العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لعنة الفراعنة وسبب غرق التيتانيك وجنوح سفينة السويس واصطدام قطارين سوهاج
نشر في 26 سبتمبر يوم 31 - 03 - 2021

كشف وزير السياحة والآثار المصري خالد العنانى، حقيقة ما تسمى ب "لعنة الفراعنة"، التي شاع أنها سبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد بما في ذلك جنوح سفينة بقناة السويس وكارثة اصطدام قطارين بسوهاج في صعيد مصر.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها العناني، اليوم الأربعاء، لصحيفة "اليوم السابع" من داخل المتحف القومي للحضارة المصرية، في قلب مدينة الفسطاط التاريخية بمنطقة مصر القديمة بالقاهرة.
وقال العناني: "أنا أؤمن ببركة الفراعنة، والخير الذى أتى إلينا منهم على مدار مئات السنين، والذى يأتى إلينا منهم فى المستقبل".
وتابع: "لا أؤمن بلعنة الفراعنة، فأنا أعمل طوال مسيرتي المهنية فى مجال الآثار، وسط المقابر والتوابيت، والفراعنة هم من جعلونا نرفع رأسنا وسط بلاد العالم لأننا ننتمي لأعظم حضارة فى التاريخ".
وأضاف الوزير المصري: "أود أن أشكر الأجداد الذين يساعدون مصر حتى الآن، فهم السبب في السياحة فى مصر، فعندما تقول لأي أجنبي فى العالم أنا مصري، يقولون لك هل رأيت حتشبسوت؟ (ملكة فرعونية حكمت مصر بعد وفاة زوجها تحتمس الثاني)، هل رأيت الهرم؟ فربنا يديم بركة الفراعنة علينا وعلى مصر".
ومؤخرا تناقت صفحات بمواقع التواصل الاجتماعي في مصر شائعات أرجعت أحداث تعرضت لها البلاد مؤخرا إلى "موكب المومياوات".
وفي حدث فريد من نوعه يشهد العالم يوم 3 أبريل/نيسان 2021 انتقال 22 مومياء ملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى قاعات جديدة بمتحف الحضارة بالفسطاط.
وترجع المومياوات الملكية إلى عصر الأسر 17، 18، 19، 20، من بينها 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات، منهم مومياء الملك رمسيس الثاني، والملك سقنن رع، والملك تحتمس الثالث، والملك ستي الأول، والملكة حتشبسوت، والملكة ميرت آمو.
ومن المقرر أن يبدأ خط سير المومياوات من ميدان التحرير مرورا بميدان سيمون بوليفار وكورنيش النيل بحيي السيدة زينب ومصر القديمة، وصولا لمتحف الحضارات.
وكانت كتابات عثر عليها في مقابر عدد من ملوك مصر الفرعونية تحذر من نقل المومياوات من المقابر، بينها "سيضرب الموت بجناحيه السامين كل من يعكر صفو الملك"، اكتشفت منقوشة على مقبرة الملك المصري توت عنخ آمون.
أسباب الموت بعد فتح مقابر المصريين القدماء
"سيضرب الموت بجناحيه السامين كل من يعكر صفو الملك"، عبارة اكتشفت منقوشة على مقبرة الملك المصري توت عنخ آمون، وهي عبارة كثيرا ما أثارت الجدل حتى اليوم.
الحديث عن لعنة الفراعنة ليس وليد اللحظة، إلا أن الحدث المرتقب بنقل ملوك مصر من المتحف المصري بالتحرير، في موكب مهيب، إلى المتحف القومي للحضارة المصرية، في الثالث من أبريل/نيسان المقبل، أعاد الحديث للواجهة مرة أخرى في الشارع المصري.
لعنة الفراعنة...ما هي أخطار توابيت المومياء المكتشفة في مصر
وعلى مر التاريخ وقعت الكثير من الحوادث التي ربطها العامة بما يسمى ب"لعنة الفراعنة"، إلا أن الأثريين والأكاديميين دائما ما يرجعونها لأسباب علمية، وينكرون مسألة وجود اللعنة.
زاهي حواس ينفي
في البداية قال الدكتور زاهي حواس وزير الأثار المصري الأسبق، إن الحديث عن لعنة الفراعنة "لا أساس له".
وأضاف حواس في تصريحات خاصة ل"سبوتنيك"، أن جميع الحوادث التي وقعت عقب فتح بعض المقابر في السابق كانت بسبب الجراثيم الموجودة في المقبرة، وهي لها علاقة بالمومياوات الموجودة منذ آلاف السنوات.
