مثل النائب السابق لرئيس الوزراء العراقي طارق عزيز أمام المحكمة الخاصة بمحاكمة الرئيس السابق صدام حسين بصفة شاهد. وقد ظهر عزيز شاحبا، وهو يرتدي ملابس النوم بعد إحضاره من معتقله الخاضع للحماية الأمريكية. ويحاكم صدام حسين وسبعة من معاونيه في قضية قتل 148 عراقيا من الشيعة في الدجيل اثر محاولة اغتيال صدام في عام 1982. ونفى طارق عزيز التهمة عن أي من المتهمين، وقال انهم قاموا بعقاب أشخاص حاولوا اغتيال رئيس الدولة. ولايحاكَم طارق عزيز نفسُه، والذي كان وجها مألوفا في الساحة الدولية في عصر صدام. وبدت على طارق عزيز علامات الارهاق والشحوب حيث يطالب محاموه بإطلاق سراحه لأسباب صحية. واعتبر طارق عزيز في إفادته أن من حق رئيس أي دولة اذا ما جرت محاولة لإغتياله أن يتخذ إجراءات عقابية ضد المتورطين في المحاولة ومن قام بمساعدتهم. وأضاف عزيز القول بأن القانون يقضي بعقاب من يساعد في محاولة الاغتيال. وبالرغم من أن طارق عزيز لم يكن طرفا في أحداث الدجيل، الا أنه اعتبر تلك الأحداث حلقة في سلسلة من محاولات الاغتيال التي طالته أيضا. وقال عزيز ان حزب الدعوة (الشيعي) الذي ينتمي اليه رئيس الحكومة العراقية الحالي نوري المالكي كان مسؤولا عن هذه السلسلة. ففي عام 1980 هاجمه مسلحون بالقنابل اليدوية وهو في جامعة المستنصرية ببغداد، مما أدى الى مقتل عدد من المدنيين الموجودين في المكان. وقال طارق عزيز ان صدام زميل ورفيق كفاح لعشرات السنين، ووصف برزان بأنه أخوه ونفى أن يكون مسؤولا عن أحداث الدجيل على الاطلاق. وأعقب طارق عزيز في الادلاء بالشهادة سكرتير صدام الخاص عبد حمود الذي كان مسؤولا عن حمايته. ووصف حمود مشاهداته في الدجيل في اليوم الذي تعرض فيه الرئيس العراقي المخلوع لمحاولة اغتيال اعدم على اثرها 148 من سكان البلدة. وقال حمود إنه شك في وجود محاولة لاغتيال صدام عندما قامت احدى النسوة بتلويث سيارته بدم شاة كانت قد ذبحت احتفاء بمقدم الرئيس المخلوع الى البلدة، وذلك لمساعدة المسلحين على تمييزها. وقال إنه امر بتبديل السيارة دون أن يخبر صدام بذلك. ومضى عبد حمود للقول إن السيارة التي لوثت اصيبت بنيران المسلحين فعلا اضافة الى سيارات أخرى. واشار حمود الى ان المحققين وجدوا في الدجيل اجهزة لاسلكية باستطاعتها الاتصال بدول اخرى ما اظهر ان "ايران كانت بطبيعة الحال متورطة في محاولة الاغتيال هذه". كما استمعت المحكمة الى اقوال شاهد آخر للدفاع هو لؤي طلفاح، زوج شقيقة صدام. واعاد طلفاح تأكيد ما ادلى به عزيز وحمود عن مسؤولية ايران في محاولة الاغتيال في الدجيل، واضاف طلفاح: "سمعنا بمحاولة الاغتيال على الاذاعة الايرانية قبل ان تبثها اي اذاعة عراقية". وكانت الجلسة قد بدأت بجدل متبادل بين القاضي رؤوف عبد الرحمن، ومحامية الدفاع بشرى خليل من جهة، وبين القاضي وصدام وبرزان التكريتي من جهة اخرى. وكان القاضي قد طرد الحامية من المحكمة في جلسة سابقة وحرمها من حضور الجلسات. وبمجرد عودتها الى القاعة في جلسة الأربعاء، جادلت المحامية بشرى خليل القاضي مرة أخرى حول حقها في الحديث والتوقيت المسموح لها فيه بالمداخلة، فقام القاضي بطردها من الجلسة. وكانت المشادة الكلامية السابقة قد نشأت عندما طلب القاضي من المحامية اللبنانية عدم التحدث حتى يأتي دورها في الدفاع إلا أنها أصرت على التحدث. وطلب القاضي من الحراس إخراج المحامية من القاعة، فقامت بشرى خليل بالقاء روب المحاماة على الأرض وهي تغادر القاعة بصحبة الحراس. يذكر ان بشرى خليل كانت قد طردت أيضا خلال جلسة محاكمة صدام حسين في ابريل / نيسان الماضي. وفي جلسة الاربعاء، عاد برزان واحتج على الطريقة التي كان طرد بها القاضي بشرى خليل من المحكمة متهما اياه "باهانة سيدة". فأمر القاضي برزان بالصمت ولا "رماه هو ايضا خارج المحكمة". وتدخل صدام حينها قائلا للقاضي: "ابهذه الطريقة تريدون اقفال افواه الناس؟