ما أود توضيحه في البداية هو أن ثورة ال21 من سبتمبر 2014 م ما هي إلا امتداد للثورات اليمنية التحررية الخالدة 26 سبتمبر و14 أكتوبر، ليس ذلك فحسب بل إن ثورة ال21 من سبتمبر كانت أشد وأقسى على المستكبرين والمتسلطين على الشعوب والبلدان وفي مقدمتهم الإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية، والأنظمة العربية العميلة والمتسلطة وفي مقدمتها النظام السعودي والإماراتية. بل القول الفصل إن هذه الثورة المباركة ثورة شعبية عارمة فجرها وقادها رجال وأبطال عظماء على رأسهم قائد الثورة المجاهد العلم السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي - حفظه الله- عندما استشعر بالخطر الكبير المحدق بالوطن اليمني والأمة، مخططات تآمر الأعداء على بلادنا، خصوصاً مخططاتهم الإجرامية التي قد كانت أعدت لغزو اليمن واحتلاله وتقسيمه إلى أقاليم وكنتونات يحكمها عملاء موالين لهم يأتمرون بأمرهم وينفذون أجندتهم على حساب كرامة واستقلال ووحدة اليمن. وبتلك الروح الثورية الصادقة التي تنشد الحرية والعزة لليمن وقطع يد الوصاية والتبعية للخارج بكل أشكالها، هبت جموع الشعب بمختلف مكوناتهم وانتماءاتهم السياسية، فكتب لهذه الثورة النجاح الكبير وتمكنت من قطع دابر الأعداء، الذين ناصبوا العداء لهذه الثورة لأنهم أدركوا أن زمن الوصاية على اليمن وقراره السيادي والسياسي قد ولى، فما كان منهم إلا أن شنوا عدوانهم العسكري الظالم في 26 مارس 2015م.. واليوم وبعد سبع سنوات من هذا العدوان وجرائم القتل والتدمير، قابلها شعبنا بالمزيد من الصمود والثبات والالتفاف حول القيادة الثورية والسياسية، هاهو عدوان الشر ومرتزقته يتجرعون الهزائم النكراء، ويولون الأدبار في كل جبهات المواجهة. كما أن هذه الثورة وبتوفيق من الله وحنكة قائد الثورة قضت على الفساد الذي كان مستشرياً في البلاد لعقود من الزمن، وبقدر ما حررت الثورة الوطن من الوصاية والهيمنة الخارجية التي كانت قد وصلت قبل الثورة إلى ذروتها من خلال المبادرة الخليجية التي عطلت دستور الجمهورية اليمنية، وربطت كل مفاصل الدولة وقراراتها بموافقة الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا والنظام السعودي والإماراتي.. أضف إلى أن ثورتنا المباركة أعادت لليمن اعتباراته الحضارية والتاريخية وهويته الإيمانية التي عرف بها منذ فجر الإسلام بمناصرته وولائه للرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه وآله، وقادت البلاد إلى بر الأمان والعزة والحرية، فرسم اليمنيون من وهج هذه الثورة مسيرة البناء والتقدم في العديد من المجالات، ففي الوقت الذي يتعرض شعبنا للعدوان والحصار، ومن بين أكوام الخراب والدمار وأشلاء الشهداء الذين يستهدفهم العدوان بغاراته الجوية، رأينا التصنيع العسكري يتخطى المستحيل وينجح في صناعة وتطوير القوة الصاروخية والطيران المسير ومنظومات الردع بمراحلها المختلفة، ومختلف الأسلحة التي استطاعت الوصول إلى عمق العدو، وضرب أهداف عسكرية وحيوية أربكت العدو وجعلته يولول مستغيثاً بأسياده الأمريكان والصهاينة من البأس اليمني الذي لم ير منه إلا القليل. وهاهي ملامح النصر اليماني يرسمها الأحرار المجاهدون من أبناء الجيش واللجان الشعبية في أروع صورها، وقريباً وبإذن الله تعالى سيحتفل أحرار اليمن بالنصر المبين الكبير، الذي سيمثل انتصاراً وانجازاً لثورة 21 سبتمبر وكل الثورات اليمنية، وانتصار لإرادة شعب الإيمان والحكمة الذي سطر بثباته وصبره وتضحياته صفحات التاريخ اليمني الحديث والمعاصر، معلناً ميلاد الدولة اليمنية القادرة والقوية، ذات السيادة والاستقلال اليمني، الدولة اليمنية الموحدة التي سيكون لها ثقلها ومكانتها في المنطقة والعالم.