وأوضح حواس أن الربط بين الوقائع الحالية في مصر أو التاريخية ولعنة الفراعنة غير صحيح، خاصة أن أعمال السحر لا يمكنها أن تبقى لسنوات، وأن العبارات المنقوشة على أبواب بعض المقابر كانت للترهيب.
من ناحيته قال بسام الشماع المؤرخ وكاتب المصريات، إن كل ما يروج عن "لعنة الفراعنة" غير صحيح.
وأضاف في حديثه ل"سبوتنيك"، أن العبارات التي سجلت والأشكال التي نحتت على جدران المعابد كانت تعبر عن تخيل المصري القديم بأن هذه الأشكال المنحوتة يمكن أن تتحول إلى حقيقة، منها الثعابين والأسود والتماسيح.
العفن القاتل
يوضح الشماع أن بعض المومياوات كانت تحمل "عفن"، يمكن أن يؤدي إلى نزيف في الرئة.
وأشار إلى أن بعض أنواع الجدران كانت تغطى ببعض أنواع البكتريا، وهي تهاجم الجهاز التنفسي، وتؤدي إلى الوفاة فيما بعد.
ضمن الأشياء التي وجدت في التوابيت والتي تؤدي إلى حرقان في العين والأنف والالتهاب الرئوي، يمكن أن تؤدي إلى الموت، هي غاز "الأمونيا" بحسب الشماع.
فضلات الخفافيش
كما وجد داخل بعض المقابر فضلات الخفافيش، والتي تحمل الفطر الذي يؤدي إلى الأمراض التنفسية المشابهة للإنفلونزا، لافتا إلى أن جميع الأسباب العلمية المذكورة يمكن أن تؤدي للوفاة أو لا، حيث يختلف ذلك من حالة لأخرى، بحسب المؤرخ المصري.
نصوص اللعنات
يشير الشماع إلى أن إيمان المصري القديم بالعالم الآخر دفعه لبناء المقابر وضرورة احترام المتوفي، وحاول أن يحافظ عليه وعلى ممتلكاته عبر العبارات التي أطلق عليها "نصوص اللعنة".
نص تم نقشه في مقبرة ملكية مصرية:
"ملعونون هم الذين يقلقون راحة الملك، هم من سوف يکسر ختم هذه المقبرة سيقابل الموت بواسطة مرض لا يستطيع أي طبيب أن يشخصه".
وذكر بسام الشماع، أنه في مقبرة "خنتى كا خيتى" سقارة بالأسرة السادسة، كتب على الواجهة: "بالنسبة للذين يدخلون مقبرتي هذه نُجساء، وسوف يُحاكمون، وتكون لهم نهاية، وسوف أهجم على رقبتهم كطائر، وسوف أبُث رُعبي فيه".
وفى مقبرة "عنخ تيفى" نقش على الواجهة: "أى شخص يفعل شراً أو سوءا لهذا التابوت، فربما حمن "معبود" لن تتقبل منه أي قرباناً تُقدمه ولن يرثه أي وريث".
كذلك التحذير القائل: "أى شخص يفعل شيء ضد مقبرة "منتو إم حات" سوف يكون بدون وريث من زوجته".
وقائع ارتبطت ب "لعنة الفراعنة"
على الرغم من الجزم بعدم وجود ما يسمى باللعنة إلا أن الكثير من الوقائع التاريخية أرجعت أسبابها إلى"لعنة الفراعنة"، وهو ما يوضحه مجدي شاكر كبير أثريين بوزارة الآثار المصرية، غير أنه يوضح أن هذه الوقائع جرى الحديث خلال حدوثها عن نفس الشيء، ولا يجزم شاكر بما يسمى ب "لعنة الفراعنة".
في حديثه ل"سبوتنيك"، يضيف شاكر أن السحر كان من الأشياء الهامة عند القدماء المصريين، بل ارتبط السحر بالدين، وبناء عليه ارتفعت مكانة الكهنة لدى الفراعنة، بتعليمهم السحر.
بحسب شاكر كان السحر الأكثر شيوعا عند المصري القديم هو السحر الدفاعي، بهدف طرد الأرواح الشريرة.
على الرغم من تحقيق آلاف الاكتشافات الأثرية وآلاف الأبحاث، التي أجراها العلماء حول الحضارة المصرية القديمة، يرى شاكر أن السحر لا يزال سرا من أسرار الحضارة المصرية القديمة.
نصوص السحر
بعض النصوص غير المفهومة سجلت على جدران حجرات الدفن الموجودة أسفل أهرامات الملوك والملكات منذ أواخر عهد الأسرة الخامسة الفرعونية تحديدا، وعصر الملك "ونيس" (2356 – 2323)، ويرى شاكر أنها ترتبط بالسحر.
نصوص اللعنة
النصوص التي وجدت على أبواب المقابر وجدرانها أطلق عليها "نصوص اللعنة"، غير أن البعض يرى أنها للترهيب والمحافظة على المقابر لا أكثر، خاصة أن بناة المقابر الفرعونية في بعض الأسر هم الذين فتحوها وسرقوا ما فيها.
حفائر الأهرامات
يعود شاكر بالحديث عن الوقائع التي جرت قبل عقود طويلة، والتي جرى الحديث حينها أيضا عن علاقتها بلعنة الفراعنة.
ضمن هذه الوقائع ما جرى في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، حيث قام ريتشارد و"ليام فايس" مع المهندس "جون شاي"، من البعثات العاملة في مصر، بالحفائر داخل الأهرامات الثلاثة، وخلال العام 1837، عثر على تابوت من حجر البازلت داخل هرم "منكاورع" بوزن ثلاثة أطنان.
الكتابات التي وجدت على التابوت كانت غير مفهومة، وشحن على ظهر السفينة بياتريس لميناء ليفربول الإنجليزى، لكنها غرقت قبالة السواحل الإسبانية في البحر المتوسط، ولم يحدد موقع غرقها حتى الآن، نظرا لغرق الطاقم بالكامل.
اللعنة في العصر الحديث
يشير الخبير الأثري إلى أنه من ضمن الوقائع التي أشير إلى ارتباطها بلعنة الفراعنة، غرق السفينتين "تيتانيك" و"باتريس" في المحيط الأطلنطي والبحر المتوسط، وأن القاسم المشترك بينهما أنهما كانا يحملان بعض القطع الأثرية المصرية.
كانت السفينة "تيتانيك" متجهة إلى نيويورك، حيث خرجت من لندن في العاشر من أبريل/نيسان 1912، إلا أنها اصطدمت بجبل جليدي وغرق معظم ركابها.
يشير شاكر إلى أن الرواية التي تداولت حينها، أن سبب الغرق يرجع لوجود "مومياء لأميرة فرعونية مصرية" على متن الباخرة وغرقت هي الأخرى مع الركاب.
بحسب الرواية فإن المومياء اشتراها أمريكي خلال تواجده في مدينة الأقصر المصرية (جنوب) عام 1910، ومن ثم باعها للعالم الإنجليزي "دوجلاس موراي" في إنجلترا، إلا أنه مات قبل أن يصرف الشيك، وتعرض دوجلاس لطلق ناري في رحلة صيد، وبترت يده، بحسب الرواية التي تم تداولها والتي ربط العامة بينها وبين المومياء حينها أيضا.
لم تقف الرواية عند هذا الحد، حيث روج أيضا أن دوجلاس أهدى المومياء للمتحف البريطاني، فتوفى البعض من العمال المكلفين بنقلها والعالم الذي استلمها والمصور الذى حاول تصويرها، وجميعها روايات تناقلت شفهية دون الاستناد إلى أي سبب علمي.
الحادثة الأشهر
تعد أشهر الحوادث تلك التي ارتبطت بفتح مقبرة الملك توت عنخ آمون في فبراير/ شباط 1922، والتي اكتشفها عالم الآثار الإنجليزي هوارد كارتر، في وادي الملوك غرب طيبة بالأقصر حيث وجد العبارة القائلة:
"سيضرب الموت بجناحيه السامين كل من يعكر صفو الملك".
يشير شاكر إلى أن نحو 40 عاملا من الذين شاركوا في فتح المقبرة توفوا في ظروف غامضة، وأن بعضهم مات بالحمى وبعضهم انتحر.
أسباب علمية
رغم تعدد الحوادث وكثرتها والربط بينها وبين لعنة الفراعنة، إلا أن خبراء الآثار يشيرون إلى أن أسباب الموت التي تتبع عملية فتح المقابر، أو التوابيت تتعلق بالسموم التي كانت توضع في المقابر والمومياوات، وكذلك مواد التحنيط التي كانت تتفاعل وينتج عنها الجراثيم غير المرئية التي تسبب الحمى والوفاة بعد أيام من دخولها للجسم.
