بعد تحرير مدينةِ الحزم والعديد من المناطقِ الكبيرة سيّطر الجيشُ اليمني واللّجان الشعبية على سلسلة لجبال بئر المرازيق في عمليّةٍ أدّت ايضاً إلى سقوط آخر معاقل قوّات الرّئيس غير الشّرعي عبد ربه منصور هادي في معسكر (اللبنات) الاستراتيجيّ .إذ بالرّغم من المواجهات الشّرسة المدعومة بغاراتٍ كبيرةٍ نفّذها طيرانُ العدوان السّعودي في محاولةٍ لصدّ الهجوم إلّا أنّ ذلك لم يحل دون إسقاط معسكر (اللبنات) .تقدّمٌ سريعٌ حقّقه الجيش اليمني واللّجان الشّعبية في مأرب شمال شرق صنعاء أحد أهمّ معاقل التّحالف السّعودي العدواني ومرتزقته منذ أيّام حيثُ سجّلت قوّات صنعاء تقدّماً ملحوظاً باتجاه معسكر ( الماس) شرق المدينة في عمليّةٍ سريعةٍ وتمهيديّةٍ لدخول المدينة وإسقاطها . وبالرّغم من التّجهيز والاستعداد المسبق من قبل مرتزقة هادي والاصلاح والسّلفيين السعوديين للمعركة التي استبقت بايفاد غريفيت من الرّياض حاملاً مبادرةً للحؤول دون سقوط مدينة مأرب تحت سيطرة الجيش واللّجان الشّعبية . إلّا أنّ كلّ تلك الاستعدادات والتّجهيزات للمعركة لم تدفع عنهم الهزيمة التي لحقت بهم فسقط معسكر اللبنات بكلّ ما فيه من تعزيزاتٍ وتحصيناتٍ وآلياتٍ وعتادٍ بقبضة رجال الله في اليمن. وبذلك استطاع الجيشُ واللّجان الشّعبيّة من إسقاط أهمّ خطوط الدّفاع عن مدينة مأرب وأكبرها وبالتّزامن مع تلك العمليّة أنجزوا أيضاً عمليّة تأمين سلسلة المرتفعات في رغوان ثاني أكبر المحافظات شرق مأرب بالتّوازي مع توغل الجيش واللّجان الشعبية على جبهتي جبهة مدغل الجدعان و صرواح لتحاصر مأرب من ثلاث جهاتٍ بعد قطع خطوط الإمدادات عن التّحالف العدواني . عمليّات التقدّم هذه ضيّقتِ الخناق على مأرب ووضعتها تحت الحصار وبالتّالي حدّت من خيارات العدوان السّعودي الإماراتي الاستكباري المنهزم الذي لم يجنِ من عدوانه على اليمن سوى المزيد من الهزائم التي سجّلت أرقاماً قياسيّةً في تاريخ الحروب ممّا جعلته مؤهّلاً لأن يحتلَّ المرتبة الأولى في كتاب غينيتس في الحماقات والفشل السّياسي والعسكري والأمنيّ . استمرار العدوان في عامه السّادس يؤكّد أن حكّام السعودية وأمراء الحرب والعدوان لم يتعظوا ويأخذوا العبر على مدى خمس سنواتٍ من العدوان الذي استنفذوا فيه كلّ قدراتهم العسكريّة والأمنيّة والاستراتيجيّات الغبيّة والتّكنولوجية الأمريكيّة . لم يستوعبوا أنّ اندحارهم في الحديدة يتكرّر كلّ يومٍ على كلّ جبهةٍ .ولم يتعظوا بأنّ ما عجزوا عن تحقيقه في الجوف سيعجزون عنه في مأرب بل في كلّ اليمن .كلّ تلك الهزائم التي ألحقت بهم قبل انتشار فيروس الكورونا الذي أدخلوه إلى عدن عبر مرتزقتهم ظنّاً منهم بأنّهم سينشرون الوباء في اليمن ليحقّقوا انتصاراً على اليمنيين من خلال نشره .هذا الوباء الذي أدرجوه ضمن استراتجياتهم الإباديّة كأسلوبٍ مارسوه في حقّ مرتزقتهم التي استهدفوها بطائراتهم في نجران وغيرها والذين تمّ انقاذهم على يد الجيش واللّجان الشّعبيّة. تلك المرتزقة والجيوش العاجزة والمرفّهة التي تحطّمت هيبتُها وانكسرت على أيدي الجيش واللّجان الشعبية في معاركَ عديدةٍ قبل نشر فايروس الكورونا بينهم فما حالهم إن حلّ الوباء فيهم ؟ وأي انتصار سيحقّقون والوباء يهزمهم! .لعلّ أغبياء الرّياض لم يدركوا بعد أنّ سحرهم انقلب عليهم وأنّ هزيمتهم في اليمن وعدٌ إلهيّ وحتميٌّ فإن لم يقرأوا تاريخ اليمن او يفقهوه فلينظروا في تجربة الإمبرطوريّات المتهالكة من الرّومانية إلى العثمانيّة وغيرها او ليتعظوا من غزوة نابليون لروسيا التي اجتاحها بستمائة وثمانين ألفٍ من جنوده ليعود منهزماً مندحراً يجرجر خلفه سبعة وعشرين ألف جنديٍّ ممّن تبقى من جيشه الكبير الذي اجتاحه الطّاعون والجوع والبرد. ذلك هو مصيركم في اليمن الذي سيسقي أعداءه كأسَ الزّؤامِ الأسود .