فعاليات للهيئة النسائية في حجة بذكرى الصرخة ووقفات تضامنية مع غزة    استمرار انهيار خدمة الكهرباء يعمّق معاناة المواطنين في ذروة الصيف في عدن    3 عمليات خلال ساعات.. لا مكان آمن للصهاينة    - اعلامية يمنية تكشف عن قصة رجل تزوج باختين خلال شهرين ولم يطلق احدهما    - حكومة صنعاء تحذير من شراء الأراضي بمناطق معينة وإجراءات صارمة بحق المخالفين! اقرا ماهي المناطق ؟    شاب يمني يدخل موسوعة غينيس للمرة الرابعة ويواصل تحطيم الأرقام القياسية في فن التوازن    غرفة تجارة أمانة العاصمة تُنشئ قطاعا للإعلان والتسويق    بدعم كويتي وتنفيذ "التواصل للتنمية الإنسانية".. تدشين توزيع 100 حراثة يدوية لصغار المزارعين في سقطرى    قرار جمهوري بتعيين سالم بن بريك رئيساً لمجلس الوزراء خلفا لبن مبارك    "ألغام غرفة الأخبار".. كتاب إعلامي "مثير" للصحفي آلجي حسين    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    أزمة جديدة تواجه ريال مدريد في ضم أرنولد وليفربول يضع شرطين لانتقاله مبكرا    إنتر ميلان يعلن طبيعة إصابة مارتينيز قبل موقعة برشلونة    منتخب الحديدة (ب) يتوج بلقب بطولة الجمهورية للكرة الطائرة الشاطئية لمنتخبات المحافظات    أزمة اقتصادية بمناطق المرتزقة.. والمطاعم بحضرموت تبدأ البيع بالريال السعودي    وزير الخارجية يلتقي رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر    تدشين التنسيق والقبول بكليات المجتمع والمعاهد الفنية والتقنية الحكومية والأهلية للعام الجامعي 1447ه    وفاة عضو مجلس الشورى عبد الله المجاهد    عدوان أمريكي يستهدف محافظتي مأرب والحديدة    اجتماع برئاسة الرباعي يناقش الإجراءات التنفيذية لمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية    مصر.. اكتشافات أثرية في سيناء تظهر أسرار حصون الشرق العسكرية    اليمن حاضرة في معرض مسقط للكتاب والبروفيسور الترب يؤكد: هيبة السلاح الأمريكي أصبحت من الماضي    الطيران الصهيوني يستبيح كامل سوريا    قرار بحظر صادرات النفط الخام الأمريكي    الحقيقة لا غير    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    أسوأ الأطعمة لوجبة الفطور    سيراليون تسجل أكثر من ألف حالة إصابة بجدري القردة    - رئيسةأطباء بلاحدود الفرنسية تصل صنعاء وتلتقي بوزيري الخارجية والصحة واتفاق على ازالة العوائق لها!،    الفرعون الصهيوأمريكي والفيتو على القرآن    إعلان عدن التاريخي.. نقطة تحول في مسار الجنوب التحرري    الجنوب يُنهش حتى العظم.. وعدن تلفظ أنفاسها الأخيرة    مليشيا الحوثي تتكبد خسائر فادحة في الجفرة جنوب مأرب    المستشار سالم.. قائد عتيد قادم من زمن الجسارات    عقد أسود للحريات.. نقابة الصحفيين توثق أكثر من 2000 انتهاك خلال عشر سنوات    استشهاد نجل مستشار قائد محور تعز العميد عبده فرحان سالم في مواجهات مع المليشيا    اسعار الذهب في صنعاء وعدن السبت 3 مايو/آيار2025    الأرصاد يتوقع استمرار هطول الامطار ويحذر من التواجد في بطون الأودية    إصلاح الحديدة ينعى قائد المقاومة التهامية الشيخ الحجري ويشيد بأدواره الوطنية    عدوان مستمر على غزة والاحتلال بنشر عصابات لسرقة ما تبقى من طعام لتعميق المجاعة    مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    خلال 90 دقيقة.. بين الأهلي وتحقيق "الحلم الآسيوي" عقبة كاواساكي الياباني    الهلال السعودي يقيل جيسوس ويكلف محمد الشلهوب مدرباً للفريق    اللجنة السعودية المنظمة لكأس آسيا 2027 تجتمع بحضور سلمان بن إبراهيم    احباط محاولة تهريب 2 كيلو حشيش وكمية من الشبو في عتق    سنتكوم تنشر تسجيلات من على متن فينسون وترومان للتزود بالامدادات والاقلاع لقصف مناطق في اليمن    صحيفة: أزمة الخدمات تعجّل نهاية التعايش بين حكومة بن مبارك والانتقالي    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    وزير سابق: قرار إلغاء تدريس الانجليزية في صنعاء شطري ويعمق الانفصال بين طلبة الوطن الواحد    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    غزوة القردعي ل شبوة لأطماع توسعية    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    جازم العريقي .. قدوة ومثال    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في دراسة متميزة للأستاذ إدريس الشرجبي بعنوان:«المسيرة القرآنية سر المنهج وعبقرية القائد » الحلقة الثانية
