ترتبط زكاة الفطر بشهر رمضان المبارك، تطهيراً للنفس وشرطاً من شروط اكتمال الصوم كما أكدت عليه السنة النبوية المطهرة.. وتتفرد زكاة الفطر عن غيرها من أنواع الزكاة في أنها فرضت على كل نفس مسلمة كبيراً كان صاحبها أو صغيراً غنياً أو فقيراً شرط أن يمتلك قوت يومه. وتجسد زكاة الفطر الأهداف التي فٌرضت من أجلها في مساعدة الفقراء وتطهير نفوسهم من الغل والحسد، وإسعاد أطفالهم ومشاركتهم أبناء الأغنياء الأفراح بشهر رمضان وعيد الفطر فضلا عن تحقيق التضامن والتكافل بين أفراد المجتمع. وأفرد القرآن الكريم بعضاً من الآيات الدالة على زكاة الفطر والحث على إخراجها كما جاء في قوله تعالى، آمراً النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم بأخذها عندما قال" خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ? إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ? وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ". وذهب جمهور العلماء إلى أن زكاة الفطر سُمِّيت بهذا الاسم لأنها تٌعطى بالفطر من رمضان حينما تغرب شمس آخر يوم من الشهر الفضيل، كما أن هذه الزكاة لا تتعلق بالأموال، كزكاة الزروع والثمار، أو زكاة الحيوانات أو التجارة، أو الأموال المُدَّخرة وغيرها بل هي زكاة تتعلَّق بالرؤوس وفريضة على كل رأس مسلم. وجاءت زكاة الفطر في ختام الصيام، تطهيرًا للصائم مما عسى أن يكون قد كدَّر صيامه أو شابه من تلك الشوائب حيث روي عن النبي صلى الله عليه سلم "صوم شهر رمضان مُعلق بين السماء والأرض لا يرفع إلا بزكاة الفطر". وأكد العلماء أن زكاة الفطر وجب إخراجها بصاع من طعام عند انتهاء رمضان لإظهار شكر نعمة الله تعالى على العبد بالفطر من رمضان وإكماله، وهو سبب تسميتها بزكاة الفطر، حكمها فريضة واجبة على كل مسلم ومسلمة كما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال فرض رسول عليه الصلاة والسلام زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث.