الندوة التي نظمتها صحيفة «26سبتمبر» الموسومة : واقع ومستقبل الأمن الغذائي في اليمن والتي استمرت يومي 15 و16 اكتوبر المنصرم 2019م هي من الندوات القليلة التي حالفها نجاح باهر يستحق الاشادة والتقييم من المختصين في هذا الشأن.. أفكار كبار المسؤولين الذين حضروا الندوة في الحلقة السابقة من هذا الموضوع اختزلت بإيجاز الافكار المقدمة من قبل ثلاثة من كبار المسؤولين الذين حضروا الندوة وفي هذه الحلقة اواصل ايضاً اختزال وجز الوجيز من افكار بعض كبار المسؤولين وبالذات وزيري الصناعة والتجارة والزراعة بحكم ارتباطهم الجدلي بموضوع الأمن الغذائي.. وكذلك اطروحات الأستاذ احمد سعيد شماخ الخبير الاقتصادي التي أدلى بها في تصريحه لصحيفة « 26سبتمبر» العدد رقم 2087 بتاريخ 16/10/2019م على هامش الندوة في يومها الاول الاخ / عبدالوهاب الدرة وزير الصناعة والتجارة : طرح بعض الافكار الجديرة بالتأمل والدراسة قبل تنفيذها اوجزها هنا بخمسة بنود وهي على النحو التالي: •الاهتمام بتوسيع الانتاج الزراعي والحيواني •الاهتمام بتنمية الانتاج الزراعي والحيواني •الاستفادة من ظروف العدوان والحصار في الاعتماد على الذات وتجاوز المعوقات . •ضرورة حماية الانتاج الزراعي والاهتمام بالمحاصيل النقدية والحفاظ على الثروة الحيوانية وفق خطوات مدروسة •ضرورة التخطيط السليم والتعاون والشراكة بين القطاعات المختلفة في الدولة . ملاحظات : { الملاحظة الاولى: ان الافكار التي طرحها أو طرقها معالي الاخ عبدالوهاب الدرة وزير الصناعة والتجارة جميعها تستحق الدراسة كون بعضها ممكنة التنفيذ والبعض الآخر غير ممكنة التنفيذ خاصة في الظروف الراهنة في ظل عدوان ظالم وحصار جائر على بلادنا اليمن . { الملاحظة الثانية: فيما يخص البند رقم 1 والخاص بتوسيع الانتاج الزراعي والحيواني.. فالتوسع الزراعي يعُرف- بضم الياء- دولياً بمصطلح التطور الافقي للزراعة «وهو يعني شق الطرقات الى الاراضي الزراعية المراد استصلاحها ثم تهيئة الارض واستصلاحها ثم حفر الابار الارتوازية الكبرى قد يزيد أو يقل عمقها حسب توفير المياه الجوفية ومثل هذه العملية الثلاثية بحاجة الى تمويلات مالية كبيرة جداً لم تتوفر سابقاً في وقت السلم فما بالكم في وقت الحرب كما ان توسيع الانتاج الحيواني مرهون بالتوسع الزراعي { الملاحظة الثالثة تنمية الانتاج الزراعي والحيواني وهو ما يعرف عالمياُ بمصطلح ب»التطور الرأسي للزراعة» ويعني تحسين الانتاج الزراعي للاراضي المستصلحة حالياً اما تنمية الانتاج الحيواني فيتلخص في تشجيع الفلاحين على تربية الابقار والاغنام ومنع ذبح اناثها . وهذا الجانب ممكن تحقيقه في الظروف الراهنة.. وبقية البنود 4+5 ممكنة التحقيق { الملاحظة الرابعة: ما قال الاستاذ عبدالوهاب الاستفادة من ظروف العدوان والحصار في الاعتماد على الذات وتجاوز المعوقات «هذا كلام أطلقه الوزير من حسن نية وصدقها لكن الواقع يختلف واقول أيش من استفادة؟؟ ان استمرار العدوان هو السبب الرئيسي لحالتنا الراهنة.. الحل هو وقف العدوان والحصار ما لم ليس أمامنا غير الصمود ومزيد من التضحيات فالحروب ليس منها أي استفادة .. ولقد اثبتت التجارب في الماضي والحاضر بأن الحروب كانت ومازالت بمثابة الزلزال المدمر لحياة الناس وسلب استقرارهم وحرمانهم من الحياة الكريمة إضافة الى الهلع والقلق اليومي وشحة الدخل وازدياد البطالة الخ...... عودة الى الموضوع: ان الافكار التي قدمها الاستاذ عبدالوهاب الدرة معظمها افكار نيرة وتنفيذها على الواقع مستقبلاً بحاجة الى ايادي أمينة .. فالاصلاح الاداري بدون اصلاح مالي لا يفيد. المهندس عبدالملك الثور وزير الزراعة: قدم مداخلة اشار فيها الى أهمية تشجيع المزارعين في توسيع زراعه البن اليمني والتخلص من شجرة القات.. منوهاً بأن انتاج وتصدير مزيد من البن اليمني سيكون أحد مصادر الأمن الغذائي في ظل الطلب العالمي عليه لجودته العالية. واوضح وزير الزراعة ان البحوث الزراعية تمثل القلب النابض الذي تقوم عليه عمليات الانتاج الزراعي. الاستاذ / أحمد سعيد شماخ عضو مجلس الشورى الاستاذ أحمد شماخ وهو الخبير الاقتصادي المعروف وله العشرات من المقالات في صحيفة «26سبتمبر « منُذ سنين قال )ان تحقيق الأمن الغذائي يتطلب زيادة الانتاج من خلال استثمار الارض اليمنية في باطنها وظاهرها وبحرها ايضاً.. فاليمن تمتلك خيرات طبيعية زاخة يمكن ان تحقق الاكتفاء الذاتي إذا ما تم استغلالها الاستغلال الأمثل من خلال تكامل القطاعات الانتاجية الزراعية والصناعية والاستخراجية من أجل تكوين موارد ترفد الاقتصاد وتحقيق الالتفاء الذاتي)) أفكار شماخ هي أيضاً أفكار نيرة لكنها بحاجة الى أياد أمينة.