نشر في 26 سبتمبر يوم 11 - 04 - 2020

محاضرات الشهيد القائد تضمنت مشروعه القرآني العظيم في أوساط الأمة
تشخيص دقيق لواقع الأمة المرير.. ومعالجة قرآنية لكافة قضايا واقعنا المعاش
الطليعة الجهادية الإيمانية أدركت المسألة الاستراتيجية المتمثلة في «من نحن.. ومن هم؟»
الشهيد القائد بوعيه الثوري الجهادي أدرك مبكراً بأن أية حرب لمواجهة العدوان أو أية ثورة لابد لها من «شعار»
عرض / طاهرالعبسي
قدم الأستاذ ادريس الشرجبي وزير الخدمة المدنية والتأمينات دراسة علمية متميزة «المسيرة القرآنية سر المنهج وعبقرية القائد» وذلك في فعالية الندوة التي نظمها مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية اليمني بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد والذكرى الخامسة ليوم الصمود الوطني والتي عقدت تحت عنوان «المشروع القرآني للشهيد القائد رضوان الله عليه ودوره في الصمود والانتصار»..
«26سبتمبر» تنشر مضامين الدراسة لأهميتها من أجل الاستفادة منها:
ما هو السر في منهج المسيرة القرآنية؟ وماهية عبقرية الشهيد القائد التي استنهضت الطليعة الجهادية لأنصار الله ليخوضوا غمار المواجهة لست حروب؟ إن هذا السر بات معلناً وموثقاً ومتداولاً بعد ثورة 21 سبتمبر، ولم يعد سراً ملاحقاً من قبل سلطة النظام البائد، فقد شكلت محاضرات الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي البدايات والمنطلقات الأساسية لمنهج المسيرة القرآنية، تلك المحاضرات التي عرفت ب»ملازم السيد حسين» والتي بلغت أكثر من 100 ملزمة، سلسلة من المحاضرات والدروس تحت عنوان «من هدي القرآن الكريم»، أطلق من خلال تلك المحاضرات مشروعه القرآني العظيم في أوساط الأمة، وقدم «مشروعاً عملياً» متناولاً كافة الجوانب الروحية، والعرفانية، والتشريعية، والتربوية، والحياتية، والقضايا المصيرية، ولست هنا بصدد تناول كل مواضيع تلك المحاضرات التي قدمت المنهج القرآني، فقد قدمها الشهيد القائد بحديث بسيط وسهل لكل عموم المؤمنين والمجاهدين من أبناء شعبنا بعيداً عن الطروحات النظرية والفلسفية..
وقد يقول البعض أنه على غرار المناهج التي أطلقها حركات الإسلام السياسي، فما الفارق؟
نقول ان الفارق كبير وشاسع فلم ينظر الشهيد القائد للقرآن باعتباره كتاباً نتلوه للعبادة وحسب، بل كتاب هداية للمؤمنين، يحدد لنا المنهج الذي يجب أن نلتزم به، فعندما يتحدث عن واقع الأمة المرير الذي جميعنا نعرفه، نجده يقدم لنا التشخيص الدقيق والمعالجة القرآنية من الله تعالى، إن تلك الآيات التي تبصر الشهيد القائد في هدايتها لمعالجة ظروفنا وواقعنا المعاش كان هو السر الذي تغافلت عنه حركات الإسلامي السياسي بل وشوهته، وكذلك الحال في بعض كتب المفسرين فقد ذهبوا بها بعيداً عن واقعنا، إن الشهيد القائد أعادنا الى القرآن الكريم ككتاب هداية مطلوب أن نستوعبه ونثق فيه ونؤمن به بدون أي وساطات أو مفسرين، إن ذلك الوعي الجهادي المؤمن الذي زرعه الشهيد القائد حسين الحوثي وصولاً الى اتخاذ «موقف عملي» يندرج في مواجهة العدو التاريخي للأمة، فكان يوم الخميس 17 يناير 2002م هو اليوم الذي انطلقت فيه من حناجر الشهيد القائد بصرخة الحق والعزة والكرامة صرخة «الله أكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام» ليعلن بذلك ولادة فجر جديد لا مكان فيه للذل ولا للهوان ولا للخوف والاستكانة والخنوع، يوم فتح فيه السيد حسين باب العزة والحرية والمواقف المشرفة التي ستعيد للأمة مجدها وسيادتها وتخلصها من تحت أقدام أعدائها، وترفعها من المستنقع الذي قد انغمست فيه..
