خمسة أطفال في عمرِ الزهور قادهم جوعهم إلى أقرب بقاله ليشتروا ما يأكلون، فلتهمتهم ألسنة لهب صواريخ العدوان الأمريكي الإسرائيلي السعودي، فطحنت أجسادهم وتطايرت أشلاء تلك الأبدان الضعيفة النحيلة يمنة ويسرة، والبعض منهم دفنت جثته تحت أنقاض الحديد والحجارة، بأي ذنب قتلوهم؟! ما الذي اقترفوه ليذبحوا بكل تلك الوحشية والعهر؟! لقد سبق هؤلاء الخمسة مئات الآلاف من أطفالنا الذين غادرت أرواحهم أجسادهم الطاهرة لتشتكي بارئها وحشية هذا العالم الذي مليء بوحوش ممسوخة كاسرة فقدت كل معاني الإنسانية !! أطفالنا لم يعيشوا يوماً طفولتهم، ولم يجدوا يوماً حقهم في الحياة، حقهم بأن يلعبوا بأمان ويجدوا المأكل والمشرب والمأوى، أطفال اليمن هم جراح هذا العالم المنافق! أطفالنا يتساءلون كيف نكون أطفالاً بلا حرية ، وكيف نلهوا وقضيتنا منسية؟! حتى أصبحت أحلامنا تختلف عن أطفال هذا العالم، فلا الألعاب تستهوي قلوبنا ولا نهاية فيلم كرتوني يشغل بالنا!! نحن أطفال اليمن لا ننام على قصة سندريلا في أحضان أبائنا وأمهاتنا لأننا فقدناهم بسبب غدر صواريخكم!! أطفالنا في زمن العدوان والمعاناة والعذاب أصبحوا رجال ، فلم يزدهم الألم إلا شرفاً وهمة ، تحملوا المسؤولية، فصنعوا من الخشب بندقية لكي يدافعوا عن أنفسهم وأرضهم وأهاليهم، ولم يعد يؤمنوا بمعاهدات حقوق الإنسان ولا الطفل فحملوا لواء الجهاد فكان شعارهم( الله خير الناصرين)، فكانوا على العهد صامدين، حلمهم تحرير اليمن الجريح رُغم المحن والألم فلا سلام ولا أمان لمعتدٍ أثيم حتى يعيشوا على أرضهم سالمين.