تاريخ مدينة عدن وموقعها الجغرافي واهميتها الاستراتيجية جعلها محطة اطماع مستعمرين وميدان صراع دولي على مر العصور حتي وقتنا الحاضر للسيطرة على هذه المنطقة الحيوية من العالم . وما عدوان 2015 م الا حلقة من حلقات تلك المطامع والصراع لقوى الهيمنة الاستعمارية مستغلين انهيار الدولة المركزية اليمنية . أجمع الكثير من المؤرخين والرحالة على ان عدن كانت في العصور القديمة والوسطى محطة مشهورة للتجارة فقد كانت أقدم أسواق العرب والميناء الحقيقي الوحيد في شبة الجزيرة العربية الذي كانت تتبادل فيه السلع الهنديةوالصينية كما إنها تعتبر من أكبر محطات تبادل السلع التجارية بين الشرق والغرب لفترة طويلة . تحالفات المحيطات إن الموقع والأهمية الاستراتيجية لعدن تؤكد السبب الأساسي في تسابق الدول الأوروبية الاستعمارية للسيطرة عليها حيث إنها منطقة حيوية للاتصال بين تلك الدول والمحيط الهندي لذلك أصبحت عدن منذ نهاية القرن الخامس عشر الميلادي من أهم الموانئ العربية التي تطلع إليها المستعمرون ليحتلها الإنجليز عام 1839م وزاد من أهمية ميناء عدن بعد افتتاح قناة السويس عام 1869م فعدن من الوجهة الحربية كجبل طارق الشرق ومن الوجهة التجارية مركز توريد وتوزيع مهم في البحر العربي ومن الوجهة البحرية مستودع لبواخر العالم التي تجري بين الشرق والغرب .اما خليجها فهو ذلك الحوض المائي العميق الذي يشكل نقطة اتصال بين البحر الأحمر والبحر العربي ويغطي مساحة تقدر بحوالي 205 كم 2ويصل طوله حوالي 920 ميلا أما عرضه فيصل إلى حوالي 300ميل .والأهم من ذلك فعدن قريبة من باب المدخل الجنوبي للبحر الأحمر( باب المندب) وتبعد عنه شرقا بحوالي 160 كم وعليه فهي تشرف على مدخل البحر الاحمر والبحر العربي والمحيط الهندي وتعد أنسب ميناء مقارنة بموانئ أخرى قريبه لذا ظلت عدن بمينائها تحت انظار الاستعمار ومطامعه واستراتيجيته وما عدوان 2015 م على اليمن الا امتداد لتلك الاستراتيجية . ومع ظهور الصين وروسيا كقوى اقتصادية وعسكرية منافسة لأمريكا وغياب بل اضمحلال القوى الأوروبية ودورها نجد اليوم ظهور تحالفات وتكتلات اقتصادية وعسكرية لتلك القوى العالمية ضد بعضها فميدان تلك التحالفات هو البحار والمحيطات والسيطرة عليهما واهمها المحيط الهندي . المقاومة المسلحة رغم المعاهدات التي عقدها المحتل الإنجليزي مع سلاطين ومشائخ القبائل المحيطة بعدن ومنحهم امتيازات ورواتب ليضمن ولائهم يشرعن وجوده في عدن إلا أن روح الثورة والمقاومة ضد الغازي المحتل ما لبثت ان اشتعلت . ويشهد التاريخ بأن مقاومة اليمنيين للوجود الإنجليزي في عدن بعد احتلال الإنجليز لها في 19 يناير 1839م استمرت مشتعلة حتى عام 1854م من حكم الضابط الإنجليزي هينس أول معتمد سياسي بريطاني في عدن. فالمحتل لم يستولوا على عدن الا بعد تضحيات ومقاومة قدم مئات اليمنيون دماءهم الزكية دفاعا عنها . ثم فقدت ارتال اخرى أرواحها بعد الاحتلال محاولة استرداد المدينة من الغزاة وكانت السمة الميزة لتلك المقاومة المسلحة هي صفة الحرب الشعبية التي يشترك فيها معظم أفراد القبائل على اختلاف مسمياتها . كما أن المقاومة لم تنحصر بالقبائل المجاورة وانما شملت الكثير من القبائل اليمنية