كشف وزير السياحة والآثار المصري خالد العنانى، حقيقة ما تسمى ب "لعنة الفراعنة"، التي شاع أنها سبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد بما في ذلك جنوح سفينة بقناة السويس وكارثة اصطدام قطارين بسوهاج في صعيد مصر.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها العناني، اليوم الأربعاء، لصحيفة "اليوم السابع" من داخل المتحف القومي للحضارة المصرية، في قلب مدينة الفسطاط التاريخية بمنطقة مصر القديمة بالقاهرة.
وقال العناني: "أنا أؤمن ببركة الفراعنة، والخير الذى أتى إلينا منهم على مدار مئات السنين، والذى يأتى إلينا منهم فى المستقبل".
وتابع: "لا أؤمن بلعنة الفراعنة، فأنا أعمل طوال مسيرتي المهنية فى مجال الآثار، وسط المقابر والتوابيت، والفراعنة هم من جعلونا نرفع رأسنا وسط بلاد العالم لأننا ننتمي لأعظم حضارة فى التاريخ".
وأضاف الوزير المصري: "أود أن أشكر الأجداد الذين يساعدون مصر حتى الآن، فهم السبب في السياحة فى مصر، فعندما تقول لأي أجنبي فى العالم أنا مصري، يقولون لك هل رأيت حتشبسوت؟ (ملكة فرعونية حكمت مصر بعد وفاة زوجها تحتمس الثاني)، هل رأيت الهرم؟ فربنا يديم بركة الفراعنة علينا وعلى مصر".
ومؤخرا تناقت صفحات بمواقع التواصل الاجتماعي في مصر شائعات أرجعت أحداث تعرضت لها البلاد مؤخرا إلى "موكب المومياوات".
وفي حدث فريد من نوعه يشهد العالم يوم 3 أبريل/نيسان 2021 انتقال 22 مومياء ملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى قاعات جديدة بمتحف الحضارة بالفسطاط.
وترجع المومياوات الملكية إلى عصر الأسر 17، 18، 19، 20، من بينها 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات، منهم مومياء الملك رمسيس الثاني، والملك سقنن رع، والملك تحتمس الثالث، والملك ستي الأول، والملكة حتشبسوت، والملكة ميرت آمو.
ومن المقرر أن يبدأ خط سير المومياوات من ميدان التحرير مرورا بميدان سيمون بوليفار وكورنيش النيل بحيي السيدة زينب ومصر القديمة، وصولا لمتحف الحضارات.
وكانت كتابات عثر عليها في مقابر عدد من ملوك مصر الفرعونية تحذر من نقل المومياوات من المقابر، بينها "سيضرب الموت بجناحيه السامين كل من يعكر صفو الملك"، اكتشفت منقوشة على مقبرة الملك المصري توت عنخ آمون.
أسباب الموت بعد فتح مقابر المصريين القدماء
"سيضرب الموت بجناحيه السامين كل من يعكر صفو الملك"، عبارة اكتشفت منقوشة على مقبرة الملك المصري توت عنخ آمون، وهي عبارة كثيرا ما أثارت الجدل حتى اليوم.
الحديث عن لعنة الفراعنة ليس وليد اللحظة، إلا أن الحدث المرتقب بنقل ملوك مصر من المتحف المصري بالتحرير، في موكب مهيب، إلى المتحف القومي للحضارة المصرية، في الثالث من أبريل/نيسان المقبل، أعاد الحديث للواجهة مرة أخرى في الشارع المصري.
لعنة الفراعنة...ما هي أخطار توابيت المومياء المكتشفة في مصر
وعلى مر التاريخ وقعت الكثير من الحوادث التي ربطها العامة بما يسمى ب"لعنة الفراعنة"، إلا أن الأثريين والأكاديميين دائما ما يرجعونها لأسباب علمية، وينكرون مسألة وجود اللعنة.
زاهي حواس ينفي
في البداية قال الدكتور زاهي حواس وزير الأثار المصري الأسبق، إن الحديث عن لعنة الفراعنة "لا أساس له".
وأضاف حواس في تصريحات خاصة ل"سبوتنيك"، أن جميع الحوادث التي وقعت عقب فتح بعض المقابر في السابق كانت بسبب الجراثيم الموجودة في المقبرة، وهي لها علاقة بالمومياوات الموجودة منذ آلاف السنوات.
