عقدنا المؤتمر العلمي الأول بمشاركة 62 باحثاً وأصدرنا 16 لائحة ودليلاً أوفدت الجامعة 81 باحثا للدراسات العليا بينهم 56 في الدكتوراه قال رئيس جامعة البيضاء، الدكتور أحمد أحمد العرامي، " إنه تم إقرار 16 لائحة ودليلاً، بعد أن ظلت الجامعة بدون لوائح منذ تأسيسها في العام 2010م". وأكد الدكتور العرامي في حوار مع صحيفة "26سبتمبر"، أن الجامعة تمكنت مؤخرا من تجاوز بعض الصعوبات، بافتتاح معهد التعليم المستمر للعلوم الصحية، بما يلبي تنمية المجتمع في عدد من التخصصات الطبية، مضيفا أن الجامعة تتجه بطموحات كبيرة لإنشاء كليتي علوم الحاسوب، والطب البشري خلال المرحلة القادمة. وأوضح الدكتور العرامي أن الجامعة تعمل بموازنة لا تكاد تمثل شيئاً، حيث تسعى لتنفيذ البرنامج الاستثماري للواجهة الشمالية لأرضية الجامعة بعد تحويلها إلى مكب للنفايات، حتى لا يكون الطالب مصدراً للإيرادات.. مشيراً إلى أن افتتاح برنامج الدراسات العليا في قسم العلوم التربوية، والدبلوم بعد البكالوريوس، واعتماد برنامج تأهيل المعلمين أثناء الخدمة، بعد تدشين برنامج الماجستير في التربية الإسلامية والرياضيات واللغة الإنجليزية، سيسهم في التأهيل العلمي للشباب من أبناء المحافظة. حوار : محمد العلوي ست سنوات من العدوان والحصار المفروض علي بلادنا.. ما انعكاس ذلك على التعليم العالي بشكل عام؟ حقيقةً تحالف العدوان استهدف كافة مظاهر الحياة في اليمن، وعمل على تدمير البنية التحتية، وفرض حصاراً خانقاً على أبناء الشعب اليمني أسهم في خلق كارثة إنسانية من نقص الغذاء والدواء، انعكست سلبا على أوضاع المواطنين، وتعتبر العملية التعليمية جزءا من ذلك التدمير الممنهج والمعد له سلفا. ما يقارب ست سنوات من الصمود في وجه تحالف العدوان، أثبت خلالها أبناء الشعب بأنه قوة لا تقهر، وأن وجود قيادة ثورية وسياسية استطاعت امتصاص تلك الهجمة منذ يومها الأول ونقل المعركة من الدفاع إلى الهجوم، لتصبح القوة العسكرية تنفذ عمليات الردع داخل العمق السعودي، في عمليات متعددة، أوجعت مضاجع النظام السعودي. تشتت الكليات ما الوضع التعليمي والبنية التحتية للجامعة خصوصا مع تراجع الإنفاق على التعليم العالي؟ لنتحدث بصراحة.. تعاني جامعة البيضاء من مشاكل متعددة، أولها تشتت كلياتها واستنساخها ما بين مدينتي البيضاء و رداع، وللغرابة أنه منذ تأسيس الجامعة في العام 2010م، لم تقر أي لائحة حتى العام 2019م، بالإضافة إلى أن احتساب تقدير التخرج بعيدا عن النظام الموحد لشؤون الطلاب، في حين لم تصدر الجامعه أي مجلة علمية محكمة. وبرغم شحة الإمكانات وما تعانيه الجامعة من عجز في مختلف الجوانب، إلا أنها تمتلك كوادر علمية، استطاعت أن تحقق العديد من الإنجازات التي تتوافق مع المسيرة العلمية، والأكاديمية، والإدارية للجامعة. تجاوز الصعوبات ما الدور الذي قمتم به جراء ذلك؟ منذ تعيين قيادة جديدة للجامعة في فبراير 2019، حققنا بعض النجاحات مع كوادر الجامعة الأجلاء منها تدشين برنامج الدراسات العليا، وافتتاح تخصصات نوعية جديدة تلبي احتياجات ومتطلبات سوق العمل، عن طريق افتتاح معهد التعليم المستمر للعلوم الصحية في عدد من التخصصات " صيدلة ، مختبرات، مساعد طبيب". كما تم إقرار (16) لائحة ودليل، وإقرار إستراتيجية الجامعة، وإصدار المجلة العلمية المحكمة، ونحن بصدد إصدار العدد الخامس في ديسمبر 2020م، كما عقدت الجامعة المؤتمر العلمي الأول في أغسطس الماضي، بمشاركة (62) بحثا علميا من مختلف الجامعات اليمنية، الذي يعتبر أول مؤتمر علمي إلكتروني تقيمه جامعة يمنية، حيث كانت الأبحاث المشارك بها في المؤتمر تصب في خدمة وتنمية المجتمع، سيكون المؤتمر العلمي تقليدا سنويا، كما نعمل على الحوسبة بالتعاون مع مركز تقنية المعلومات في التعليم العالي لإدخال نظام " "sar في الجامعة. ما نسبة إقبال الطلاب على التسجيل في الجامعة خلال العام الدراسي الراهن؟ لدينا في حدود ألفي طالب وطالبة في أربع كليات يتوزعون على 18 قسما، إلا أنه خلال الثلاث السنوات الأخيرة عانت الجامعة من ضعف الإقبال في التنسيق، وقد أجرى قسم العلوم التربوية دراسة بهذا الخصوص، توصل لعدة نتائج منها:أن التخصصات القائمة مشبعة، ووجود مكاتب لجامعات خاصة في مدينتي البيضاءورداع تدرس بنظام التعليم عن بعد، بعيداً عن تراخيص وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، كما أن الاختلاط في التعليم الجامعي تعد مشكلة، لاسيما وأن الجامعة تقع في مجتمع قبلي محافظ جدا، أدى إلى تدني مستوى التحاق الفتيات بالتعليم الجامعي. صمود وطني لو تحدثنا عن تأثير الوضع الاقتصادي على الكوادر الأكاديمية.. هل هناك من ترك موقعه وغادر خارج الوطن أو إلى الجامعات الخاصة؟ مسألة انقطاع الرواتب، أثرت بشكل سلبي على الكوادر الأكاديمية والإدارية في كافة الجامعات اليمنية، ولكن يحسب للكادر الأكاديمي والإداري في جامعة البيضاء المثبتين والمتعاقدين الذين يتجاوز عددهم (300) كادر، معظمهم مستمرين في أداء مهامهم العلمية، رغم الصعوبات التي يواجهوها، وقسوة الظروف، يدل ذلك على وفائهم المهني والوطني، فيما يخص المنقطعين نحن نعمل على تقييم ذلك، وطالبنا الشؤون الأكاديمية حصر المنقطعين والرفع بهم إلى مجلس الجامعة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم، كما نسعى جادين نحو تثبيت المتعاقدين من الكادر الأكاديمي والإداري. تأهيل الكادر فيما يخص التأهيل للكادر الأكاديمي.. ما حجم الموفدين في الداخل والخارج؟ أوفدت جامعة البيضاء عدد من منتسبيها إلى مختلف الجامعات الداخلية والخارجية، بلغ عددهم 81 موفدا منهم 62 موفدا إلى الخارج بينهم 52 في الدكتوراه، و10 في ماجستير، وإرسال 19 موفداً للجامعات اليمنية، منهم 15 في الماجستير، و 4 في الدكتوراه، إيماناً بأهمية التأهيل للكوادر الشابة التي نعول عليها كثيرا الإسهام الفاعل والنهوض بالواقع التعليمي للجامعة خلال المرحلة القادمة. استراتيجية وهيكلة ماذا عن المناهج الدراسية والتجهيزات الفنية في الجامعة؟ نعمل على تطوير البرامج والمقررات الدراسية، لأنها عبارة عن استنساخ من جامعة صنعاء، ثم من جامعة ذمار، وصولا منها إلى جامعة البيضاء، حيث اقررنا في أكتوبر 2019م، إستراتيجية كلية العلوم الإدارية، والآن نحن بصدد إعادة هيكلة كلية التربية، من أجل تلافي قلة الإقبال على الكلية، وإقرار برنامج تأهيل المعلمين أثناء الخدمة، أصبح أمراً حتمياً بما يناسب متطلبات التنمية في المحافظة. أما فيما يخص التجهيزات الفنية فهي تحتاج لتطوير، وقد تم تقديم مصفوفة بالمتطلبات إلى رئاسة الوزراء، والجهات المانحة. تنمية المجتمع ما طبيعة العلاقة بينكم وبين السلطة المحلية لتذليل الصعاب والعوائق التي تعاني منها الجامعة؟ حقيقةً هناك من يرى أن الجامعة لا يمكن أن تتعامل مع السلطة المحلية، وهذا فهم قاصر جدا، صحيح أن الجامعة مستقلة تماما بحسب قانون الجامعات، في حين هناك من يرى بأن الجامعة مكتب من مكاتب السلطة المحلية، كذلك هذا الفهم قاصر أيضا. في إطار ذلك تلتقي الجامعة مع السلطة المحلية في المخرجات التي تمثل الخط الإنتاجي الأول لتنمية المجتمع، ورفده بالطاقات في مختلف التخصصات، لذلك تم إشراك ممثلي السلطة المحلية، والقطاع الخاص والمجتمع المدني في مجلس الجامعة، ونسعى خلال الفترة الراهنة، عبر مكتب التخطيط في المحافظة إلى إعداد آلية تنسيق مع السلطة المحلية، لأن مخرجاتنا موجهة نحو احتياجات السوق المحلي. أرضية الجامعة لو تحدثنا عن أبرز الإشكاليات التي تواجه الجامعة في الوقت الراهن؟ طالبنا الحكومة بإعادة النظر في موازنة الجامعة لأنها لا تكفي للحد الأدنى من النفقات التشغيلية، كما نبحث عن موارد مالية بديلة بحيث لا يكون الطالب هو المصدر المالي الوحيد. لذلك نتجه نحو تمويل بناء المجمع الاستثماري في الواجهة الشمالية لأرضية الجامعة، بعد أن تقوم السلطة المحلية برفع الاعتداء على أرضية الجامعة التي تم تحويلها إلى مكب للنفايات، كما نسعى لإنشاء صندوق دعم الجامعة، بعد إقراره من مجلس الجامعة، ورفعه إلى الوزارة، لإصدار قرار خاص به من مجلس الوزراء. نهضة علمية وما المؤمل حاليا في جامعة البيضاء؟ خلال الوقت الراهن وعلى الصعيد القريب جدا، إنهاء الفصل الدراسي الثاني، وتدشين برامج الدراسات العليا في كلية التربية برداع، التي تبدأ بتاريخ 10 أكتوبر الجاري، في أقسام التربية الإسلامية، والرياضيات، واللغة الإنجليزية. كما نتجه نحو افتتاح برنامج الماجستير الأكاديمي في كلية التربية بقسم العلوم التربوية، ودبلوم عالي بعد البكالوريوس، بالإضافة إلى برنامج تأهيل المعلمين أثناء الخدمة، ونحن بصدد استكمال دراسة إنشاء كلية علوم الحاسوب، واستكمال الدراسات أملا بإنشاء كلية الطب البشري في محافظة البيضاء. مصفوفة احتياجات ما مؤشرات اللقاء الأخير الذي جمعكم مع معالي رئيس حكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء؟ في الاجتماع شرحنا لدولة رئيس الوزراء الوضع القائم في جامعة البيضاء، وتم تسليمه مصفوفة احتياجات الجامعة التي تلخصت توجيهاته الكريمة بتوسعة التعليم الجامعي في محافظة البيضاء، عن طريق تسليم الجامعة بعض المباني الحكومية، منها مبنى مشروع التنمية الريفية في رداع، ومبنى المعهد العالي للمعلمين، خصوصا ونحن في صدد افتتاح كليات وأقسام علمية جديدة تسهم في نهوض المجتمع المحلي، بالإضافة إلى سفلتت خط طريق كلية التربية برداع، وتمويل معامل الأقسام العلمية ومعامل ومختبرات الحاسوب، والصوتيات، والمكتبة الإلكترونية، بالإضافة إلى تمويل مشروع الطاقة الشمسية.