في الشمال . وبالإضافة الى تلك المقاومة العامة الشاملة التي كانت تضم آلاف المقاتلين كانت هناك مقاومة ومحاولات فردية فدائية لقتل الضباط الانجليز أو اختطافهم بما فيهم المندوب السياسي الإنجليزي هينس نفسه وكانت المقاومة الأولى في نوفمبر 1839م فقد اتفقت القبائل العبدلية والفضلية أن تعد نفسها للقيام بالهجوم على الانجليز في عدن وفي 11 نوفمبر تقدم نحو المدينة حوالى أربعة الاف مقاتل وبدأوا في مهاجمة المراكز البريطانية ونتيجة لاستخدام الانجليز المدفعية وضرب البواخر الحربية للقوات اليمنية استشهد اكثر من 200 مقاتل وجرح ثمانية وثمانون . وهذه كانت اولى المقاومة لانتزاع عدن من المستعمر الانجليز . أناشيد الحرب ثم توالت الهجمات للمقاومة اليمنية من القبائل المجاورة لعدن وبدأت القبائل في لحجوأبين تدعو إلى جهاد الانجليز وكانت الاخبار تنقل أولا بأول الى هينس من بعض جواسيسه في لحج حيث اخبروا ان اجتماعا للمقاتلين تم بين العبادل وال فضل قرب لحج يوم 19 مايو 1840م وانهم قد اتفقوا بأن يتم الهجوم على عدن يوم 21مايو وفي صبيحة ذلك اليوم تحركت القبائل متجهه نحو جبل حديد وقدر عددهم بأكثر من أربعة آلاف وكانوا يواصلون المسيرة على الرغم من انصباب النار عليهم من السفن الحربية الإنجليزية وكانوا يهتفون وينشدون أناشيد الحرب المخيفة كما قال هينس . وقد نجح المجاهدون اليمنيون في احتلال جبل حديد ومنه صوبوا بنادقهم ضد القلعة والمراكب الحربية ثم قاموا بنهب خيام الضباط الانجليز واستمرت المعركة حتي صباح يوم ال22 مايو 1840 م واستشهد فيها 18 مجاهد وجرح ستة عشر حملهم أصحابهم تحت وابل من الرصاص . وكان من تأثير تلك المعركة على المحتل أن كتب هينس إلى بومباي طالبا منها أن تسمح له باحتلال لحج . في حين طالبهم الكولونيل جابون بمزيد من الجنود ومائتين من الخيالة وذلك حتي يحافظ الانجليز على فتح الطرق الى عدن . المعركة الثالثة وفي 4 يونيو 1840 م بلغ الى مسامع هينس بواسطة جواسيسه بأن اليمنيين سيقومون بهجوم اخر على عدن وقد علم ان الهجوم سيتم اليوم الثاني وسيشترك فيه عدة آلاف من المقاتلين وقد قام رئيس الحامية الانجليزية بالاستعداد وتمركز جنوده في الثلاثة الابراج التي بنيت بعد المعركة الاخيرة فوق جبل حديد وذلك لمنع اليمنيين من السيطرة على التل . وفي صباح 5يونيو 1840م تقدم المقاتلين اليمنيين بين جزيرة سوايا وجبل حديد وسرعان ما قام مركب حربي بريطاني كان مستعد بأطلاق النار على القوات اليمنية ولكن المقاتلين اليمنيين لم يبالوا بالنار بل استمروا في تقدمهم نحو جبل حديد. فصبت عليهم النيران من الابراج الثلاثة ومن مركب حربي اخر كان قريبا منهم ولكنهم مع ذلك واصلوا تقدمهم حتى كان هؤلاء الشجعان كما شهد هينس ( وسط نار تصب عليهم من أربع جهات ) ثم وصلوا الى العقبة بين جبل حديد ورأس علي بن محمد . وفي ذات الوقت كانت القوات الفضلية مشتبكة مع قوات الاحتلال على طول السور التركي المحيط بعدن .