طرد الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين من قاعة المحكمة يوم الاثنين كما لم يحضر محامو دفاعه غير أن القاضي الجديد الذي عينته الحكومة العراقية خلال المحاكمة واصل الاستماع الى افادات شهود أكراد بشأن ابادة جماعية مزعومة. وقال أحد الشهود للمحكمة ان فتيات تعرضن للاغتصاب على أيدي قائد أحد المعسكرات التي أعدت كسجن وان سجناء تعرضوا للضرب كما تحدث عن موت أطفال بسبب عدم وجود حليب في السجون المكدسة بالاكراد في أعقاب هجمات بالغازات السامة على قراهم خلال حملة الانفال في عام 1988. واشتبك صدام مع القاضي محمد العريبي وقال انه طلب اعفاءه من حضور المحاكمة وانه لم يعد يرغب في الجلوس في قفص الاتهام. وأمر العريبي الحراس على الفور بإخراج الرئيس المخلوع مثلما فعل في الجلسة الماضية يوم الاربعاء. وكانت الجلسة الماضية هي الاولى التي يظهر بها العريبي على رأس هيئة المحكمة المكونة من خمسة قضاة. وتولى العريبي قيادة هيئة المحكمة بعدما أقالت الحكومة العراقية سلفه عبد الله العامري بعدما قال لصدام "أنت لست دكتاتورا". وقال صدام (69 عاما) لرئيس المحكمة انه لا يشرفه الحديث معه. ولوح صدام بورقة صفراء من مقعده بقفص الاتهام قائلا ان هذه الورقة طلب بعدم مثوله امام المحكمة. وأضاف أنه لا يريد الجلوس في هذا القفص بعد ذلك. وقال القاضي لصدام ان هذا القرار ليس قراره وانه يأتي عندما يطلب منه القاضي المجيء ويغادر عندما يأمره بالمغادرة. وسخر القاضي من مطالبة الرئيس المخلوع بمؤهلاته القانونية قائلا انه لم يلتزم بنظام قاعة المحكمة وطلب من الحراس اخراجه. ويمثل فريق الدفاع الجديد ثمانية محامين عينتهم المحكمة يمثلون صدام حسين وابن عمه علي حسن المجيد المعروف باسم "علي الكيماوي" وخمسة من القادة العسكريين الاخرين. وكان فريق الدفاع عن صدام انسحب من المحكمة يوم الاربعاء وقال امس الاحد انه يعلق نشاطه احتجاجا على تدخل الحكومة في المحاكمة. كما حذرت جماعات مدافعة عن حقوق الانسان مما يعنيه ذلك التحرك من جانب حكومة يهيمن عليها الشيعة والاكراد بشأن فرص صدام ومعاونيه وغالبيتهم من العرب السنة في محاكمتهم محاكمة نزيهة في بلد على شفا الانزلاق الى حرب أهلية طائفية. واستقال القاضي الاول في المحاكمة الاولى لصدام قبل نحو تسعة اشهر احتجاجا على الضغوط من جانب الحكومة كما قتل ثلاثة من محامي الدفاع منذ بدأت المحاكمة في اكتوبر تشرين الاول. ووصف شاهد يدعى رفعت محمد سعيد (70 عاما) وهو أحد ثلاثة شهود أدلوا بافاداتهم يوم الاثنين معسكرا قرب مدينة السماوة بجنوب العراق. وقال ان أطفالا توفوا لافتقادهم حليب أمهاتهم كما أخرجت كلاب برية جثث سجناء دفنهم زملاؤهم وربط رجل في قائم مرمى لكرة القدم وأوسع ضربا على يد القائد الذي عرفه فقط باسم حجاج. كما اتهم سعيد ايضا قائد المعسكر باغتصاب سجينات وهي أول جريمة من نوعها يرد ذكرها خلال المحاكمة التي بدأت قبل نحو عام والتي تبث أجزاء منها على شاشات التلفزيون. وقال سعيد ان أحد الحراس كان يأخذ الفتيات الى غرفة حجاج وان الفتيات كن يصرخن ويبلغونهم بأنهن تعرضن للاغتصاب على يد حجاج. ووصف سعيد حجاج بأنه أكبر المجرمين في هذه القضية كلها. ومن المقرر صدور حكم في قضية الدجيل الشهر المقبل. ويواجه صدام في قضية الدجيل الحكم بالاعدام شنقا في حال ادانته. غير أنه لا يمكن أن ينفذ حكم الاعدام دون استئناف وهو ما يحتمل أن يرجأ بسبب عدة محاكمات أخرى. واستجوب المحامون الذين عينتهم المحكمة الشهود من وقت لاخر. وشكا أحد المتهمين مع صدام قائلا انه لا يريد أن يمثله شخص لا يعرفه. وقبل اخر تأكيدا من القاضي بأنه ستتاح له فرصة الالتقاء بمحاميه الجديد في وقت لاحق. وتستأنف المحاكمة يوم الثلاثاء حيث قال مسؤولو المحكمة انهم يتوقعون أن يكون صدام حاضرا سواء بإرادته أو رغما عنه.