وأوضح حواس أن الربط بين الوقائع الحالية في مصر أو التاريخية ولعنة الفراعنة غير صحيح، خاصة أن أعمال السحر لا يمكنها أن تبقى لسنوات، وأن العبارات المنقوشة على أبواب بعض المقابر كانت للترهيب.
من ناحيته قال بسام الشماع المؤرخ وكاتب المصريات، إن كل ما يروج عن "لعنة الفراعنة" غير صحيح.
وأضاف في حديثه ل"سبوتنيك"، أن العبارات التي سجلت والأشكال التي نحتت على جدران المعابد كانت تعبر عن تخيل المصري القديم بأن هذه الأشكال المنحوتة يمكن أن تتحول إلى حقيقة، منها الثعابين والأسود والتماسيح.
العفن القاتل
يوضح الشماع أن بعض المومياوات كانت تحمل "عفن"، يمكن أن يؤدي إلى نزيف في الرئة.
وأشار إلى أن بعض أنواع الجدران كانت تغطى ببعض أنواع البكتريا، وهي تهاجم الجهاز التنفسي، وتؤدي إلى الوفاة فيما بعد.
ضمن الأشياء التي وجدت في التوابيت والتي تؤدي إلى حرقان في العين والأنف والالتهاب الرئوي، يمكن أن تؤدي إلى الموت، هي غاز "الأمونيا" بحسب الشماع.
فضلات الخفافيش
كما وجد داخل بعض المقابر فضلات الخفافيش، والتي تحمل الفطر الذي يؤدي إلى الأمراض التنفسية المشابهة للإنفلونزا، لافتا إلى أن جميع الأسباب العلمية المذكورة يمكن أن تؤدي للوفاة أو لا، حيث يختلف ذلك من حالة لأخرى، بحسب المؤرخ المصري.
نصوص اللعنات
يشير الشماع إلى أن إيمان المصري القديم بالعالم الآخر دفعه لبناء المقابر وضرورة احترام المتوفي، وحاول أن يحافظ عليه وعلى ممتلكاته عبر العبارات التي أطلق عليها "نصوص اللعنة".
نص تم نقشه في مقبرة ملكية مصرية:
"ملعونون هم الذين يقلقون راحة الملك، هم من سوف يکسر ختم هذه المقبرة سيقابل الموت بواسطة مرض لا يستطيع أي طبيب أن يشخصه".
وذكر بسام الشماع، أنه في مقبرة "خنتى كا خيتى" سقارة بالأسرة السادسة، كتب على الواجهة: "بالنسبة للذين يدخلون مقبرتي هذه نُجساء، وسوف يُحاكمون، وتكون لهم نهاية، وسوف أهجم على رقبتهم كطائر، وسوف أبُث رُعبي فيه".
وفى مقبرة "عنخ تيفى" نقش على الواجهة: "أى شخص يفعل شراً أو سوءا لهذا التابوت، فربما حمن "معبود" لن تتقبل منه أي قرباناً تُقدمه ولن يرثه أي وريث".
كذلك التحذير القائل: "أى شخص يفعل شيء ضد مقبرة "منتو إم حات" سوف يكون بدون وريث من زوجته".
وقائع ارتبطت ب "لعنة الفراعنة"
على الرغم من الجزم بعدم وجود ما يسمى باللعنة إلا أن الكثير من الوقائع التاريخية أرجعت أسبابها إلى"لعنة الفراعنة"، وهو ما يوضحه مجدي شاكر كبير أثريين بوزارة الآثار المصرية، غير أنه يوضح أن هذه الوقائع جرى الحديث خلال حدوثها عن نفس الشيء، ولا يجزم شاكر بما يسمى ب "لعنة الفراعنة".
في حديثه ل"سبوتنيك"، يضيف شاكر أن السحر كان من الأشياء الهامة عند القدماء المصريين، بل ارتبط السحر بالدين، وبناء عليه ارتفعت مكانة الكهنة لدى الفراعنة، بتعليمهم السحر.
بحسب شاكر كان السحر الأكثر شيوعا عند المصري القديم هو السحر الدفاعي، بهدف طرد الأرواح الشريرة.
على الرغم من تحقيق آلاف الاكتشافات الأثرية وآلاف الأبحاث، التي أجراها العلماء حول الحضارة المصرية القديمة، يرى شاكر أن السحر لا يزال سرا من أسرار الحضارة المصرية القديمة.
