أطلق خاطفون سراح نائبة بالبرلمان العراقي من العرب السنة يوم السبت بعد حوالي شهرين من خطفها الذي احدث ضجة سياسية في العراق. وقال عضو بالحزب الاسلامي العراقي الذي تنتمي اليه النائبة تيسير نجاح المشهداني انها اطلق سراحها بعد اتصال خاطفيها بطارق الهاشمي النائب السني للرئيس العراقي. وجاء اطلاق سراحها في الوقت الذي حث فيه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مئات من زعماء القبائل المتجمعين في بغداد على الاتحاد لانهاء إراقة الدماء الطائفية بين السنة والشيعة التي اثارت مخاوف من حرب اهلية. وقال التلفزيون الحكومي بعد الافراج عنها انها اجتمعت مع المالكي الذي يسعى جاهدا للوفاء بوعود لتخفيف حدة التوترات الطائفية بموجب حملته للمصالحة الوطنية. ودفع خطف المشهداني جبهة الوفاق العراقي وهي أكبر تكتل سني الي مقاطعة البرلمان لفترة وجيزة. وحزبها هو أكبر حزب في الجبهة. وكان مسلحون قد خطفوها هي وسبعة حراس في منطقة يغلب عليها الشيعة في بغداد في الاول من يوليو تموز. والقى بعض الزعماء السنة باللائمة في خطفها على ميليشيات شيعية يتهمونها ايضا بتشكيل فرق اعدام وهو ما تنفيه الميليشيات. إلى ذلك دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي المئات من زعماء العشائر الذين تجمعوا في بغداد الى الوحدة لانهاء الصراع الطائفي المرير بين السنة والشيعة الذي اثار المخاوف من اندلاع حرب اهلية. وقال المالكي في كلمة خلال الاجتماع وهو الاول في سلسلة من الاجتماعات لتشجيع الحوار بين الشيعة والسنة في اطار برنامجه للمصالحة الوطنية ان العراق يحتاج الى كل ابنائه في هذه المرحلة وانه "لا فرق بين عربي وكردي وتركماني او مسلم ومسيحي ولا بين شيعي وسني من ابناء الشعب العراقي." وتقول واشنطن إن الحملة الامنية الكبيرة التي تقوم بها قوات عراقية وامريكية في بغداد التي تشهد اسوأ اعمال العنف الطائفي ليست هي الحل الدائم لمشكلة عدم الاستقرار في العراق وانه يتعين ان يواكبها تحرك على الجبهة السياسية. وقال المالكي ان الخلاف في الرأي دلالة صحية ولكن يجب الدخول في حوار لحل مشكلات العراق. واضاف ان "تحرير العراق من اي نفوذ اجنبي لن يتم الا بالوحدة والاجماع الوطني" تلك الوحدة التي بناها الاجداد عبر مئات السنين. ولكن بينما يسعى المالكي لتخفيف حدة التوترات الطائفية قال زعيم شيعي في تصريحات من المرجح ان تثير غضب الاقلية السنية ان الشيعة يجب ان يشكلوا منطقتهم الخاصة في الجنوب. ويخشي السنة ان تؤدي الفيدرالية الى عزلهم عن المناطق الغنية بالنفط في العراق والمتمثلة في الجنوب الشيعي والشمال الكردي. ويعيش معظم السنة في وسط العراق حيث لا يوجد نفط. ونقل عن عبد العزيز الحكيم زعيم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق قوله لاعضاء الحزب ان الفيدرالية هي "اكبر ضمانة لشعبنا" في الوسط والجنوب ويجب ان يصوت عليها الشعب. وتأمل الحكومة في ان يتمكن زعماء العشائر من ممارسة نفوذهم على عشائرهم بيد انه ليس واضحا مدى امكانية تأثيرهم على العراقيين الذين يلجأون بشكل كبير الى الزعماء الدينيين طلبا للارشاد. وقال اكرم الحكيم وزير الحوار الوطني بالعراق في تصريحات للتلفزيون العراقي ان اجتماعات اخرى ستعقد للجمع بين رجال الدين وضباط الجيش والجماعات المدنية والسياسية. وأعد زعيم عشائري سني قائمة مطالب تشمل تأجيل تطبيق الفيدرالية لمدة خمس سنوات بموجب الدستور وحل اللجنة التي اجرت عملية تطهير للالاف من اعضاء الحزب الحاكم السابق ومعظمهم من السنة من المؤسسات الحكومية ونزع سلاح الميليشيات. ويتهم السنة ميليشيات على صلة بالحكومة باثارة معظم الصراعات الطائفية. وفي احدث اعمال العنف هاجم مسلحون في بلدة بعقوبة اسرة شيعية فقتلوا امرأتين وطفلين واصابوا 11 شخصا آخرين. وقالت الشرطة ان الاسرة كانت قد تلقت تهديدات بالموت وكانت تنتقل من منزلها عندما وقع الهجوم. وفي بلدة تكريت مسقط رأس صدام حسين قتل مسلحون ثلاثة من الشيعة يعملون بأحد المخابز. لكن العنف لم يقتصر على السنة والشيعة العرب. فقد قتل مسلحون اربعة مدنيين اكراد بالقرب من مدينة كركوك المختلطة الاعراق وهي مدينة غنية بالنفط تأتي في وسط نزاع معقد بشأن هويتها العرقية. رويترز