الرئيس صالح علي الصماد كان نموذجاً مثالياً للإنسان المجاهد في سبيل الله وعلى نهج القرآن الكريم كما أنه كان نموذجاً للإنسان المتواضع لله تعالى.. إن الشهيد الصماد هو احد ابناء محافظة صعدة التي عاش وترعرع فيها وقد درس القرآن في صعدة وكان أهلاً لذلك، حيث اثبت نجاحاً عظيماً في هذا المجال وقد تربى الشهيد الصماد على ثقافة سائدة في المذهب الزيدي الحنيف.. انطلق الشهيد صالح الصماد في درب الجهاد في سبيل الله والتحق بالمسيرة القرآنية منذ الوهلة الأولى لانطلاقتها وكان جديراً بالمسؤولية الملقاة على عاتقه في صون الدين والعقيدة والمنهج القرآني فقد كان الشهيد من اول المبادرين في التحرك الجهادي في المسيرة القرآنية وكان تحركه تحركاً صادقاً بكل ما تعنيه الكلمة فهو لم يكن يهدف إلى أي غايات او اهداف او مصالح يسعى لتحقيقها لنفسه بل كان ايضاً من المبادرين الى الإنفاق في سبيل الله فكان يقدم من منزله اي شيء بإمكانه في سبيل الله والتحرك الجهادي.. لم يكن الشهيد صالح الصماد من اولئك الذين يقولون ان الجهاد لا يجلب المال ولن يستطيعوا اطعام أسرهم اذا جاهدوا!! لا ! رغم ذلك فالشهيد الصماد كان واثقاً بالله الثقة الكاملة التي تمنحه الاعتماد على الله فيما يخص العيش لأسرته فكان يقول دائماً: “إن تحركنا مع الله واعتمادنا على الله فلا يجب ان نحسب حساب الدنيا وما تحتاجه لانها من تيسير الله سبحانه وتعالى” وكان كل اعتماد الشهيد الصماد فيما يتعلق بالأمور الدنيوية مبنياً لأي من مطالب الدنيا الفانية وكان يضع كل تركيزه واهتمامه على جانب التزود بالهداية القرآنية ونور القرآن وكيفية مناصرة دين الله وكيفية محاربة الأعداء وحروبهم الناعمة والثقافية وكيفية إعادة الأمة الى رشدها الإيماني فكان بذلك من اول المجاهدين والمكبرين الذين رفعوا شعار البراءة من اعداء الله والذي تعرض الشهيد بسببه الى الكثير من المعاناة والمشاكل التي واجهته عقب ذلك فقد قام الخونة في النظام السابق العميل بسجنه وتعذيبه بأبشع الطرق والأساليب ولأكثر من مرة فلم يكن الشهيد الصماد يكترث لكل تلك السجون والتعذيب والإهانة والقهر بل بسبب ما كان يحمله من الوعي الإيماني والثقة بالله تعالى كان يزداد عزماً واصراراً وقوة في كل مرة يسجن ويعذب فيها وكان يمثل دين الله وصفات المجاهد الحقيقي على اكمل وجه فقد خاض ستة حروب متتالية في سبيل حماية العقيدة والنهج القرآني واللذان كانا هدفاً مباشراً للعدو الأمريكي واليهودي وعملائه في ذلك الوقت والى اليوم.. بطولات لا تعد ولا تحصى خاضها الشهيد صالح الصماد بجدارة عالية وشجاعة لا تقارن بغيرها فكان الأول دائماً في المعارك وكان في مقدمة الصفوف في كل معركة شنها العدو عليه هو وزملائه المجاهدين في ساحة الدفاع عن الدين والعقيدة الإسلامية فلم يتمكن الأعداء من إذلاله وإخضاعه بشتى طرقهم المختلفة..وبعد مسيرة شاقة من القتال والصراع بين الحق والباطل بين الإسلام والكفر تمكن أولئك المؤمنون والمناضلون الواثقون بالله من دحر قوى الكفر والطغيان وبدء توعية الأمة وإخراجها من الضلال وكان الصماد احد أبطال هذه المرحلة..وعلى الرغم من أن الشهيد صالح الصماد قد تعين في مناصب قيادية عدة والتي كان أبرزها منصبه كرئيس للمجلس السياسي الأعلى والجمهورية اليمنية ألا انه لم يسمح لكل تلك المناصب القيادية الكبيرة والمهمة ان تزرع فيه ذرة من الكبر والتفاخر بل على العكس تماماً حيث كان كل منصب يعتليه الشهيد صالح الصماد لا يزيده إلا تواضعاً وأخلاقاً عالية فالشهيد طوال الفترة التي كان فيها رئيساً وقائداً عسكرياً لم يلزم عرشه كالذين سبقوه في تلك المناصب.. بقدر ما كان مجاهداً وباسلاً عظيماً متقدماً الصفوف الأولى في جبهات العزة والكرامة مشاركاً زملاءه في الجيش واللجان الشعبية التضحية والفداء في سبيل الله ودفاعاً عن الوطن رغم مكانته الرفيعة..