نعم هناك الكثير من الأبعاد والدلالات والرسائل التي تجلت من خلال عودة أسرانا الأبطال بعد تحريرهم بطريقة المفاوضات من موقع القوة وفي هذا التوقيت وهنا نحب أن نشير إلى أهم عامل تسبب في تحريك ملف الأسرى وكسر جمود مفاوضاته لم يكن هناك صحوة ضمير أممية أو أمريكية أو بريطانية أو أوروبية ولم تتحرك المشاعر الإنسانية لهم أو لأدواتهم الأعراب من دول تحالف العدوان على بلادنا بل كان هناك واقع آخر فرض عليهم بل أجبرهم لتحريك ملف الأسرى لتنفيذ الاتفاقات في المفاوضات السابقة وأهمها اتفاقات جنيف التي تمخضت عن اتفاقات السويد مرورا بمفاوضات الأردن السابقة ثم عمان الأخيرة والتي كان الطرف الآخر يضع أمامها كل العراقيل لإفشالها بدليل أنهم كانوا يذهبون إلى أماكن الاتفاقات في كل مفاوضة بدون قوائم لكشوفات الأسرى بل لم تكن لديهم قاعدة بيانات بعدد أسراهم أو أسرانا لديهم وهذا ما جعلهم الآن يوافقون على التعجيل لتبادل الأسرى هو الآتي : 1-تغير قواعد الاشتباك التي فرضتها قواتنا في جميع الجبهات بتحولها إلى وضع العمليات الهجومية الاستراتيجية 2- تغير خارطة مسرح العمليات العسكرية إيجابياً لصالح قواتنا في أهم الجبهات التي كان يعتبرها العدو استراتيجية لبقائه ومنطلقاً لتنفيذ خطط أجنداته الاستعمارية لا سيما الجبهة الشرقية عامه وجبهة مأرب بشكل خاص بالتزامن مع إفشال خططه التصعيدية في جبهة الساحل الغربي التي تكللت بفك الحصار عن مدينة الدريهمي وتدمير وقتل وأسر ما يعادل أكثر من لواء ميكا 3- تماسك الجبهة الداخلية أمنيا وتمثل ذلك بإحباط كل مؤامرات العدو للنيل من رقي الأداء الأمني المتماسك والمنسق بين كل أجهزته الذي أدى بقدراته إلى إحباط كل المؤامرات عبر أدوات الخونه والعملاء قبل تنفيذهم لمخططاتهم الإجرامية المتنوعة والتي اعرض الإعلام الأمني كثيراً منها خلال مدة العدوان وأصبح طابور العدوان الخامس وحروب الجيل الرابع والخامس غير ذي جدوى بل تشكل عليه عبئاً كبيراً ماليا وبمردود سلبي يفضح خسة وانحطاط دول العدوان .. - وايضا تماسك الجبهة المجتمعية والجبهة الاقتصادية وإدارتها بشكل يظهرها بحسابات العدو وبكل المقاييس انتصارا على الحصار وحروب العملة والطاقة.. - أيضا نجاح الإعلام الوطني من افشال الحرب النفسية على شعبنا وذلك بالتصدي والكشف عن كل الشائعات المضللة في جميع اتجاهاتها واهما ما تقوم به منصات التضليل المعادي عبر وسائل التواصل الاجتماعي 4- أحست الدول الراعية للعدوان على اليمن عن فشلها في أغلب الملفات لا سيما العسكري ورأت أن لا أفق يرجح الكفة لصالح عملائهم ومرتزقتهم بل إن الانتصارات التي يحققها الجيش واللجان الشعبية مستمرة وبشكل متصاعد فلجأت تلك الدول وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا إلى الأممالمتحدة والصليب الأحمر الدولي كملاذ منقذ أخير لتحريك ملف الأسرى مقابل التهدئة النسبية عسكرياً لترك مجال ممهد لمفاوضات مرتقبة وهذا يجعلنا نقف أمام واقع أن سواعد الرجال في الجبهات ومنها سواعد الأبطال الأسرى هي من خلقت هذا الواقع وجعلت أي سقف تفاوضي مرتفعاً.. وهي من جعلت السعودي ينتقل من المكان الذي كان يتستر خلفه على أنه وسيط جعلته يأتي بل جذبته مرغماً للجلوس إلى طاولة المفاوضات للتفاوض على أسراه... وتلك الانتصارات هي نفسها من ستجلب الإماراتي وغيرهم ممن لهم أسرى لدينا وكما أوضح الأخ رئيس لجنة الأسرى الأستاذ عبدالقادر المرتضى من أن لدينا من الأوراق القوية الرابحة والضاغطة بخصوص ملف الأسرى ما يجعلنا نؤكد على أننا سنحرر جميع أسرانا فلدينا الآف الأسرى من المرتزقة والكثير من القادة والضباط والعسكريين السعوديون وغيرهم 5- تزايد عدد الأسرى من قوى العدوان بيد الجيش واللجان الشعبية وبشكل كبير خلال العام الحالي 2020م كل تلك العوامل جعلت العدو يدرك أن ملف الأسرى لم يعد يشكل عامل ضغط على قيادة الثورة وعلى القادة العسكريين والأمنيين والسياسيين بل أصبح عبئاً عليهم هم نظراً لفشل حساباتهم فعدد الأسرى منهم في تزايد وعدد الحشود الرافدة لجبهاتنا في تزايد أيضا فهذا النقيض أسقط تلك الحسابات التي كانوا يعتقدون من خلالها أن بقاء الأسرى لديهم سيضعف الجبهات من العنصر البشري ومن الدلائل التي يجب أن نقف عندها هي: -أن العدو بلجوئه لتحريك ملف الأسرى وبإصرار أممي يوحي أن هناك مؤامرة لتصعيد عسكري كما عهدنا ذلك طيلة مدة العدوان - إن قيادات حكومة العملاء أكثر خسةً من أسيادهم الأعراب وان الأعراب أكثر خسةً من أسيادهم اليهود والنصارى وقد تمثل ذلك من خلال التعامل الوحشي والاإنساني مع أسرانا لديهم في سجون عدنومأرب على وجه الخصوص حيث اتضح أن سبعة من أسرانا قد استشهدوا وهم تحت التعذيب في سجونهم علاوة على المعاملة غير الإنسانية في كل ما يتعلق بصحة وسلامة الأسرى دينيا وإنسانيا وأخيرا هناك بعض الرسائل الهامة التي أرسلت لكل المتورطين في العدوان على اليمن وذلك من خلال عظمة الاستقبال الشعبي والرسمي للأسرى بتلك الحشود الغفيرة التي أكدت للأعداء وللعالم بأن لكل أسير من أسرانا ليس أسرةً تنتظره بل أمة بكاملها تنتظره وتسانده وستفعل المستحيل لتحريره وتحرير كل شبر من ارض الوطن الغالي.. تلك الأمة التي على رأسها قائد مجاهد رباني لا يقبل إلى بالنصر والعزة والكرامة والقوة لهذا الشعب الإيماني الكبير والعظيم..