اعلن القاضي الذي يرأس محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين ان المحاكمة اجلت الى الخامس من شهر ديسمبر/ كانون الاول المقبل بعد جلسة بثتها وسائل الاعلام بفارق نصف ساعة عن توقيتها الفعلي. ومثل الرئيس العراقي السابق وسبعة من معاونيه امام محكمة عراقية بتهمة قتل 148 شخصا في بلدة الدجيل عام 1982. ويواجه الرئيس العراقي السابق تهما تتعلق بارتكاب جرائم ضد الانسانية. وكانت المحاكمة قد استؤنفت بعد ستة اسابيع من التوقف، في محكمة اقيمت في المنطقة الخضراء شديدة التحصين في العاصمة بغداد. واستدعى القاضي المدافعين عن صدام واعوانه فردا فردا الى قاعة المحكمة، وكان الرئيس السابق آخر الداخلين، وقد دخل وهو يحمل مصحفا في يده. ولدى دخوله الى القاعة متأخرا حوالي 8 دقائق، ومرتديا قميصا وسترة، قال صدام للقاضي رزكار محمد أمين الذي يرأس الجلسة: "انت عراقي"، واضاف قائلا للحراس: "انتم غزاة ومحتلون". وقال صدام ان التأخير في حضوره الى قاعة المحكمة سببه "المصعد وتكبيل يديه الذي لم يسمح له بالامساك باوراقه". واحتج صدام حسين امام القاضي بعدما سحب الحراس قلمه واوراقه منه، وطالب المتهم الاساسي القاضي باصدار اوامره للقوات الامريكية التي تحتجزه من اجل تحسين ظروف احتجازه. وبعدها، ادى المدعي العام الامريكي السابق رامزي كلارك قسم اليمين كمحام للدفاع عن صدام حسين، وحضر كذلك الوزير العدل القطري السابق نجيب النعيمي بصفته منتميا الى هيئة الدفاع. وبعد قسم اليمين، قرأ القاضي الشهادة التي ادلى بها الشاهد وضاح الشيخ، والتي ادلى بها محلفا قبل وفاته. وكان الشيخ يرأس جهاز الامن والاستطلاع في عام 1982. وقال القاضي ان المحكمة انتقلت الى المستشفى قبل وفاة الشيخ من اجل الاستماع لشهادته. ويقول الشيخ في شهادته ان عدد من اطلق النار في الدجيل لم يزد عن 12 شخصا، واستغرب بعدها وجود عدد كبير من المعتقلين. وافاد الشيخ انه قدم تقريرا مفصلا لبرزان التكريتي حينها عن احداث الدجيل، واستنادا الى هذا التقرير بدأت التحقيقات. وعرضت المحكمة فيلما سجل على قرص مضغوط يظهر زيارة صدام حسين الى الدجيل اثر محاولة الاغتيال التي تعرض لها. وبعد ذلك رفعت الجلسة لمدة ساعة بعد ان طلب القاضي ذلك. وقال مكتب بي بي سي العربية في بغداد ان الاجراءات الامنية كانت قد شددت بشكل اضافي وتم تفتيش كل من دخلوا الى مبنى المحكمة تفتيشا دقيقا، ولذلك بدأوا في التوافد منذ الصباح الباكر. ويمثل الرئيس العراقي للمحاكمة لدوره في الأحداث التي شهدتها بلدة الدجيل عام 1982. .وتقول لائحة الاتهام إن 148 شخصا، أغلبهم من الرجال، قتلوا في البلدة ذات الأغلبية الشيعية والتي تبعد 60 كيلومترا إلى الشمال من بغداد، بعد محاولة اغتيال فاشلة ضد الرئيس المخلوع.