وفي اتصال هاتفي شبكة ال بي بي سي مع الشهيد القائد أثناء الحرب الظالمة الأولى قال: «إن الله يقول: (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعدما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون) نحن نعتقد أن لدينا معرفة بالبينات والهدى فمن واجبنا أمام الله- ونحن يجب أن لا نخاف إلا الله- أن نبين للناس فنحن بينا للناس أن هذه المرحلة التي نحن فيها ونقول للجميع أن المسلمين اليوم في مرحلة خطيرة حسب ما أعتقد مرحلة مؤاخذة إلهية ونحن ننطلق من هذه المسؤولية الإلهية في القرآن بتبليغ الناس هذا هو شيء أوجبه الله على من لديهم معرفة (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه) فهذا عملنا من البداية نذكر الناس بالقرآن الكريم ومن منطلق قول الله سبحانه لرسوله صلوات الله عليه وعلى آله (فذكر إنما أنت مذكر) فنحن نذكر الناس بالقرآن فمن قبل فلا بأس ومن لا يقبل لا نرغمه على ذلك ولا نفرض عليه أن يتوجه بتوجيهنا ولا نكفره ولا نفسقه، والتذكير ليس مجرد أن نذكر أن هناك عدوا بل يجب أن تكون هناك رؤية تقدم للناس رؤية عملية يتحركون فيها، على هذا الأساس كان امامنا قضيتان:
القضية الأولى: رفع الشعار: «الله أكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام»..
القضية الثانية: مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية كواجب ديني..
لقد كانت هذه أبرز منطلقات مشروع الشهيد القائد، والتي شكلت بالفعل أهم متطلبات هذه المرحلة، فكانت بحق مثابة ماء الأمة المتعطشة إليه فهي تواقة الى عمل تذوق من خلاله طعم العزة والحرية وخصوصاً بعدما فقدت الأمل في الأحزاب بكل أنواعها دينية وقومية وعلمانية وسئمت حال الذل والهوان، ولذلك لقى قبولاً وارتياحاً ولو في القلوب وإن لم يترجم الى عمل بسرعة نتيجة لحالة اليأس والإحباط التي كانت مسيطرة على واقع الأمة..
فكان ذلك هو السر الذي حرك طليعة المؤمنين الصادقين ليطلقوا تلك الصرخة بمقاطعها الخمسة التي زلزلت عروش الطغاة والمستكبرين ومازالت الى اليوم تحدث فعلها..
وفي محاضرته التي قدمها بتاريخ 22 يناير 2002م أكد على ضرورة أن نعيد علاقتنا بالله ونلتزم ما شرع لنا وأن نقطع علاقتنا باليهود والأمريكان وقال: «نحن بحاجة الى أن نقطع ونحن نثق بالله سبحانه وتعالى أنه وحده هو من يملك حق التشريع لنا، وحق ولاية أمرنا، لنحقق أيضاً (ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون) «المائدة: 56»..
وفي محاضرة أخرى أكد على أن «الإنسان إذا لم يرب نفسه على ضوء ما يسمع مما هو من هدي الله سبحانه وتعالى، وإذا لم يستفد أيضاً من المواقف ما يعزز ويرسخ تلك التربية في نفسه فهو من سيأتي الحدث الواحد فينسف كل ما قد جمعه في داخله، بل هو من سينقلب على كل ما كان قد تجمع في نفسه، أولئك الذين ارتعدت فرائصهم في يوم الأحزاب ألم يقل الله عنهم: (وتظنون بالله الظنونا)؟ ماذا يعني؟ أليس هذا انقلاباً على كل ما سمعوه من وعود من جانب الله؟ أليس هذا انقلاباً على كل ما سمعوه من كتاب الله، ومن فم رسوله صلوات الله عليه وعلى آله..
