تجرى الاستعدادات والتحضيرات المكثفة لعقد مؤتمر لندن للمانحين يومي 15و16 نوفمبر الجاري وسط أجواء متفائلة بمشاركة دولية واقليمية حاشدة تعزز فرصة نجاحه في تأمين التعهدات المالية لدعم خطط الاصلاح الوطنية. ومن المقرر ان يرأس فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وفد اليمن الى المؤتمر والذي سيضم عدداً من الوزراء المختصين بالملف الاقتصادي والتنموي وسفراء بلادنا في واشنطن والرياض والاتحاد الاوروبي. وعلمت «26سبتمبر» ان فخامة الرئيس سوف يلقي خطاباً مهماً في المؤتمر يستعرض فيه التجربة اليمنية في مجال الديمقراطية والإصلاحات المالية والاقتصادية ومكافحة الإرهاب والفقر والبطالة وخطوات تنفيذ الأجندة الوطنية للاصلاحات وعزم الحكومة على تعزيز مشاركة المرأة وتنمية الشراكة مع الدول المانحة، وايضاً مع الاشقاء في مجلس التعاون الخليجي نظراً لخصوصية علاقات الاخاء وكون اليمن والجزيرة العربية يشكلان نسيجاً اجتماعياً ومنظومة واحدة تجمعهما القواسم المشتركة والمصير الواحد. وأكدت مصادر مطلعة ان الحضور الخليجي في مؤتمر لندن سيكون كبيراً ومميزاً ومحورياً في انجاح أعمال المؤتمر. وأبلغت دول مجلس التعاون بمشاركة وزراء الخارجية والمالية ووفد من الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي برئاسة الاخ عبدالرحمن العطية الامين العام، كما ستشارك ستة صناديق اقليمية وخليجية هي: البنك الاسلامي للتنمية وصندوق أوبك والصندوق العربي والصندوق الكويتي للتنمية والسعودي للتنمية وصندوق ابو ظبي. وفي الوقت نفسه تشارك اغلب الدول والمنظمات المانحة وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي والدول المانحة الآسيوية. وأوضح الاخ عبدالكريم الارحبي وزير التخطيط والتعاون الدولي ل«26سبتمبر»: ان اجندة المؤتمر التي تم إعدادها بالتشاور مع البنك الدولي ومجلس التعاون والحكومة البريطانية تشمل في اليوم الاول جلسة افتتاح رسمية ومن ثم مجموعات عمل لاستعراض الجوانب الفنية والاقتصادية، ويخصص اليوم الثاني لعرض البرنامج الاستثماري ليتم بعدها اعلان التعهدات المالية لدول الخليج والصناديق التمويلية التابعة لها وكذا لبقية المانحين. ويناقش مؤتمر لندن وثائق حكومية رئيسية ومساندة ووثائق دولية من البرنامج الانمائي للأمم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وفي مقدمتها خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية الثالثة للتخفيف من الفقر واجندة الاصلاحات الوطنية ووثيقة سياسة المساعدات ودراسة آليات تنفيذ المشاريع التنموية والقدرة الاستيعابية للمساعدات، ودراسة تأهيل اقتصاد اليمن للاندماج في اقتصاديات مجلس التعاون، بالإضافة الى الرؤية الاستراتيجية لليمن 2025م وتقرير تقييم الاحتياجات القطاعية، ومراجعة سياسات التنمية وتقييم مناخ الاستثمار في اليمن وسياسات النمو والتشغيل والتخفيف من الفقر وغيرها. وأوضح الأرحبي في حديث خاص ل«26سبتمبر» ان البرنامج الاستثماري للخطة المزمع تقديمه الى مؤتمر لندن يتضمن مشاريع وبرامج استثمارية حجمها 16.8 مليار دولار لتصبح الفجوة التمويلية للأولويات في البرنامج 7.8 مليار دولار وستطلب الحكومة منها 6.8 مليار دولار في مؤتمر المانحين بحيث ينفق منها 5.5 مليار دولار خلال الفترة من 2007-2010م ومبلغ 1.3 مليار دولار لاستكمال تنفيذ المشاريع بعد عام 2010م. وكان فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية قد استقبل امس جارث توماس وزير التنمية الدولية البريطاني- عضو مجلس العموم والذي يزور بلادنا حالياً حيث جرى بحث العلاقات الثنائية ومجالات التعاون المشترك بين بلادنا وبريطانيا وسبل تعزيزها، بالاضافة الى التحضيرات المتصلة بمؤتمرالمانحين الخاص بدعم التنمية في اليمن والمقرر عقده في منتصف شهر نوفمبر الحالي في لندن. وقد نوه الاخ الرئيس بالعلاقات اليمنية- البريطانية مشيداً بالجهود التي تبذلها الحكومة البريطانية من اجل التحضير الجيد لمؤتمر المانحين وانجاحه.. مشيراً الى ماحققته بلادنا من نجاحات ونتائج ايجابية في مجال الاصلاحات وفي المجال الديمقراطي ومشاركة المرأة في الحياة السياسية والعامة، مؤكداً عزم بلادنا والتزامها بمواصلة السير على ذلك الدرب وبمايحقق التطور والتقدم الاقتصادي والاجتماعي ويترجم كافة الاهداف الوطنية المنشودة. كما اشار الاخ الرئيس الى انه سوف يرأس وفد بلادنا الى مؤتمر المانحين بلندن، موضحاً بانه سيكون هناك حضور فعال للمانحين الاشقاء والاصدقاء وفي المقدمة الاشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي، مبيناً ان اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي يمثلون نسيجاً اجتماعياً وجغرافياً واحداً ويمثل كل منهم للآخر عمقاً استراتيجياً واحداً وان مايهم اي منهم يهم الآخر.. مؤكداً بأن تعزيز الشراكة والاندماج بين اليمن واشقائه في مجلس التعاون الخليجي يحقق المصالح المشتركة لكل منهم وفيه خير للجميع ويخدم الامن والاستقرار في المنطقة. وقد أكد الوزير البريطاني حرص بريطانيا على زيادة مساعدتها لليمن وبذل كل الجهود من اجل انجاح مؤتمر المانحين بلندن والخروج منه بالنتائج المرجوة. واشاد بماحققته الجمهورية اليمنية من خطوات في مجال الاصلاحات وفي المجال الديمقراطي ومشاركة المرأة.. منوهاً بالنجاح الكبير الذي حققته الانتخابات الرئاسية والمحلية التي جرت في اليمن خلال شهر سبتمبر الماضي وماشهدته من منافسة شديدة وماتميزت به من الحرية والنزاهة والشفافية وهو ماشهد به الجميع لها. وقال الوزير البريطاني: ان تلك الانتخابات قد وجهت رسالة قوية للمجتمع الدولي حول جدية التزام اليمن بالاصلاحات والنهج الديمقراطي وهو مايعزز من فرص حصول اليمن على الدعم اللازم لمسيرة التنمية والديمقراطية فيها. حضر المقابلة الاخ عبدالكريم الارحبي وزير التخطيط والتعاون الدولي والدكتور دومنيك ممثل مكتب وزارة التنمية الدولية البريطانية ومايك جيفورد السفير البريطاني لدى بلادنا.