وبعد انتهاء من هذه المعركة الهامة بلغ عدد الشهداء ثلاثمائة شهيد وحوالي خمسين جريحا . اما بالنسبة للحامية البريطانية فقد كانت حالتها لا حسد عليها فمازالت الطلبات لتعزيزها توجه الى السلطات في الهند واما معسكراتها فكانت موزعة محيطة بمدينة كريتر مقر هينس فكان الكثير من جنودها يضطرون الى الاحتماء بكهوف وبأجراف جبل كريتر من نار المجاهدين عليهم المحرقة . وقد هرب عدد من الجنود الانجليز من الخدمة العسكرية بسبب اشتداد المقاومة المستمرة والتحق اثنان من الهاربين بالخدمة اليمنية في المحا في قسم المدفعية . خيانة اليهود وقد اشترك عنصر الخيانة من قبل بعض العملاء اليمنيين مع عنصر التجسس من قبل اليهود وكانا من العوامل المؤثرة التي أدت الى فشل المقاومة اليمنية في استرجاع عدن وقد اكد هينس ما قام به يهود اليمن من أعمال الجاسوسية حتى أنهم شكلوا طابورا خامسا للتجسس على تحركات المقاومة اليمنية ومعرفة خططهم مما ساعده كثيرا في تدعيم السيطرة الانجليزية على عدن في ذلك الحين فاليهود قد أبدوا له مساعدة فعالة في التجسس على شيوخ القبائل اليمنية التي كانت تدعم المقاومة المسلحة ومعرفة نواياهم منذ بداية الاحتلال وقد اعترف وأوضح في تقاريره لحكومته بأن اليهود هم أفضل العناصر التي استعان بها في اعمال التجسس على اليمنيين وأنهم كانوا ينقلون اليه الأنباء والمعلومات الحقيقية والصحيحة من مواقع متعددة والتي كانوا يقيمون فيها ويعملون بها صيارفة ومحاسبين لدي أئمة وشيوخ القبائل في صنعاء وتعز وقعطبة ولحجوأبين ومعظم المناطق المجاورة لعدن . حيث كانوا على اتصال يومي بهؤلاء الشيوخ والسلاطين ولديهم معرفة دقيقة بأمورهم المالية ونواحي صرفها خصوصا تلك الأموال التي كانت تنفق على الاستعدادات للهجوم على الإنجليز في عدن وكانوا يفعلون ذلك نظير مبالغ تافهة تعطيها لهم الادارة الانجليزية في عدن . واذا كانت ثقة هينس قد بلغت غايتها بالنسبة لليهود فانه في نفس الوقت لم يكن يثق في كثير من العملاء اليمنيين الذين استخدمهم لنفس الغرض نظرا لأن المعلومات التي كانوا ينقلونها اليه اتسمت معظمها بالمبالغة . الجهاد المقدس أن المقاومة اليمنية للاحتلال البريطاني خلال الفترة ( 1839- 1854م ) لم تكن محصورة بالقبائل المجاورة لعدن كالعبدلي بلحج وآل فضل بأبين بل امتدت إلى معظم القبائل اليمنية الأخرى في وسط اليمن وشماله وغربه . فحاكم المخا كأن يقوم بتجميع الأموال واعداد المجاهدين لتطهير عدن من الكفار الإنجليز . وفي عام 1844م طلب حاكم صنعاء الإمام علي بن منصور من سلطان لحج أن ينضم إلى الجهاد المقدس من أجل طرد الإنجليز من عدن بل انه قاد جيش من المقاتلين صوب لحج ولكنه اضطر الى العودة الى صنعاء بعد ان اغتصب احد الائمة السلطة . وكان قد ووصل إلى قعطبة فأوجس الإنجليز في عدن خيفة من حملته تلك خاصة وقد بلغهم نواياه في مواصلة السير جنوبا إلا انه عدل عن ذلك ورجع إلى صنعاء في سبتمبر 1843م . وفي اغسطس 1846م نجد أن مقاومة وجهاد الاحتلال الانجليزي لعدن امتد الى اواسط الجزيرة العربية فهناك إحدى حركات المقاومة العربية العنيفة التي تزعمها الشريف إسماعيل بن الحسن الذي توجه من مسقط رأسه في مكة ومنها بدأ زحفه معلنا الجهاد في سبيل الله لتطهير مدينة عدن من الغزاة الانجليز وقد استطاعت الحركة التي أعلنت مبدأ الجهاد المقدس ان تضم الاتباع المجاهدين من المناطق التي كانت تمر عبرها. ووصل الى ميناء المخا داعيا رجال القبائل