لم تقم ثورة 21 سبتمبر 2014م بصورة عشوائية أو غير مخططة, أو من أجل الانقلاب على الحكم كما يقال من قبل دول العدوان, بل كانت هناك رؤية بعيدة لما يحدث من مؤامرات تحاك بالدولة اليمنية , ومن وجود فساد مستشر في مفاصل الدولة , مما أدى ذلك إلى فقدان حرية القرار السياسي الوطني, وضياع الحقوق . فالهدف من قيام ثورة 21 سبتمبر هو: الحفاظ على ما تبقى من استقرار وسيادة الجمهورية اليمنية, ولوقف الوصاية عليها من قبل دول خارجية. فتم رسم خطة استراتيجية استباقية لإدارة الأزمة الموجودة في البلد قبل اكتمال المؤامرة عليها. وحتى نعطي الثورة حقها من ايجابيات وسلبيات سنعمل على إجراء تحليل بسيط من خلال تحليل (سوات وبيستل) لثورة 21 سبتمبر ومنها سنعطي بعض التصورات وطرح التدخلات المطلوبة. نقاط القوة: - وجود قادة متنورين ووطنيين, القضاء على النفوذ الذي كان يحتكر الثروة, وينهب كل مقدرات البلد, استئصال بؤر الفساد الكبيرة , التحرر من الوصاية الخارجية, وقف التدخلات الخارجية, الالتفاف الشعبي الكبير حول ثورة 21سبتمبر, إعادة الحقوق إلى أصحابها, الانتصارات العسكرية للجيش واللجان الشعبية في جميع الجبهات, القدرة على التصنيع الحربي في مجالات الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة, الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة, إصدار قرار العفو العام, تحقيق الشراكة الوطنية مع جميع الأطراف السياسية. نقاط الضعف: الاعتماد على بعض الأشخاص الذين ليس لديهم خبرات ومهارات كافية لإدارة بعض مؤسسات الدولة المختلفة, عدم القدرة على دفع مرتبات موظفي الدولة بصفة مستمرة, تدخل الاختصاصات والمهام لمؤسسات في الدولة, ضعف الاهتمام بالكوادر الإدارية , تدني الشفافية. الفرص: العامل الاقتصادي: إعادة العمل لمصنع الغزل والنسيج للاستفادة منه بدلاً من القيام بالاستيراد, توجهات عليا للإصلاح الاقتصادي من خلال تنفيذ الرؤية الوطنية, الشراكة مع القطاع الخاص, الاستفادة من الأمطار الغزيرة والعمل على استصلاح الأراضي وزراعتها وصولاً للاكتفاء الذاتي من الحبوب. العامل السياسي: تشكيل حكومة إنقاذ في صنعاء من مختلف الأطراف السياسة, استغلال دعم المنظمات الإنسانية الدولية, بذل الجهود مع المجتمع الدولي لوقف الحرب على اليمن. العامل الاجتماعي: تلاحم الجبهة الشعبية الداخلية لمواجهة العدوان, الدعم الفردي والقبلي للأسر المحتاجة والنازحين ولدعم الجبهات. العامل الأمني: الشفافية في التعامل مع المغرر بهم , وتطبيق قرار العفو العام. التهديدات: العامل الاقتصادي: نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن, توقف الدعم للمنظمات الدولية وخروجها من اليمن, الحصار الاقتصادي ومنع سفن المشتقات النفطية والغذاء من الوصول إلى ميناء الحديدة. العامل السياسي: استمرار الحرب والحصار على اليمن, غلق مطار صنعاء أمام الرحلات التجارية والمرضية. العامل الاجتماعي: تردي الأوضاع المعيشية للمواطنين, تفشي الأمراض, نقص العلاجات. العامل الأمني: تدخل دول العدوان لزعزعة الوضع الأمني في