدرهم.. اليوم جنوب الوطن يقف على مفترق الطرق ويمر بمرحلة خطيرة جد حساسة في تاريخه ان لم يتدارك سريعاً ما يحدث من وراء الدهاليز وغرف النوم السعودية والاماراتية لادخال اليمن في بؤر الصراعات الطائفية والمناطقية والمذهبية وتستفرد بالكعكة اليمنية ولكن هيهات لها تحقيق ذلك.. وعلى اعراب الحجاز والخليج ان يدركوا ان رجال الرجال من ابناء الجيش واللجان الشعبية البواسل يقتحمون الجبال ومواقع العدو حفاة الاقدام.. عراة الصدور- حاملين على ظهورهم حبات تمر وقطرات ماء وشيء من خبز يابس مستحيل ان يهزموا لانهم عشقوا الموت والموت عشقهم ولذا يا اصحاب الابراج الزجاجية والقصور الفارهة اتركوا اليمانيين لشأنهم هم ادرى بشعاب جبالهم وارضهم الوعرة قبل ان تنزل عليكم لعنة اليمانيين وتصبحون اثراً بعد عين كاصحاب ارم ذات العماد.. وليدرك اعراب الخيام في دول الخليج والسعودية والامارات ومن على شاكلتهم ان قلب الحقائق وتزييف وقائع وجغرافية وتاريخ الشعوب ليس امراً او هدفاً سهل المنال, بل سيعود عليكم بالويل والثبور والهلاك.. وهنا يسجل التاريخ ان هناك كان دولة اسمها الامارات او السعودية في يوم ما.. في زمن ما.. لذا على السعودية والامارات ومن ساندهم ودعمهم ان يحملوا عصاهم ويرحلوا عن ارض اليمن قبل ان يرحلوا في تابوتات عفواً في شوالات الى بلدانهم لان الارض اليمنية لا تقبل جثامين العملاء والمرتزقة والخونة في ثراها.. صفوة القول: ان المقاومة الوطنية والاعمال الفدائية التي قام بها الابطال الاحرار الثوار في جنوب الوطن داخل مدينة عدن وبقية المدن الاخرى لدحر قوى الاستعمار البريطاني واجباره على الرحيل لقادر اليوم على طرد وترحيل الغزاة الجدد من القوات السعودية والاماراتية عن ارض جنوب الوطن عاجلاً ام اجلاً.. فاليمن مقبرة للغزاة قديماً وحديثاً فاسألوا عن الذين سقطوا قبلكم في براثن الخزي والعار والانكسار والهزائم من الرومان والاحباش والاتراك ومن على شاكلتهم من الخونة والمرتزقة والعملاء الذين ساحوا في الارض حيارى سكارى ورجعوا بخفي حنين..!!