خمسة أعوام مضت على الشعب اليمني بليلها ونهارها تحمل وتلد الشؤم والبؤس على اليمن، تحمل في كنفاتها الموت البربري وصواريخ تقصف بلا هوية أو رادع خمسة أعوام ونحن تحت القصف والدمار اشلاؤنا أصبحت طريق للعابرين للنصر من مستضعفي العالم.... أجل خمسة أعوام في مواجهة رادعة لتحالف اعلى رأسه أمريكا وبأدواتها العربية السعودية والأمارات وبعران الخليج، وفي ظل الخمس سنوات وأيامنا تتابع بمستجدات الواقع ومتغيرات السياسة ودهاليز العدوان وخبراءها يلتف العدوان على تخبطه بعد مناسبة المولد الشريف التي وضعته في زاوية لا يفيق منها أبدا، خصوصا وأن الشعب قدم من خلال المناسبة رسالتين رئيسيتين : الرسالة الأولى : أثبت الشعب بخروجه المليوني إلى الساحات أنه شعب تمثله القيادة السياسية والحكيمة في الداخل المتمثلة بصنعاء وقيادتها وأنه لا شرعية للخارج ولا وصاية على شعب كله أنصارالله.. الرسالة الثانية : هي رسالة سياسية عميقة الهدف صوب جبين العدو الرئيسي للأمة - والتي وجهها علم الهدى السيد عبدالملك في خطابه السياسي وتحذيره للكيان الصهيوني... القراءة السياسية لرسالة السيد وتوعده للكيان الغاصب تقول أن القيادة اليمنية لا تقول إلا وتفعل ثابتا ذلك في تحذيراتها لدول العدوان التي تجلت بشكلها العملي على منشأتها ومطاراتها ومن هذا المفهوم يقدم الرأي العام للجمهور الصهيوني أن يتخذ من وعود السيد له أنها واقعة لامحالة فمكون أنصارالله أثبت خلال العدوان أنه نموذج راقي حمل صدق الكلمة وضمير المواجهة وأنه قوة مثلت الشعب اليمني ودفعت المؤسسة العسكرية اليمنية من واقع شكلي وهمي يحمل مضامين ومسميات جوفاء إلى مؤسسة لها الجدارة في القول والفعل ولها قوة إقليمية ورقم يصعب اليوم تجاوزه من هنا يفهم المراقبون عناصر ومؤهلات الأنصار في قيادة الجمهورية اليمنية وتصحيح المسار في قضية الولاء والعداء منفذين ذلك خلال مرحلة جديدة طرأت على الميدان تؤكدها تصريحات العميد يحيى سريع الناطق الرسمي للقوات اليمنية أن اليد اليمنية قادرة على قصف الكيان الصهيوني إلى قعر داره مقدمة القيادة اليمنية من ذلك ثلاثة مسارات : الأول: أن دول العدوان على رأسها السعودية ومنشآتها ونفطها وحيويّتها محسوم أمرها وهي هدف في أي لحظة ممكن حسمه. كذلك أن المواجهة مع دول العدوان وبالذات السعودية هي على هامش أولويات المواجهة في المنطقة وقد أخذت حظها من التنكيل على جميع المستويات العسكري والأمني والاقتصادي وتوصيل رسالة مشفرة كفيلة الأيام القادمة بكشفها والافصاح عنها.. الثاني : تصويب ملف المواجهة مع حربة الحروب وملعقة السم في الأمة _ وهو الكيان الصهيوني فالمواجهة معه هي حل جذري أولي لوقف العدوان على الشعب اليمني مع توضيح للعالم أن القوة اليمنية اليوم هي من سادت على جغرافية المنطقة وما واقع الحرب إلا فرصة للتأهيل والبناء والتصنيع اليمني الذي أذهل العالم... الثالث : رسالة للعدو الإسرائيلي والمخابرات الامريكية وعملاؤها بفشل مشروعهم الإعلامي الإفسادي وسقوط ورقة الشارع التي حركها في وسط دول المقاومة في كل من لبنان والعراق وإيران حيث النتيجة النهائية صفر ٪ ومداولات الشارع تؤكد ذلك ومفاهيم المقاومة وقادتها تصحح المسار التوعوي بأحقية الشارع في ظل المسموح والأصلاح دون المساس بجودة القرار ومخرجات الحلول للدولة _ هذه الرسالة من القيادة اليمنية تحمل مضامين عدة للكيان الصهيوني منها -أنك مستهدف في أية لحظة - وفي ظل التهديد اليمني الحتمي للكيان الإسرائيلي تزيد منعطفات العدوان وتخبطه الرديئ كما في نفس الوقت يزيده يقينا أنه خاسر لا محالة مع شعب توجه للقضاء على العقربة الأم مباشرة. في الأخير ينتظر الشعب اليمني مفاجأت من طراز أرامكو ونجران ولكن هذه المرة على قعر عدو أذاق الأمة الويلات طيلة قرون يسمى (إسرائيل).