المناطق المحررة. بعد عملية التحليل الرباعي وبيستل لثورة 21 سبتمبر ووضوح القضايا المطلوب التدخلات فيها على قادة الثورة القيام بالأمور التالية: باعتبار الدولة في إطار تنفيذ الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية 2019-2030م وحتى تحقق الرؤية أهدافها الإستراتيجية عليها الاهتمام بالإنسان , لأنه في حالة الاهتمام ببناء الإنسان فالإنسان بدورة سيعمل على بناء الدولة الحديثة, فعلى الدولة الأخذ بتجارب الآخرين مثل سنغافورة بدأت ولم يوجد لديها ثروات في الأرض ولكنها أصبحت الآن من اكبر الاقتصاديات في العالم لأنها اهتمت ببناء الإنسان, إذا أردت الاهتمام بالإنسان يجب توجيه كل المقدرات لذلك من خلال إصلاح التعليم , وجعل التعليم إلزامياً لجميع الأفراد حتى المستوى الأساسي أو الثانوي والعمل على توفير جميع عوامل بناء الإنسان. قضت ثورة 21 سبتمبر على كبار الفاسدين وعلى نفوذهم الذي احتكر الموارد والثروة القومية لفئة محددة منهم وعملوا على اخذ مقدرات الدولة اليمنية لأكثر من 33 سنة, وهذه تحسب لثورة 21 سبتمبر , ولكن هناك أنواعاً من الفساد مثل الفساد الأخلاقي والسلوكي والاقتصادي والإداري: وعلى سبيل المثال مازال الفساد الإداري قائماً في مختلف المؤسسات لأنه ناتج عن الفكر الإداري العقيم للأنظمة السابقة . فالاهتمام بالجانب الإداري سيؤدي إلى الاهتمام بالإنسان الموظف والمدير والقيادي , وهنا يجب الاهتمام بالكوادر الإدارية في مختلف مؤسسات الدولة من خلال تدريبهم على الإدارة الحديثة باستمرار سنويا وعلى رأس العمل والرفع من مهاراتهم ليكونوا قادرين على أداء أعمالهم بكفاءة وفعالية, واستغلال وجود معهد للإدارة العامة ممثلا بالمعهد الوطني للعلوم الإدارية وفروعه بالمحافظات ,ودعمه بالإمكانيات المطلوبة لأداء دوره على أكمل وجه في تدريب قيادات وموظفي الدولة. الاهتمام بالإدارة من خلال القيام بالإصلاح الإداري على مستوى الجهاز الإداري للدولة، والبحث عن الكوادر المتخصصة ومن ذوي الكفاءة العالية والمتواجدين في المناطق المحررة التابعة لحكومة الإنقاذ والاستفادة منهم ومن خبراتهم , وجعل الوظيفة العامة تخضع للمنافسة وليس للمحسوبية. وكذا استغلال الشراكة مع القطاع الخاص في ظل الحصار على بلادنا والاستثمار في عدد من المجالات الهامة والمفيدة للبلد، بالإضافة تعزيز الثقة بين الدولة والمواطنين من خلال الشفافية في مختلف الأمور وتطبيق شعار الشهيد الرئيس صالح الصماد( الدولة في خدمة المواطن وليس العكس)، معالجة صرف المرتبات لموظفي الدولة , نتيجة لتردي الاوضاع المعيشية للموظفين. والعمل في مسارين متوازيين الدفاع عن الوطن من جانب والعمل والبناء من جانب آخر, وتطبيق شعار الرئيس صالح الصماد( يد تحمي ويد تبني). وحتى تكون ثورة 21 سبتمبر قوية وتحقق أهدافها عليها مراعاة تلك الأمور سالفة الذكر, لتكون بالإضافة لما قامت به من التحرر من الوصاية الخارجية والقضاء على النفوذ والاحتكار للثروات هو قدرتها على بناء دولة يمنية حديثة من خلال تنفيذ الأهداف الإستراتيجية للرؤية الوطنية.