الذكرى السنوية ليوم القدس العالمي والتي تتزامن مع العشر الأواخر من الشهر المبارك رمضان الفضيل وتحديداً في آخر جمعة منه يوم اعلن تأسيس هذه المناسبة العظيمة الإمام الخميني "رضوان الله عليه" تشكل اهمية بالغة على مستوى شعوب الأمة كلها.. باعتبارها تجسيداً للموجبات الدينية والأخلاقية والإنسانية تجاه القضية المركزية الأولى الماثلة امام امتنا تجاه الشعب الفلسطيني وارضه المحتلة من قبل الكيان الصهيوني العنصري المقيت الذي زرعته قوى الاستعمار البريطاني الأمريكي في خاصرة الأمة وبتواطؤ وخيانة من ادواتها العميلة في المنطقة وفي مقدمتها كيان بني سعود العدواني التوسعي الذي ايضاً اسسته بريطانيا وحافظت على استمراريته امريكا في اطار ديمومة مصالحها الاقتصادية والسياسية والعسكرية في هذه المنطقة الغنية بالثروات النفطية التي تستحوذ واشنطن على جزء كبير من عائداتها المالية بفعل عمالة بعض الأنظمة العربية خصوصاً النظام السعودي وخنوعه وخيانته لأمته لصالح قوى الإستكبار العالمي وذراعها الصهيوني المحتل للأرض الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.. لذلك نجد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كل خطاباته يحث الأمة وأجيالها على التوحد وحشد الطاقات وتسخير الإمكانيات لنصرة قضية الأمة المركزية وهي تحرير فلسطين ومقدسات المسلمين كواجب نابع من صميم عقيدتنا الإسلامية وقيم ومبادئ ديننا الاسلامي الذي يأمرنا بالجهاد في سبيل الله ضد المستعمرين الطغاة وتحرير ارض فلسطين المغتصبة. وفي هذا السياق يؤكد السيد القائد بهذه المناسبة العظيمة- يوم القدس العالمي- بأنها تمثل اهمية كبيرة من يوم اعلانها وحتى اليوم في ترسيخ وتثبيت هذه القضية المهمة جداً بالنسبة للأمة ووجدانها وذاكرتها وواقعها العملي والالتفاتة الى هذه القضية بدلاً من الانتظار والجمود والتفرج والانتقال الى الفعل والتعبير والتحرك الجاد.. باعتبار ان القضية الفلسطينية بالنسبة لنا كأمة اسلامية وكل الاحرار في العالم تعتبر قاسماً مشتركاً وقضية جامعة يجب الالتفاف حولها جميعاً لأنها تمثل عاملاً هاماً من عوامل الوحدة والاتفاق والتعاون ولأن فلسطين مقدسات وانساناً وارضاً جزء منا كأمة مسلمة وامر يعنينا كمسلمين بحسب واجباتنا الدينية والإيمانية والشرعية.. مبيناً ان حالة الخذلان وحالة الجمود والركود منتشرة بسبب مواقف بعض الدول المتواطئة في مواقفها تجاه القضية المصيرية للأمة لاسيما في ظل حالة الضعف الإيماني وانعدام الشعور بالمسؤولية لدى البعض فيما البعض الآخر يقف خائفاً من الحكومات والأنظمة التي يتبعونها ويعانون من حالة الاستبداد والقمع والإذلال ولا يجرؤون على ان يتخذوا اي موقف خارج اطار الموقف الرسمي ولكن هذا المسار المتواطئ مع العدو الإسرائيلي وصل الى درجة التعاون والتحالف مع اسرائيل واعلان مواقف سلبية من المقاومة الفلسطينية والمقاومة في لبنان ليصل اصحاب هذا المسار المتواطئ مع الكيان الصهيوني الى موقف يشابه الموقف الإسرائيلي في إدانة المقاومة وفي التحريض والتأليب والتآمر والتضييق عليها بأشكال متعددة.. ومن هذا المنظور لواقع الأمة المؤلم فإن الموجب الديني والأخلاقي والإنساني يقتضي من كأمة اسلامية الجهاد في سبيل الله فقد حان وقته كفريضة إلهية عظيمة لحماية الأمة والدفاع عنها وحماية ارضها وعرضها ومقدساتها وكرامتها وحريتها واستقلالها وهذا كله منا اكد عليه السيد القائد في سياق كلماته وخطاباته بمناسبة يوم القدس العالمي الذي يعد انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ولقضية الأمة المركزية المصيرية بكل ما تعنيه دلالات ومعاني وأهداف هذا اليوم في حياة وتاريخ امتنا.