من الحاجة الملحة يأتي نجاح التجارب وكلما كانت الضرورات لازمة يكون الصبر خير معين، فمنذ الوهلة الأولى التي أشعلت فيها الولاعة عربات الابرامز السعودية داخل ميادين القتال استطاعت أن تتطور إلى منظومة جوية مفعلة ومسيرة تستهدف المواقع المستهدفة بدقة وهذا ما يصنع الدهشة والإعجاب لكل متأمل ومفكر، كيف بدأت وكيف أصبحت الآن تخلق عملية متوازنة في جل المواجهات المختلفة لدرجة أن منظومات الباتريوت وغيرها تماماً من إعطابها أو حتى كشف مصادرها وتحركاتها لأكثر من عملية متكررة كانت قد استهدفت حقول النفط السعودي بدءاً بحقل الشيبة ومروراً بشركة ارامكو العملاقة وهذا بالفعل اثبت عدم قدرة السعودية على تأمين منشآتها وكشف عن زيف ادعائها في امتلاكها لأحدث تكنولوجيا حربية وعتاد متطور بات النظام السعودي يحتمي به ويقدسه أكثر من اعتماده على نفسه ولا غرابه في ذلك إن نفس الصفعة التي تلقتها السعودية تتلقاها أمريكا أيضاً في الوقت ذاته كما لو أنها (ضربت عصفورين بحجر واحدة) فما استحدثته المنظومة الدفاعية مؤخراً بالحديدة بإسقاط طائرة حربية أمريكية بصاروخ محلي الصنع له رسالة كبيرة جداً لأمريكا نفسها بأن تقنياتها الحربية قد رفعت أخيراً منهزمة وكإنذار مبكر لرأس الحربة ومن تحالف معها بالمنطقة أن خلق مزيداً من الحصار سيكون له الأثر المعكوس عليهم باعتباره دافعاً قوياً ومحفزاً لقدرات أبناء الجيش واللجان الشعبية في استحداث وتزويد المنظومة الدفاعية بكل ما هو متاح في سبيل حقه المشروع أن يواجه ويكافئ بقوته وعتاده وطيرانه المسير كل ما يمتلكه العدو من قوة وعتاد وطائرات فمرور خمس سنوات من العدوان كانت كفيلة بتغيير المعادلات وجعل قضية الوطن والدفاع عنه هي أولى المحاور الرئيسية على طاولات المفاوضات السياسية رغم رهانات العدوان ومحاولاته الفاشلة في التلبس بالوطنية والتي انكسر أمام نفسه في انه يبيد بيده أي تحرك ميداني أو قرار سياسي على غرار دعوى شرعيته وهو لم يكن في حسبانه إن دائرة السوء تدور على الوضع السعودي بمحاولاتها الخروج بماء الوجه حتى استمرت سنوات كي تتاح لها اقرب فرصة للتخلي عن الشماعة هادي وزمرته ولكن بعد حين.