ويقول: «هكذا تأتي الآثار السيئة لضعف الإنسان في مواقفه، هو من ينقلب على كل معانٍ عظيمة قد ترسخت في نفسه، وهو من سينقلب على كل وعيٍ إيماني أيضاً ترسخ في نفسه فيحل محلها الوهن والشك والارتياب والظن السيئ بالله وبرسوله وبكتابه»..
وهو بهذه التحذيرات قد كشف لنا مصير العديد من القيادات الحزبية وكيف تنكرت لمبادئها وانقلبت عليها لتكون مرتزقة مع عدوها الذي ظلت تعتبره عدواً لها على مدى سنوات من عمرها أقصد هنا القيادات القومية واليسارية القابعة هناك ذليلة في الرياض ودبي..
3- الطليعة الجهادية المؤمنة وعبقرية قائدها:
من هم عناصر وكوادر الطليعة الجهادية المؤمنة؟ وكيف تم اختيارهم؟ وماهي الاختبارات التي اجتازوها؟ إن عناصر هذه الطليعة تم اختيارهم بحرص شديد من خيرة أبناء أمتنا ومن أشرفها نسباً أنهم من المجاهدين المؤمنين..
لقد كان الأساس الأول في الانخراط بهذه الطليعة يرتكز على الإيمان والثقة بالله، وكان الأساس الثاني: هو الشعور بالمسؤولية والتحرك، وقد تم تربية هذه الطليعة الجهادية الإيمانية فكانت قد أدركت ووعت المسألة الإستراتيجية المتمثلة في «من نحن؟ ومن هم؟» وباتت تدرك خصائص وصفات عدونا كما حددها ربنا في كتابه العزيز، وكيف يجب أن نتعامل مع العدو التاريخي لأمتنا..
وقد تجلت عبقرية الشهيد القائد في بيان أهمية مسؤولية أعلام الهدى في قيادة الأمة ومسؤولية أهل البيت الجهادية، تحدث باستفاضة عن ذلك في محاضرته بعنوان «مسؤولية أهل البيت»- عليهم السلام- خاطبهم فقال: «لقد تعودنا أن نتحدث عن فضل أهل البيت ولكننا لم نتعود أن نتحدث أيضاً نحن أهل البيت عن مسؤوليتنا أمام الله وأمام دينه وعباده»، وحملهم مسؤولية أي تقصير أو تفريط من جانب المسلمين وقال: «باعتبار أن المسؤولية في مقام نصر دين الله، في نصر الله والدفاع عن دينه، والدفاع عن عباده المستضعفين والعمل على إعلاء كلمته، ومحاربة الفساد في الأرض، المفسدين في الأرض، هي مسؤولية كبرى على المسلمين جميعاً، وهي مسؤولية أكبر على العرب جميعاً، وهي مسؤولية أكبر وأكبر على أهل البيت، على أهل البيت»..
وهنا نلاحظ عبقرية الشهيد القائد عندما رتب المسؤولية في ثلاثة مستويات، وأن أكبر مسؤولية تقع على كاهل أهل البيت عليهم السلام، قدمهم كمجاهدين في المرتبة الأولى وليس كحكام وأصحاب سلطان ولذلك وجدناهم يتسابقون هم وأبنائهم الى جبهات التضحية والفداء فنجد الثلاثة والأربعة والخمسة شهداء من أسرة واحدة منهم- رضوان الله وسلامه عليهم- ويأتي بعض الحاقدين من يصفوا هذه المسيرة القرآنية الجهادية المباركة بأنها سلالية أن العقيدة التي عمل الشهيد القائد على زرعها فيهم بأن يكونوا مجاهدين مضحين في سبيل ديننا وأمتنا والمستضعفين، لقد كان خطاب الشهيد القائد لهم قاسياً لهم..
