فيما أصدرت مجموعة من 66 خبيراً في مجال حقوق الإنسان بالأمم المتحدة إدانة لاذعة ل«عمليات القتل الإرهابية العنصرية المعاصرة» التي قالوا إن الأميركيين من أصول أفريقية ما زالوا يواجهونها في الولاياتالمتحدة، شهدت كبريات مدن العالم مظاهرات حاشدة احتجاجاً على مقتل الرجل الأسود جورج فلويد على يد الشرطة في مدينة مينيابوليس الأسبوع الماضي. وخرج متظاهرون حول العالم إلى الشوارع مرة أخرى رغم تحذيرات من فيروس «كورونا». واحتشد عشرات الآلاف في عدة مدن بأستراليا أمس، تضامناً مع المحتجين في أميركا. والتفّ كثير من المحتجين بعلم السكان الأصليين. ووضع كثيرون على وجوههم أقنعة كُتب عليها «لا أستطيع التنفس»، وهي آخر كلمات نطق بها فلويد. وفي كندا انضم رئيس الوزراء جاستن ترودو، إلى آلاف المتظاهرين في أوتاوا، الجمعة، جاثياً على ركبته. وقد جثا ترودو مرات عدة امتدت آخرها لثماني دقائق و46 ثانية، الوقت الذي استمر فيه بقاء فلويد تحت ركبة الشرطي الأبيض ديريك شوفين، ما أدى إلى اختناقه. إلى ذلك، قال الخبراء الأمميون ال66 في إدانتهم، إن هذه الحوادث، التي شوهدت في مقاطع فيديو يتم نشرها على نطاق واسع عبر الإنترنت، «تصدم الضمير وتثير الرعب ذاته الذي يهدف نظام الإعدام في الولاياتالمتحدة إلى إثارته». وأعلن أعضاء المجلس البلدي في مينيابوليس أنّه سيتمّ "تفكيك" جهاز الشرطة في هذه المدينة الأميركيّة، التي قضى فيها جورج فلويد خلال توقيفه على يَد شرطي أبيض، في حادثة أدّت إلى خروج احتجاجات بأنحاء البلاد وحول العالم. وقالت رئيسة المجلس البلدي ليزا بيندر لشبكة "سي إن إن": "نحن ملتزمون بتفكيك أجهزة الشرطة كما نعرفها في مدينة مينيابوليس، وإعادة بناء نموذج جديد للسلامة العامة يحافظ بالفعل على مجتمعنا آمناً". وأشارت رئيسة المجلس إلى أنّها تعتزم تحويل الأموال المخصصة لميزانية شرطة المدينة إلى مشاريع تتعلّق بالسكان. وقد تظاهر الآلاف في جميع أنحاء أوروبا لليوم الثالث على التوالي، لدعم المظاهرات المناهضة للعنصرية تضامناً مع المتظاهرين الأمريكيين بعد مقتل جورج فلويد في مينيسوتا الشهر الماضي. ونزل المتظاهرون إلى الشوارع في بلجيكاوفرنسا وألمانيا تنديدا بالعنصرية حيث شهدت بعض المسيرات مواجهات ما بين المتظاهرين ورجال الشرطة أسفرت عن تكسير بعض المحلات التجارية كما هو الحال في العاصمة البلجيكية بروكسل .ففي العاصمة البلجيكية حيث خرج ما يقدر ب 10000 متظاهرارتدى كثير منهم الكمامات وحملوا لافتات تقول "حياة السود مهمة - من بلجيكا إلى منيابوليس" و "لا استطيع التنفس" و "أوقفوا قتل السود" جابو بعض شوارع بروكسل. كما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع واستخدمت مدافع للمياه لتفريق زهاء مئة محتج في وسط المدينة حيث توجد العديد من المحال والمطاعم الخاصة بأشخاص من أصل أفريقي. وألقت الشرطة القبض على بعض المحتجين في وقت لاحق. كما صعد بعض المتظاهرين فوق تمثال الملك البلجيكي الراحل ليوبولد الثاني وهم يهتفون "القاتل" ويلوحون بعلم جمهورية الكونغو الديمقراطية. كانت هناك مسيرات أخرى في مدينتي أنتويرب وغنت. زفي برلين قالت الشرطة إن 93 شخصاً احتجزوا على صلة بمظاهرة حضرها نحو 15 ألف شخص في العاصمة الألمانية. وقالت الشرطة إن العديد من الضباط ومصور صحفي أصيبوا بعد إلقاء زجاجات وحجارة من الحشد الذي تجمع رغم أوامر الشرطة بتطهير ميدان ألكسندر في المدينة. وانضم نحو 23 ألف شخص إلى الاحتجاجات في أنحاء فرنسا حيث جاءت احتجاجات هذا الأسبوع في أعقاب احتجاجات 2 يونيو. في مرسيليا، بفرنسا أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل على المتظاهرين الذين رموا رجال مكافحة الشغب بالحجارة. وتجمع حوالي 3000 شخص أمام السفارة الأمريكية في مدريد وندد المتظاهرون من البيض والسود، بوفاة جورج فلويد، وهو أمريكي من أصل أفريقي يبلغ 46 عامًا قضى وهو يقول "لا أستطيع التنفس"، ورددوا "لا سلام بدون عدالة" أو "أنتم العنصريون، من هم الإرهابيون". وشهدت العديد من مدن المملكة المتحدة احتجاجات بعد وفاة آخر أمريكي من أصل أفريقي على أيدي الشرطة في الولاياتالمتحدة، على الرغم من تحذير المسؤولين البريطانيين من التجمعات العامة بسبب خطر انتشار فيروس كورونا. وفي إيطاليا، تجمع عدة آلاف في ساحة دياتسا ديل بوبولو في روما، حيث دعا المتحدثون لنبذ العنصرية في الداخل وفي الولاياتالمتحدة وأماكن أخرى. كما جمعت تظاهرة غير مقررة سابقا في ساحة ديل بوبولو الواسعة آلاف الشباب الذين ركعوا في صمت رافعين قبضاتهم لمدة تسع دقائق، وهو الوقت الذي وضع فيه شرطي ركبته على عنق فلويد حتى مات. وتظاهر الآلاف في مونتريال ومدن أخرى في كيبك الأحد ضدّ العنصريّة والعنف الذي تُمارسه الشرطة، مندّدين أيضاً بالتمييز العنصري في المقاطعة الناطقة بالفرنسية.