أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، يوم الثلاثاء، أنه سيتخذ قرارا رسمياً بشأن إنسحاب لبنان من تصفيات كأس الأمم الآسيوية لعام 2007م، يوم الخميس المقبل، مشيراً إلى أن لجنة المسابقات التابعة له ستنعقد في ذات اليوم لاتخاذ قرار نهائي بهذا الشأن. وقال الاتحاد الآسيوي على موقعه على شبكة الانترنت، أنه تلقى يوم الاثنين كتاباً رسمياً من نظيره اللبناني يفيد بإعتذار لبنان عن إستكمال بقية مباريات التصفيات الآسيوية، بسبب الحرب الاسرائيلية الشرسة التي تشنها اسرائيل على لبنان منذ 3 أسابيع، ما نتج عنها أوضاعا مأساوية لشتى مناحي الحياة في لبنان ومن بينها الرياضة التي تضررت بشكل كبير. ويلعب المنتخب اللبناني في التصفيات ضمن المجموعة الرابعة التي تضم استراليا والكويتوالبحرين ايضا، حيث خاض مباراة واحدة امام الكويت انتهت بالتعادل 1-1 في 22 شباط (فبراير) الماضي على ملعب بيروت البلدي، وقدم المنتخب اللبناني مستوى رائع في مستهل مبارياته في هذه التصفيات، حيث تعادل مع الكويت بهدف للاعبه علي ناصر الدين مقابل آخر للكويت عبر فهد الحمد، حيث سيطر المنتخب اللبناني على مجريات المباراة. وأوضح الاتحاد الآسيوي أنه تنادى صباح الثلاثاء لعقد اجتماع طارئ لمناقشة القرار اللبناني، قبل أن ينقل الموضوع للجنة المسابقات التي ستلتئم يوم الخميس المقبل، لاتخاذ قرار نهائي، حيث من المقرر أن تناقش اللجنة هذا القرار، وما إذا تقبل به أم لا في ظل حرص الاتحاد الآسيوي على سلامة اللاعبين اللبنانيين. ولاقى القرار الذي اتخذه الاتحاد اللبناني لكرة القدم في جلسته الطارئة الأخيرة بالاعتذار عن المشاركة في بقية مباريات تصفيات آسيا ارتياحا كبيرا لدى الأوساط الرياضية اللبنانية، في ظل تصاعد الحرب الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، وما تبعتها من مجازر مروعة، وتدمير كبير في شتى مناحي الحياة. ويقول مراقبون أن قرار الاتحاد اللبناني جاء في محله في ظل صعوبة تجميع وتحضير لاعبي المنتخب اللبناني وتهيئتهم لمباريات التصفيات، رغم أن دول عربية منها البحرين رحبت باستضافة المنتخب اللبناني تحضيرا للتصفيات، إلا أن الأجواء الحالية لا تساعد في أي حالة من الأحوال بذلك. وكان من المقرر أن يلتقي المنتخب اللبناني نظيره منتخب البحرين في المنامة في السادس عشر من الشهر المقبل في إطار الجولة الثالثة من التصفيات ،على أن يلاقي استراليا في اديلاييد في 31 منه في مباراة مؤجلة من الجولة الثانية. ويشير آخرون إلى أن قرار الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الذي رفض اية تأجيل لمباريات المنتخب اللبناني، وفي نفس الوقت مطالبة رئيس الاتحاد الآسيوي القطري محمد بن همام الاتحاد اللبناني بالبحث عن مكان اكثر امانا لاقامة مبارياته بالتصفيات، عجل بإتخاذ هذا القرار الذي لم يجد أي إعتراض من أحد، بل نال تأييد وإجماع الجميع، في الوقت الذي قرر فيه الاتحاد اللبناني أيضاً إلغاء جميع بطولات الفئات العمرية، كما تبرع بمبلغ 10 ملايين ليرة لصالح وزارة المالية اللبنانية دعما لاعمال اغاثة المنكوبين. وجاء في خطاب الاتحاد اللبناني لنظيره الآسيوي أن أوضاعا مأساوية تشهدها لبنان نتيجة القصف الجوي الإسرائيلي الذي كان سبباً كبيراً وراء قراره بالانسحاب، مضيفاً أن عددا كبيرا من من اللاعبين اللبنانيين فقدوا وسط الدمار. وقال الاتحاد اللبناني لكرة القدم في خطابه ان اثار الهجمات الاسرائيلية على لبنان أضرت بخطط المنتخب اللبناني وعجز المسؤولون عن الاتصال بالعديد من لاعبي المنتخب الوطني اللبناني، معرباً عن اسفه لعدم تمكنه من مواصلة المشاركة في التصفيات المؤهلة لكأس الامم الاسيوية لعام 2007 بسبب الاوضاع المأسوية في البلاد ، حيث أن مئات الالاف من الناس أرغموا على ترك منازلهم وبينهم العديد من لاعبي المنتخب اللبناني. وتابع الاتحاد اللبناني في خطابه: " أن اللاعبين انفصلوا عن عائلاتهم .. وفقد الاتحاد كل سبل الاتصال بهم كما أن اغلاق مطار بيروت والضرر الذي لحق بالطرق الرئيسية جراء القصف الاسرائيلي يجعل السفر لخوض مباريات خارج البلاد مستحيلا بالنسبة للمنتخب اللبناني". من جانبه، عبر الاتحاد الاسترالي لكرة القدم عن تعاطفه مع اللبنانيين ، مؤكداً أن استراليا ستستمر في اعتبار المنتخب اللبناني مشاركا في التصفيات إلى أن يصلها خطاب رسمي يفيد بعكس ذلك من الاتحاد الاسيوي لكرة القدم. يذكر أن انسحاب لبنان من تصفيات آسيا سيحرمه من الظهور للمرة الثانية في كأس آسيا، علما بأنه تأهل للمرة الأولى لكأس آسيا حين استضاف البطولة عام 2000م، خصوصا بعد فشله في التأهل إلى كأس آسيا 2004 في الصين. ايلاف