استأنفت المحكمة الجنائية العليا الاثنين محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين واعوانه بتهمة ارتكاب "ابادة جماعية" في حق الاكراد خلال حملات الانفال عام 1988 وبعد اسابيع من الحكم باعدامه شنقا في قضية الدجيل. وقد ادلى عشرات من شهود الاثبات بافاداتهم حول قصف مناطق في كردستان العراق بالاسلحة الكيميائية وحملات الاعتقال والتعذيب والاغتصاب والاعدام والمقابر الجماعية. وفي مستهل الجلسة دار جدل بين القاضي محمد العريبي وبديع عارف محامي المتهم فرحان مطلك الجبوري. وقال عارف "جاء مسؤول اميركي الى مكتبي مع قائمة من الاسماء طالبا مني استخدامهم كشهود دفاع (...) يريد ان يجبرنا على القيام بما يريده المحتل (...) هذه مؤامرة لا تجوز ابدا". واشار الى انه واجه "مشاكل" فور وصوله الى مطار بغداد "فهناك اشخاص في المطار يقولون لي +غير مرغوب فيك في بلدنا+" مضيفا ان المحامي خليل الدليمي رئيس هيئة الدفاع "لا يستطيع المجيئ بسبب صدور مذكرة اعتقال بحقه". فاجاب القاضي قائلا "انصحك بتقديم طلب الى وزير الداخلية فهو الجهة المسؤولة عن امن المطار". ثم استدعى القاضي الى المنصة شاهد اثبات كردي شاب اسمه تيمور عبد الله يرتدي بدلة وربطة عنق. وقال الشاهد "اخذونا من قرية ملا سور الى منطقة سامت وقد شاهدنا عددا كبيرا من السكان يبكون ويصيحون وبينما كانوا متجهين نحونااطلق الجيش النار عليهم (...) وبعد ذلك تم نقلنا الى معسكر اعتقال في بلدة كلار (جنوب السليمانية)". واضاف "كان المكان قذرا جدا. تم عزل النساء عن الرجال (...) كانوا يقيدون كل اثنين من الرجال سوية ويقتادونهم بعد نزع ملابسهم تقريبا الى جهة مجهولة". وتابع عبد الله "بعد ثلاثين يوميا وصلت عربات دون نوافذ لنقلنا الى مكان مجهول وضعوا في كل منها نحو ثلاثين شخصا (...) في الطريق توفيت احدى الفتيات كما ولدت امرأة تدعى فيروز داخل العربة وكانت بحالة سيئة جدا وكنا قلقين عليها وقامت عمتي باعطائها بعض الماء وكانت الرحلة طويلة جدا". وقال "وصلنا الى معسكر عبر طريق وعر ثم توقفت العربة فجاة وتم انزالنا فاعطونا بعض الماء وقيدونا وعصبوا اعيننا قام الجنود باطلاق النار اصبت بكتفي (...) كنا نساء واطفالا فقط توسلت باحد الجنود وقلت له لماذا تطلقون النار علينا"؟. واضاف "شاهدت احدى النساء وقد اصيبت برصاصة في راسها فتطاير دماغها كما شهدت ايضا امرأة حامل تقتل ايضا". والجلسة هي الثالثة والعشرون منذ بدء المحاكمة في 21 آب/اغسطس الماضي. ويحضر الجلسة اثنان فقط من وكلاء الدفاع بعدما قاطعها اعضاء الفريق منذ ايلول/سبتمبر احتجاجا على تدخل الحكومة في شؤون المحكمة وتعيين قاض جديد. وقد اسفرت حملة الانفال عن مقتل نحو مئة الف كردي وتدمير ثلاثة الاف قرية وتهجير الالاف. ا ف ب