وجدت إسرائيل نفسها مجبرة على مفاوضة حزب الله اللبناني من أجل تحرير جندييها المختطفين لدى حزب الله. وقالت مصادر إسرائيلية إن اسرائيل ستتفاوض مع حزب الله من اجل اطلاق سراح الجنديين وهما الداد ريغف وأودي جولدفاسر مقابل اطلاق سراح أسرى لبنانيين بضمنهم من أسر ايضًا في الحرب الأخيرة. وقال مسؤول اسرائيلي كبير إن "اسرائيل لا تعرف شيئًا عن مصير الجنديين ولكنها تقدر بانهما على قيد الحياة. والجيش الاسرائيلي قام بالكثير من الحملات العسكرية الخطيرة من اجل الحصول على معلومات عن الجنديين ولكن من دون فائدة."واضاف المصدر المسؤول: "اسرائيل لم تشترط وقف اطلاق النار باطلاق سراح الجنديين بشكل فوري لأنها رأت بهذا خطرًا كبيرًا على حياة الكثير من الجنود في حال استمرار القتال" ويذكر أن "العائق الوحيد" أمام اسرائيل صفقة تبادل الاسرى ومطلب حزب الله، بتحرير عميد الاسرى اللبنانيين سمير القنطار. وكان الاسرائيليون قالوا إنَّ القنطار "لن يحرر الا في حال توفير معلومات عن الاسرائيلي المفقود رون اراد." وقال المسؤول الاسرائيلي انه لم يتم حتى الآن البحث في سؤال سمير القنطار. إلى ذلك أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها لن تنسحب من الجنوب اللبناني بموجب قرار الأممالمتحدة رقم 1701 قبل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب إضافة إلى القوات الدولية بواقع 15 ألف جندي من كل طرف كما نص عليه القرار. وقالت الإذاعة الإسرائيلية نقلا عن مصادر سياسية رفيعة انه لم يتضح بعد موعد تشكيل القوات الدولية وطبيعة الصلاحيات التي ستناط بها وماذا ستكون تشكيلاتها كما لم يعرف بعد متى ستبدا هذه القوات انتشارها في جنوب لبنان ونوهت المصادر بان موعد انسحاب الجيش الإسرائيلي سيحدد عندما تتضح هذه المسائل. بينما اعلن الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في بيان اصدره فجر اليوم ان وقف اطلاق النار بين اسرائيل وحزب الله سيدخل حيز التنفيذ الساعة الثامنة من صباح غد الاثنين. واوضح انان ان رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت ورئيس الوزراء اللبناني فواد السنيورة ابلغاه بهذا الموعد في اتصالات هاتفية اخراها معهما خلال الساعات الاخيرة. ودعا انان الجانبين الى وضع حد فورا للقتال بينهما احتراما لقرار مجلس الامن الدولي رقم 1701 في مسعى لحقن دماء المدنيين على جانبي الحدود الاسرائيلية اللبنانية هذا وصادق مجلس الوزراء الإسرائيلي خلال جلسته الاسبوعية اليوم على قرار مجلس الامن الدولي رقم الرامي الى حل الازمة اللبنانية – الاسرائيلية ووقف الحرب الدائرة من أكثر من شهر ويدعو قرار مجلس الامن الى وقف كامل للاعمال العكسرية ونشر قوة دولية لحفظ السلام في الجنوب اللبناني قوامها خمسة عشر الف جندي تساعد حكومة لبنان على نشر جيشها في الجنوب وذلك بالتزامن مع انسحاب اسرائيل من هذه المنطقة. ويؤكد القرار ضرورة الافراج غير المشروط عن الجنديين الاسرائيليين المخطوفين كما يدعو اسرائيل ولبنان الى التوصل الى تسوية دائمة يتم بموجبها تجريد منظمة حزب الله عن أسلحتها. واعترفت اسرائيل صباح اليوم بمقتل 24 من جنودها في مواجهات مختلفة في الجنوب اللبناني.وقد اسقط حزب الله وبواسطة صاروخ مضاد للدروع مروحية من نوع "يسعور" وعلى متنها 5 جنود قتلوا جميعهم. ويذكر ان حزب الله قال انه اسقط الطائرة بواسطة صاروخ "وعد" وكان الجيش الاسرائيلي اعلن في وقت سابق عن مقتل 19 جنديًا من جنوده حيث قتلوا باحداث مختلفة. وقتل اثنان منهم بنيران بعدما دهستهما دبابة.كما افادت مصادر ان الية عسكرية اسرائيلية انفجرت في الجنوب اللبناني وكان على متنها 4 جنود قتلوا أيضًا. كما قتل 15جنديًا اسرائيليًا بينهم اثنان قتلا نتيجة دهسما بدباية اسرائيلية. كما جرح 100 جندي اسرائيلي في مناطق مختلفة من الجنوب اللبناني. 11 منهم بجراح خطيرة.وبهذا يرتفع عدد الجنود الاسرائيليين القتلى اليوم الى 24جنديًا. وكررت المصادر اسرائيلية أن جنديين اسرائيليين قتلا بعدما دهستهما دبابة تابعة للجيش الاسرائيلي. وقال مسئولون ان السبب يعود لعدم "التنسيق بين قوات المشاة والمدفعية."وقد قتل الجنود في اماكن مختلفة في مقاطع من الجنوب اللبناني. وقد قال حزب الله في بياناته الصادرة اليوم انه دمر اكثر من 20 دبابة اسرائيلية في ارض الجنوب. وهذا ما أسماه ايضًا الأمين العام للحزب الشيخ حسن نصر الله ب "مجزرة الدبابات"..وقد افادت مصادر اسرائيلية أنَّ كتيبة اسرائيلية تعرضت لضربة صاروخ مضادر للدروع أوقع 4 جرحى من بينهم جريح بحالة متوسطة في الطيرة. كما بلّغ الجيش الاسرائيلي عن جرحى في كل المناطق التي دخل اليها في عيناتا وغيرها. في غضون ذلك يواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه قبل دخول القرار الدولي القاضي بوقف العمليات الحربية حيز التنفيذ, حيث وسعت إسرائيل من عملياتها البرية.فقد قال الجيش الإسرائيلي إنه أنزل أمس مئات الجنود بالجنوب اللبناني في إطار توسيع عملياته العسكرية. وأضاف أن أكثر من 50 مروحية قامت بنقل الجنود إلى لبنان في أكبر حملة من نوعها في تاريخ إسرائيل.ويقول قادة عسكريون إسرائيليون إنهم يعتزمون التوغل شمالا حتى نهر الليطاني على بعد حوالي 20 كلم داخل لبنان لإقامة منطقة عازلة خالية من مقاتلي حزب الله في جنوب البلاد.