من العار عليهم أن يشاهدوا الإسلام تطمس أعلامه، وتنتهك حرماته، وتداس حرمة مقدساته، وتضيع أحكامه، وتحرف مبادئه، من العار عليهم أن يكون أولئك اليهود الذين ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة، وسحب البساط من تحت أقدامهم ليضعه تحت أقدام محمد وآل محمد، نزع الملك، نزع الملك منهم ليعطيه لمحمد وآل محمد، نزع النبوة والحكمة منهم ليعطيها لمحمد ولآل محمد، من العار على آل محمد أن يعيشوا أغبياء امام مكر اليهود، وخبثهم وتخطيطهم وذكائهم، سنكون حينئذ من يسيء الى مقام الله سبحانه وتعالى في حكمته لدرجة أنه يمكن أن يقال: لقد ترك أمر هذا الدين الى آل محمد، وهاهم ظهروا أغبياء، لم يستطيعوا أن يقفوا في مواجهة خبث اليهود، وحنكتهم، ودهائهم ومكرهم..
وتساءل: «هل آل البيت أغبياء؟ ليسوا أغبياء، إنما يتغابون يهملون ويقصرون ويفرطون فيبتعد الله عنهم، فلا توفيق ولا ألطاف ولا رعاية ولا هداية».. وهنا كشف الشهيد القائد السيد العلم عن سر عظيم جداً وهو الا توفيق والا ألطاف ولا رعاية ولا هداية ولا نصر من الله للأمة المحمدية الا بالعودة الى الله وتحمل المسؤولية وعلى آل محمد أهل البيت المسؤولية بدرجة عظيمة وفقاً للترتيب الذي سبق أن أشار إليه..
وفي المحاضرة التي ألقاها الشهيد القائد في شهر شوال 1422ه بصعدة بعنوان: «من نحن ومن هم» بين فيها أهمية الوعي بمسألة من نحن ومن هم، وبين لنا في ضوء الهداية القرآنية أن الله سبحانه وتعالى حدد لنا عدونا وخصائص هذا العدو وبين لنا كيف نواجهه وقال: «القرآن يتحدث معنا ويبين لنا من هم أولئك ومسألة من هم هي قضية مهمة، لذلك يجب أن نعرفها قبل أن نصغي لنداءاتهم، «وعندما يذكر الله سبحانه في القرآن الكريم عن أهل الكتاب وخاصة اليهود وهم من يحركون العالم أنهم أعداء لنا، أنهم حساد لنا، أنهم يحقدون علينا، أنهم يكرهوننا (هاأنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم) «آل عمران:119» فهل من يحمل روح الحقد والحسد والعداء والكراهية سيعمل لمن يكرهه ويحسده ويبغضه ويحقد عليه أعمالاً صالحة؟ يحرص على بنائه ليكون كما ينبغي؟ أم أنه سيعمل لهدمه؟»..
وقال: «الإمام الخميني كان في وعيه للمسألة هذه مسألة من أنت، ومن هو، فيعتبرها مقياساً مهماً، قال: «يكفينا فخراً أن تكون عدوتنا هي أمريكا وإسرائيل» لنعرف أننا على خطى ثابتة، وأننا على موقف حق، يصبح فخراً لنا أن تكون عدوتنا هي أمريكا، وأن تكون عدوتنا هي إسرائيل، من خلالها سنكتشف من نحن، متى ما عرفنا من هم، سنكتشف من نحن، وكيف يجب أن نتعامل معهم، وكيف يجب أن تكون نظرتنا نحوهم»..
والواقع أن هذه الرؤية الإستراتيجية كانت أيضاً لدى الزعيم جمال عبدالناصر، وقال: «إذا رأيتم أمريكا راضية عني فأعلموا أني أسير في الطريق الخطأ»..
هذه هي كانت الأسس والمنطلقات التي تم على أساسها تشكيل الطليعة الجهادية المؤمنة من أنصار الله، وقد خاضت هذه الطليعة الجهادية امتحانات محصت إيمانها وثباتها من خلال الست الحروب التي خاضتها في مواجهة النظام السابق ومعه أمريكا والسعودية..
