تغنى الفلسطينيون دوما بوحدتهم وحرمة دمهم على بعضهم. لكنها وحدة تشتت، وسفك الدماء بات مباحا وأصبح قتال الأخوة أمرا طبيعيا في ظل سجال سياسي وخلاف برنامجي يدفع ثمنه المواطن البسيط الذي هو أحوج ما يكون إلى وقفة من حكومة ورئاسة لا أن يتدخل لإنهاء الخلافات بين أكبر فصيلين فلسطينيين "حماس وفتح". فلم يعد الدم الفلسطيني محرما بعد أحداث دامية في قطاع غزة وعدد من مدن الضفة الغربية. قتلى وجرحى، مراكز تدمر وأخرى يتم حرقها لكن المواطن المثقل بالهموم يتساءل بهم أكبر من السؤال نفسه "لمصلحة من كل هذا يحدث، هل يخدم القتل فتح أم حماس وهل اقتحام المؤسسات سيقود نحو الدولة الفلسطينية العتيدة". فحالة من الاستياء سيطرت على الشارع الفلسطيني في أعقاب هذه الحوادث. أكثر من 12 قتيلا ونحو 200 جريحا وتدمير لمقر رئاسة الوزراء في رام الله ومكتب نواب في المجلس التشريعي بمدينة الخليل وأحداث هنا وأخرى هناك. واليوم قتل فلسطينيان وأصيب ثمانية عشر آخرون في تجدد للاشتباكات بين عناصر من حركتى فتح وحماس في مدينة رفح جنوب قطاع غزة .وقالت مصادر طبية فلسطينية إن القتيلين هما حسام أبو سمهدانة، و أحمد موسى الغول ووصفت ذات المصادر جراح أربعة من المصابين ببالغة الخطورة.وتجددت الاشتباكات عقب مسيرة لحركة فتح وكتائب شهداء الأقصى تنديدا بالأحداث التي شهدتها مدينة غزة وأسفرت عم مقتل وإصابة العشرات وذكرت مصادر فى حركة حماس أن الاشتباكات اندلعت حينما أقدم نشطاء فتح في المسيرة علي إطلاق على موقع للقوة التنفيذية وسط رفح مما دفع افراد القوة للرد بالمثلو حذر الناطق بلسان كتائب الأقصى في قطاع غزة أبو قصي وزارة الداخلية الفلسطينية من مغبة استمرار نشر القوة التنفيذية في شوارع القطاع مطالبا بسحبها فورا موضحا أن الكتائب لن تقف مكتوفة الأيدي حيال ما ترتكبه القوة التنفيذية التي تتلذذ بإطلاق النار على المواطنين حسب قوله. وفي ذات السياق أكد قاضي الفلسطينيين ورئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي تيسير التميمي على أنه لا يجوز شرعا الاقتتال الداخلي الذي شهدته الساحة الفلسطينية خلال الأيام الماضية. وأكد التميمي على ان "دم الفلسطيني على الفلسطيني حرام" ولا يجوز مهما كانت الظروف الذهاب نحو اقتتال داخلي وزهق أرواح الأبرياء. وقال التميمي في تصريحه:" إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار موضحا أن هذا الكلام هو حديث عن الرسول محمد ولا يجوز مخالفته. وقال التميمي:" ما حدث يخدم مصالح الاحتلال الغاشم المراهن على فرقتنا ، والذي فشل على مر العقود الماضية في إحداث اقتتال داخلي بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد ، وطالبهم نبذ كل ما يؤدي إلى الفرقة والتنازع ، وبالأخص أننا نتفيأ ظلال رمضان المبارك ، شهر الصبر والطاعة وصلة الأرحام وضبط النفس عن ارتكاب المعاصي". وتابع:" فالاقتتال انتحار وجريمة نكراء بحق شعبنا ، ولا يستفيد منها سوى الاحتلال المراهن على فرقتنا ، فشعبنا الجريح وحده يدفع ثمنها باهظاً من وحدته واستقراره واستقلاله". إلى ذلك تمنى وزير إسرائيلي أن تنتصر حركة فتح على حماس في الاشتباكات المسلحة الدائرة بين الحركتين منذ أيام في قطاع غزةوالضفة الغربية والتي قتل فيها حتى الآن نحو 15 فلسطينيا وأصيب أكثر من 200 بجراح مختلفة. وقال وزير المواصلات في الحكومة الإسرائيلية بنيامين بن إلعيزر إن انتصار حركة فتح في هذا الصراع الذي يجري في مناطق السلطة من شأنه أن يضعف حماس.وأعرب عن تأييده لأن تقوم إسرائيل بدعم أبو مازن :" خلال سنوات اعتقدت أن على إسرائيل أن تساعد أبو مازن بشكل مباشر، لأنه من الضروري أن ندعم الأصوات المعتدلة". من جهة ثانية قالت مصادر أمنية إسرائيلية إن إسرائيل سوف تواصل التحليق في سماء لبنان، وخاصة في أعقاب انسحاب الجيش من جنوب لبنان. ورغم أن قرار مجلس الأمن يفرض على إسرائيل التوقف عن التحليق، إلا أن إسرائيل تتذرع بوجود بنود أخرى في القرار لم يتم تنفيذها بعد!وبحسب المصادر ذاتها، فإن إسرائيل ستواصل التحليق فوق سماء لبنان طالما لم يتم إطلاق سراح الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لدى حزب الله، ولم يتم فرض نظام مراقبة على تهريب الأسلحة على الحدود السورية اللبنانية.وجاء أن إسرائيل تواصل انتهاك الأجواء اللبنانية، من أجل مواصلة جمع معلومات إستخبارية،.وأشارت التقارير الإعلامية الإسرائيلية إلى أن القوات الدولية تبدي امتعاضاً من زيادة تحليق الطيران الحربي الإسرائيلي فوق لبنان، وجرى تقديم تقرير بهذا الشأن إلى مقر هيئة الأممالمتحدة في نيويورك.وأفادت وكالات الأنباء نقلاً عن شهود عيان ان الطائرات الحربية الإسرائيلية حلقت فوق لبنان اليوم، الثلاثاء، بعد يومين على انسحاب القوات الإسرائيلية من معظم أراضي جنوب لبنان.وذكر الشهود أن طائرتين حربيتين على الأقل حلقتا على ارتفاع متوسط واتجهتا شمالا نحو وسط لبنان.إلى ذلك، لم يستكمل الجيش الإسرائيلي بعد الإنسحاب من قرية الغجر، بسبب عدم التوصل إلى اتفاق بشأن الترتيبات الأمنية في القرية بعد الإنسحاب. وبحسب القوات الدولية فإنها تعمل على وضع خطة لحل قضية الغجر، وفي حال الموافقة عليها من قبل إسرائيل ولبنان، سيتم انسحاب الجيش الإسرائيلي منها خلال هذا الأسبوع.وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل كانت قد بلورت اقتراحاً لحل مشكلة الغجر، وعرض في لقاءات التنسيق الأمني في الأسابيع الأخيرة، يقضي بإحلال نظام أمني ومدني، تكون فيه القوات الدولية مسؤولة عن الأمن في الجزء الشمالي من القرية، الواقع داخل الأراضي اللبنانية، وتكون إسرائيل مسؤولة عن الأمن في القسم الجنوبي من القرية. كما تكون المسؤولية المدنية بيد إسرائيل!كما جاء في الإقتراح أن تنتشر القوات الدولية شمال الغجر، وتمنع حرية الحركة من القرية إلى لبنان وبالعكس!