} الحلقة “الثلاثون” تحليل الاحداث في المنطقة الوسطى 1970-1973م خلال الفترة من 6يناير من عام 1970 وحتى 29/8/1972م اي فترة سنتين وسبعة أشهر وسبعة ايام- وجهت سلطة 5نوفمبر الى المنطقة الوسطى ثماني حملات قبلية وعسكرية.. كانت اولى الحملات بقيادة المقدم/ محمد صالح الكهالي في 6/1/1970م وثامن حملة بقيادة الرائد/ عبدالله صالح الرازقي..كانت تصريحات رجال السلطة حينذاك عسكريين ومدنيين تقول ان هدف الحملات القضاء على المعارضة المسلحة اليسارية، لكن واقع الحال دل عكس ما قالوا.. فبعد كل حملة كان يزداد عدد المعارضين للسلطة كماً ونوعاً.. وبعد كل مواجهة مسلحة كان يسقط الكثير بين قتيل وجريح من الطرفين غالبيتهم العظمى من مقاتلي السلطة وبالذات القبائل. وعلى ذكر القبائل انا لم اسمع او اقرأ ان اي سلطة في العالم تعول او تعتمد على القبائل اكثر من اعتمادها على الجيش الا السلطات المتعاقبة في بلادنا اليمن. أما الاحداث الداخلية في المنطقة الوسطى خلال عامي 1972-1973م فمن اسبابها «آفة التطرف «3» خاصة ان بعض رفاقنا اليساريين كانوا ماركسيين اكثر من ماركس، وبعض خصومنا من الاتجاه اليميني كانوا ملكيين اكثر من الملك!! وكان يبدأ التباين باختلاف الرأي والرأي الآخر وينتهي بخلاف القتل والقتل الآخر.. أو الهدم والهدم الآخر للبيوت وهنا اكتفي بهذا التحليل وهو فقرات بسيطة من تحليل طويل سينشر لاحقاً في الكتاب القادم ان شاء الله. تفسير عبارات الشيخين ناجي الحدي وعقيل الحدي قال الشيخ ناجي محسن وابن اخيه عقيل عبارات لها مدلول كبير لذلك اود التعليق عليها بما يلي: قال المرحوم الشيخ ناجي محسن الحدي عبارة:»لن اسلم نفسي وفوق رأسي القرية البيضاء»- يقصد قرية «القدمة» هذا يعني ان العم ناجي وهو في سن الثمانين من العمر تقريباً حينذاك لم يكن يعرف ما يدور حوله فالرجال والشباب من خارج بني الحدي قد كانوا انضموا قبل اكثر من سنة إلى منظمة المقاومين امثال: ناجي المسن، وناجي صالح هداش، وصالح ناجي محمد هداش، وهزاع العبيدي، واخوه طاهر وصالح صبيح، ومن هم شباب في سن الدراسة امثال صالح حسين محمد العبسي، ومحمد صالح صبيح، التحقوا في مدرسة النجمة الحمراء، ومن الشباب الصغار امثال محمد طاهر، وسعد علي مهدي وغيرهم..ومن الرجال الكبار الذين التقحوا في إطار منظمة المقاومين من بني الحدي او غيرهم الذين كانوا يسكنون قرية القدمة امثال: احمد علي الازنم وابنه ناجي، ويحيى حسين واحمد عبدالله ومحمد صالح القسيمي، وناجي صالح القسيمي، وبني القسيمي هم من بني الحدي، واحمد صالح صبيح، والقائد محمد صالح عبدالله الحدي وغيرهم، ومن الطلبة الذين التحقوا للدراسة في مدرسة النجمة الحمراء، وكانوا حينذاك بسن 20سنة او اكثر قبل مقتل الشيخ ناجي محسن هم: محسن يحيى حسين- احمد عبده الحدي- عبده يحيى حسين- مانع احمد عبدالله الحدي- علي صالح الحدي وغيرهم.. ومن الطلبة الذين التحقوا الى نفس المدرسة وكانوا حينذاك أقل من سن 20 سنة وهم: يوسف محمد صالح- حسين صالح الحدي- ضيف الله احمد علي الأزنم- زمام علي محسن وغيرهم.. أي أن الأسماء الذين ذكرتهم أعلاه وجميعهم أعرفهم جيداً عددهم 30 شخصاً- ثلاثون شخصاً من قرية القدمة.. * إذن لم يكن يعرف الشيخ ناجي محسن الحدي اختلال التوازن بين مؤيديه ومعارضيه لصالح معارضيه الذين كانوا خارج القرية البيضاء ومؤيديه كانوا خارج الجاهزية. * أما عبارات الشيخ عقيل الحدي الذي قالها للمقدم محمد صالح الكهالي عامل مديرية دمت مثل طلبه بإعادة السلاح المصادر من المواطنين، فقد كان على حق كون السلطة لم تصادر أي سلاح على أي منطقة باستثناء المنطقة الوسطى مستغلين طيبة أهلها، وكما يقول المثل المأثور: «الطيب فريسة الأنذال».. * كما أن الشيخ عقيل قال للكهالي أن «أعضاء منظمة المقاومين هم طيبون وليس مخربين كما وصفتهم السلطة».. هذا يدل على أن الشيخ عقيل كان يجنح الى السلم، وكانوا يود أن تتفهم السلطة للمطالب المشروعة للمنظمة، لكن السلطة لم تعالج الأمور بالتي هي أحسن بل عالجتها بالعنف الذي ولد عنفاً آخر، ولذلك استمرت الحرب من بداية عام 1970م الى نهاية عام 1982م. دارت رحاها في المناطق الوسطى وخلال تلك الفترة والبالغة 13 عاماً سفكت الكثير من الدماء وتخربت مئات البيوت وتشردت آلاف الأسر.. ورغم ذلك تعمدت السلطات الرجعية المتعاقبة على تغييبها.. باستثناء ما كشفه اللواء الركن علي محمد صلاح خلال عمله في المنطقة الوسطى عامي 81- 82م في كتابه «من مذكراتي» الجزء الثالث، لكن بعون الله ومن خلال خمسة وعشرين حلقة من هذا البحث الذي يعتبر مشروع كتاب سيرى النور قريباً اجتهدت وتم الكشف على بعض الحقائق المغيبة في حروب المناطق الوسطى، وهي تشكل حتى الآن حوالي 80% تقريباً وفي الحلقة القادمة من هذا البحث سيكشف اللواء محمد صالح الحدي أهم الحقائق المغيبة المتبقية من أحداث المنطقة الوسطى.