الصرخة سلاح وموقف
كان الشهيد السيد حسين قد قدم محاضراته بعنوان الصرخة في وجه المستكبرين، في 17 يناير 2002م وكان يدرك بوعيه الثوري الجهادي أن أي حرب في مواجهة العدوان أو ثورة لابد لها من شعار، فكانت «الصرخة» هي الشعار الذي يلخص وبتركيز كبير المعتقدات والمشاعر والمصالح الحياتية للأمة، جميعها في آن واحد، إنه ليس مجرد كلمات براقة وليس لغواً، لذا كانت الصرخة ب لأن «الله أكبر» تجسد الشعور بالحياة لأنها اتصال بواهب الحياة ومالكها والمتصرف فيها كيفما شاء، وهي استعانة وثقة تامة بالقوة المطلقة للعزيز الجبار في مقابل قوى الطاغوت الظالم والاستكبار «الموت لأمريكا ولإسرائيل» لأنها ثورة تعي من هو عدوها ولا تخشاه وأن الله قد لعنهم وأن النصر للإسلام لأنها صرخة المجاهدين المؤمنين الواثقين ثقة تامة بنصر الله الأكبر من كل شيء ومن كل حقير مستكبر متجبر طاغٍ، إن الحياة في عبودية الظالمين الطغاة هي الموت الأكيد الذي لا يرضاه الخالق لنا بل يعاقبنا أن قبلناه بإرادتنا أو تقصيرنا وتقاعسنا..
ولأن القيادة الحكيمة قد تؤجل اتخاذ القرار بالحرب كان التأجيل يعطي فرصة ليقظة الشعب الى حقيقة أوضاعه، وحتى تنضج قناعاته بأن جميع الحلول الأقل ألماً قد تمت تجربتها، وأن آلامه وصلت الى حدها الأٌقصى الذي لا مزيد عليه ولا طاقة لها بتحمله، وحتى يتحقق الشعب من أن القيادات المناسبة لمرحلة الصدام أصبحت موجودة بالفعل..
وكان الشهيد القائد مازال يعد الطليعة الجهادية ولم يأخذ قرار الحرب بعد، وفي محاضرته بعنوان «الصرخة في وجه المستكبرين» بتاريخ 17/1/2002م كان أول انطلاقة لترديد الشعار كانت في قاعة الإمام الهادي في مران حيث قال: أقول لكم أيها الأخوة: اصرخوا ألستم تملكون صرخة أن تنادوا «الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام» أليست هذه الصرخة ممكنة لأي واحد منكم أن يطلقها؟ بل شرف عظيم لو نطلقها نحن الآن في هذه القاعة فتكون هذه المدرسة وتكونون أنتم أول من صرخ هذه الصرخة التي بالتأكيد- بإذن الله- ستكون صرخة ليس في هذا المكان وحده، بل وفي أماكن أخرى، وستجدون من يصرخ معكم- إن شاء الله- في مناطق أخرى، ورفع قبضته وردد الصرخة..
وعقب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003م بدأت مجاميع من هذه الطليعة الجهادية بالتنفيذ العملي بالتحرك لإطلاق الصرخة في بعض مساجد صعدة.. فتم أعتقل 600 شخص فوراً وزج بهم في السجون، وقد تحرك الشهيد القائد للمطالبة بالإفراج عنهم، كونهم لم يخرجوا عن القانون وكانوا يمارسون حقاً طبيعياً مكفولاً لهم بقوة القانون والدستور وقد وجد صالح نفسه مضطراً فأصدر أمراً لمحافظ صعدة حينها يحيى العمري بإطلاق سراح طلاب الشهيد القائد حسين الذين سجنوا على ذمة ترديدهم للشعار الحوثي، وسواء كان الشعار استفز صالح من عدمه فأن الثابت أنه لم يمتلك المبررات القانونية لشن الحرب عليهم..
إلا أن الأمريكيين ضغطوا على صالح فقد قام الأمريكان بتوجه لاتخاذ قرار الحرب الظالمة في ولاية جورجيا الأمريكية بعد أن تم استدعائه للمشاركة باجتماع ضم الدول الثمان الصناعية «عقد من الثامن الى العاشر من يونيو 2004م» وخلافاً لما هو معتاد تم استدعاء صالح لهذا الاجتماع دون أن يعرف أحد المغزى والهدف من هذا الحضور، وهناك تلقى توجيهات أمريكية بتصفية أتباع الشهيد القائد، كونه أصبح حليفا للولايات المتحدة في «حربها العالمية على الإرهاب» وقد وفروا له العوامل السياسية والعسكرية لقمع أي نشاط ضد حكمه بالقوة..
وبعد عودة صالح عمد الى اتهام الشهيد القائد انه يسعى لاسقاط الجمهورية وإعلان نفسه إماماً، فبهذه الطريقة يؤلب صالح النخبة المثقفة في صنعاء ضد حسين الحوثي ويمنعهم من إبداء أي تعاطف معه..
