الآن أتضح للعالم الحر غير الخاضع للهيمنة الأمريكية والتكبر الإسرائيلي الجوانب السلبية لتطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية، وهي كثيرة ولعل الدول التي تقف قاب قوسين أو أدنى من الخطوة الإماراتية ستراجع قرار ما ستقدم عليه ومهما بلغت المغريات الأمريكية والإسرائيلية لإعلان التطبيع مستفيدة هذه الدول من تجربة إمارة أبو ظبي المريرة عندما رفض الكيان الإسرائيلي طلب الأولى شراء أنظمة دفاع جوي إسرائيلي متطورة مستنداً الى قرار الإدارة الأمريكية وحلفائها الغربيين والإقليميين أن التفوق العسكري في المنطقة من نصيبه وحكراً عليه.. ومن هذا المنطلق ترى إسرائيل أن مصلحتها فوق مصلحة الجميع ولتذهب الدول العربية ومصالحها الى الجحيم بعد أخذ إسرائيل ما تريد منهم ولجبر ضرر الإمارات أبدت الإدارة الأمريكية استعدادها لبيع إمارة أبو ظبي طائرات F-35 مشروطاً قيامها باستخدام تلك الطائرات في مناطق يخيم الغضب الأمريكي عليها وأولها الجمهورية اليمنية التي يقاتل جيشها ولجانها الشعبية من أجل البقاء والتحرر من الهيمنة الأمريكية والوصاية السعوإماراتية المدفوعتين بمطامع توسعية احتلالية وبرعاية أمريكية.. "ولرب ضارة نافعة" كما يقال فقد فهمت المقاومة الفلسطينية التي تحملت بشجاعة الخيانة العربية لتصفية القضية الفلسطينية والمقاومة العربية الوطنية، والمغزى الأساسي من تطبيع العلاقات مع عدوٍ محتل وغاصب، كما فهمت جيداً معنى الرسالة من واقع التطبيع فأقامت الأولى فيما بينها وحدة إستراتيجية نضالية لمقاومة إسرائيل ولم يتردد سيد المقاومة سماحة السيد حسن نصرالله في تبني ما وصلت إليه الفصائل الفلسطينية قولاً وعملاً، والعدو الإسرائيلي يفهم جيداً لغة حزب الله اللبناني ويفهم أيضاً "أن حزب الله هم الغالبون" مهما بنت إسرائيل قواعد عسكرية تجسسية في ارتيريا، وأرخبيل سقطرىاليمني المحتل إماراتياً وبتمويل خليجي تتبناه أبو ظبي كهدف يصب في خدمة حروب الإرادات الدائرة في المنطقة ومهما حشدت الإدارة الأمريكية حلفاء من دول تدور في فلكها لمواجهة إيران في المنطقة لوجود التركي في الخليج العربي ومضايقة دول أخرى كالصين وفنزويلا ونتيجة لحرب الإرادات فإن المنطقة العربية مرشحة لأحداث جسام الخاسر الأول فيها الجانب العربي المقاتل بالوكالة، ومن سلبيات التطبيع إلغاء المقاطعة العربية للكيان الإسرائيلي، ويعني هذا ظهور السلع الإسرائيلية المشكوك في سلامتها في أسواق الدول العربية التي هرولت لتطبيع علاقاتها مع العدو الإسرائيلي تطبيعاً كاملاً غير منقوص محمي بالقانون والعمالة العربية والرعاية الأمريكية وآخرها دويلة البحرين التي ليس مستغرباً عليها هرولتها للتطبيع الكامل مع العدو الإسرائيلي وذلك لأن علاقتهم قديمة وقد سبق إعلان التطبيع عدة لقاءات واجتماعات وصفقات تجارية كل هذا برعاية أمريكية، وقد تتمكن تلك الدول من إعادة تصدير السلع الإسرائيلية لدول عربية مقاومة ولازالت بعيدة جداً عن الخيانة العربية للقضية الفلسطينية الموصوفة فلسطينياً بطعنة غادرة في الظهر الفلسطيني وللمواطن العربي غير المطبع مسؤولاً واحداً لأشقائه المطبعين والمتهيئين لفعل ذلك.. ماذا عن مبادرة السلام العربية المقدمة للعدو الإسرائيلي الموافق عليها عربياً ونسخة منها محفوظة في جامعة الدول العبرية وفي أمانة منظمة التعاون الإسلامي والتي قالت إسرائيل عنها بما معناه أنها تعنيها وأنها لا تساوي الحبر المكتوب به.. وقبل اختتام هذا المقال فإن توجيه قيادة المسيرة القرآنية والمجلس السياسي الأعلى بمنع دخول السلع السعوإماراتية والإسرائيلية الى اليمن تحت أي مسمى ضرورة ملحة.. فخبراء جبل علي في الإمارات جاهزون لجعلها سلعاً سعودية أو إماراتية لا يستبعد تطعيمها بأوبئة قاتلة ومن الضروري جداً وضع حد لمهزلة سعو- إماراتية وإسرائيلية في مرحلة حساسة يواجه الشعب اليمني فيها عدواناً وجودياً ومن الطبيعي منع استيراد سلعاً استهلاكية أو غيرها من دول التطبيع بشكل عام حماية للوطن والمواطن.. وحسبنا الله ونعم الوكيل. # مدير دائرة العلاقات العامة بوزارة الدفاع