نصوص السحر
بعض النصوص غير المفهومة سجلت على جدران حجرات الدفن الموجودة أسفل أهرامات الملوك والملكات منذ أواخر عهد الأسرة الخامسة الفرعونية تحديدا، وعصر الملك "ونيس" (2356 – 2323)، ويرى شاكر أنها ترتبط بالسحر.
نصوص اللعنة
النصوص التي وجدت على أبواب المقابر وجدرانها أطلق عليها "نصوص اللعنة"، غير أن البعض يرى أنها للترهيب والمحافظة على المقابر لا أكثر، خاصة أن بناة المقابر الفرعونية في بعض الأسر هم الذين فتحوها وسرقوا ما فيها.
حفائر الأهرامات
يعود شاكر بالحديث عن الوقائع التي جرت قبل عقود طويلة، والتي جرى الحديث حينها أيضا عن علاقتها بلعنة الفراعنة.
ضمن هذه الوقائع ما جرى في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، حيث قام ريتشارد و"ليام فايس" مع المهندس "جون شاي"، من البعثات العاملة في مصر، بالحفائر داخل الأهرامات الثلاثة، وخلال العام 1837، عثر على تابوت من حجر البازلت داخل هرم "منكاورع" بوزن ثلاثة أطنان.
الكتابات التي وجدت على التابوت كانت غير مفهومة، وشحن على ظهر السفينة بياتريس لميناء ليفربول الإنجليزى، لكنها غرقت قبالة السواحل الإسبانية في البحر المتوسط، ولم يحدد موقع غرقها حتى الآن، نظرا لغرق الطاقم بالكامل.
اللعنة في العصر الحديث
يشير الخبير الأثري إلى أنه من ضمن الوقائع التي أشير إلى ارتباطها بلعنة الفراعنة، غرق السفينتين "تيتانيك" و"باتريس" في المحيط الأطلنطي والبحر المتوسط، وأن القاسم المشترك بينهما أنهما كانا يحملان بعض القطع الأثرية المصرية.
كانت السفينة "تيتانيك" متجهة إلى نيويورك، حيث خرجت من لندن في العاشر من أبريل/نيسان 1912، إلا أنها اصطدمت بجبل جليدي وغرق معظم ركابها.
يشير شاكر إلى أن الرواية التي تداولت حينها، أن سبب الغرق يرجع لوجود "مومياء لأميرة فرعونية مصرية" على متن الباخرة وغرقت هي الأخرى مع الركاب.
بحسب الرواية فإن المومياء اشتراها أمريكي خلال تواجده في مدينة الأقصر المصرية (جنوب) عام 1910، ومن ثم باعها للعالم الإنجليزي "دوجلاس موراي" في إنجلترا، إلا أنه مات قبل أن يصرف الشيك، وتعرض دوجلاس لطلق ناري في رحلة صيد، وبترت يده، بحسب الرواية التي تم تداولها والتي ربط العامة بينها وبين المومياء حينها أيضا.
لم تقف الرواية عند هذا الحد، حيث روج أيضا أن دوجلاس أهدى المومياء للمتحف البريطاني، فتوفى البعض من العمال المكلفين بنقلها والعالم الذي استلمها والمصور الذى حاول تصويرها، وجميعها روايات تناقلت شفهية دون الاستناد إلى أي سبب علمي.
الحادثة الأشهر
تعد أشهر الحوادث تلك التي ارتبطت بفتح مقبرة الملك توت عنخ آمون في فبراير/ شباط 1922، والتي اكتشفها عالم الآثار الإنجليزي هوارد كارتر، في وادي الملوك غرب طيبة بالأقصر حيث وجد العبارة القائلة:
"سيضرب الموت بجناحيه السامين كل من يعكر صفو الملك".
يشير شاكر إلى أن نحو 40 عاملا من الذين شاركوا في فتح المقبرة توفوا في ظروف غامضة، وأن بعضهم مات بالحمى وبعضهم انتحر.
أسباب علمية
رغم تعدد الحوادث وكثرتها والربط بينها وبين لعنة الفراعنة، إلا أن خبراء الآثار يشيرون إلى أن أسباب الموت التي تتبع عملية فتح المقابر، أو التوابيت تتعلق بالسموم التي كانت توضع في المقابر والمومياوات، وكذلك مواد التحنيط التي كانت تتفاعل وينتج عنها الجراثيم غير المرئية التي تسبب الحمى والوفاة بعد أيام من دخولها للجسم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.