بل واتهام السيد بالعمل والتعاون مع إيران لتصوير الشهيد القائد كوكيل للجمهورية الإسلامية أمام السعودية وعمل على كسب تأييد السلفية الوهابية داخل اليمن للحرب فعزز دعمه لهم وعينهم في مساجد صعدة عوضاً عن أئمة المساجد المتواجدين فيها، وسجن عددا كبيرا من أتباع الشهيد القائد بل طال القمع حتى أولئك المتعاطفين معه، وأوقفت الحكومة المرتبات عن المدرسين المشاركين في الأنشطة التي قيل أن الشهيد القائد نظمها في يونيو 2004م واعتقلت السلطات اليمنية 640 متظاهراً من طلاب الشهيد القائد في صنعاء ثم توجهت قوة لاعتقال السيد حسين بدر الدين الحوثي نفسه متهمة إياه بالسعي للانقلاب على نظام الحكم الجمهوري وإعادة الإمامة الزيدية..
وتحركت المكينة الإعلامية للسلطة وحلفائها في الداخل والخارج، وكان الشهيد القائد يدرك تماماً أن دور الزمن هام جداً، لفرز الشعارات والمبادئ والأشخاص، فالأصوات الصاخبة والألوان والدعايات والبهارج، تسحر الألباب لفترة من الوقت ثم يذهب الزبد جفاءً ويبقى في الأرض ما ينفع الناس فيدركون وقتها أنه لابد ممن ليس منه بد، ولابد من الكي للحصول على الشفاء، (كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم)..
وطالما أن أنظمة دولنا المستعبدة تخلت عن واجبها في الدفاع عن شعوبها فقد وقع ذلك الواجب على عاتق أبناء الأمة أنفسهم..
اشتعل فتيل المعارك في الثامن عشر من يونيو 2004م بين الجيش اليمني وأنصار السيد حسين بدر الدين الحوثي بعد اتهام الحكومة له بإنشاء تنظيم مسلح على غرار حزب الله واستعمال المساجد لبث خطابات معادية للولايات المتحدة والتحريض على الإرهاب، جند صالح مقاتلين قبليين من «العصيمات» وتمكنت الطليعة الجهادية باستعمال القنابل اليدوية والأسلحة الخفيفة في مدينة صعدة وكتاف من هزيمة قوات السلطة والقوات القبلية الموالية لصالح وقطعوا رأس قائدها وتوقفت المعارك في 10 سبتمبر 2004م بعد ارتقاء القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي الى جوار ربه شهيداً وشاهداً على انطلاق مشروعه القرآني المبارك في مواجهة قوى الطغيان والاستكبار وكانت روح الشهيد القائد مطمئنة لأنها كانت تعلم أن الله سبحانه وتعالى قد هيأ لهذه المسيرة القرآنية المباركة قائداً مباركاً نسأل المولى عز وجل أن يمكن له قيادة شعبنا نحو النصر المؤزر بتوفيقه وعونه إنه على ذلك لقدير..
قائد استثنائي لمرحلة تاريخية بالغة الخطورة والتعقيد:
وعقب استشهاد القائد حسين الحوثي تولى قيادة المسيرة القرآنية المباركة قائد الثورة المجاهد السيد العلم عبدالملك الحوثي، والذي عركته الأحداث والمخاطر لتصنع منه قائداً لا يشق له غبار، وقد انضجت التحديات مواهبه وقدراته وبات هذا الشاب المجاهد سابقاً لعصره، وقد مكنه المولى عزوجل من قيادة الطليعة الجهادية من الحرب الثانية في شهر مارس 2005م الى الحرب السادسة في فبراير 2010م وصولاً بالنصر المكلل بعون الله وتوفيقه الى انتصار ثورة شعبنا في 21سبتمبر 2014م، ترافقه علامات بارزة من التوفيق والتمكين الإلهي، لا يجهلها العارفون، علامات تتبلد عقول وقلوب المستكبرين والمجرمين من الاحاطة بها، وتراهم يلجأن للكذب والتضليل لدحضها، نسأل المولى العزيز الجبار أن يشمله بالرعاية والتوفيق لقيادة شعبنا اليمني العظيم الى النصر المؤزر على تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الصهيوني.
* وزير الخدمة المدنية والتأمينات


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.