الى الالتحاق به واعدا إياهم بالنصر المبين على النصارى الذين يحتلون عدن وكان عدد رجاله ألفين من قبائل عسير وباجل ومن مناطق شمال اليمن حتى وصل إلى لحج أراضي السلطنة العبدلية وقد اتصل الشريف إسماعيل بسلطان لحج والسلطان الفضلي صاحب أبين وسلطان الحواشب وشيخ العقارب ودعاهم إلى إعلان الجهاد ووعدهم بالمعاونة الإلهية وبالنصر على أعدائهم الإنجليز وقد انضم إليه رجال القبائل المتحمسون وقد قام السلطان محسن الفضلي نفسه قام بمعاونة الشريف وجنوده وفرض على أهالي لحج أن يوفروا المؤن لجنود الشريف إسماعيل وتلقى الشريف كذلك الإمدادات الضخمة من القبائل القريبة من لحج وانضم إليه ألف مجاهد من قبيلة العبدلي وخمسمائة مجاهد من قبيلة الفضلي ومائة مجاهد من قبيلة العقربي ومائتان مجاهد من الحواشب . وقد ارتعدت فرائص الانجليز وأصاب الرعب أهالي عدن بعد أن إنتشرت بينهم الشائعات بأن الإنجليز كانوا أضعف من أن يقفوا أمام الشريف إسماعيل وقواته وافعاله الخارقة فبدأوا يتسللون للخروج من عدن إذ بلغ عدد الذين هجروا عدن في ذلك الحين اكثر من ألف شخص وقد انقطعت المواصلات بين عدن والمناطق المجاورة لها مما عطل وصول المؤن إليها . السلاح الجرثومي وكتب الشريف اسماعيل كتابا الى هينس يطلب منه التسليم ويبدوا أنه قد أراد بهذه الرسالة إقناع هينس بالتخلي عن عدن بالطرق السلمية وأراد أن يدخل الرعب في صفوف قواته من خلال تهديده له بمعجزاته الربانية . وقد بدأت عمليات الشريف الهجومية على القوات الانجليزية في عدن في 7 اغسطس 1946م بقوة قوامها أربعمائة مجاهد كقوة استطلاعية بهدف محاولة لاستكشاف مواقع الإنجليز غير أنهم ما كادوا يقتربون من حدود عدن حتى اشتبكوا مع القوات البريطانية التي أجبرتهم على الانسحاب تاركين خلفهم ستة شهداء وسبعة عشر جريحا وثلاثة أسرى .وقد أعقب ذلك عدة مناوشات ففي 11 اغسطس 1946م زحف الشريف إسماعيل الى منطقة الشيخ عثمان وعسكرت قواته هناك وأمر ألفا ومائتين من رجاله بالتقدم نحو جسر خور مكسر الذي يصل بين عدن والشيخ عثمان . وفي 26 اغسطس زحف ألفان من رجاله نحو عدن ولكنهم قوبلوا بوابا من نيران القوات البريطانية وعندما رأى السيد إسماعيل فشل محاولاته وأن الناس بدأوا يشككون بمقدرته أمر بالزحف العام نحو عدن فتقدمت قواته التي انقسمت إلى فرقتين إحداهما اتجهت نحو خندق السور بينما سارت الأخرى نحو باب عدن وعندما اقتربت قوات الشريف إسماعيل من عدن تعرضت لنيران كثيفة من الخطوط الدفاعية البريطانية كما تعرضت ايضا لضرب مؤثر من مدفعية السفينة الحربية الانجليزية والتي اطلقت مدافعها نحو مواقع قوات الشريف فحطم جسر خور مكسر واستشهد عدد من المجاهدين إضافة إلى تفشي وباءي الكوليرا والطاعون بين اتباع الشريف اسماعيل وفتكا بهم فتكا ذريعا – ولا يستبعد قيام المحتل الإنجليزي بعدن باستخدام حرب جرثومية كسلاح فعال البيولوجي ضد المجاهدين فالتاريخ يحدثنا أن الجنرال سير جيفري أمهرست قائد الجيش البريطاني في أمريكا الشمالية أمر عام 1763م بقرار استخدام السلاح البيولوجي ضد من تبقى من الهنود الحمر للتعجيل بفنائهم - وقد بلغا بلغ ضحايا الوفاة في صفوف المجاهدين اليمنيين المحاصرين لعدن من هذين الوباءين 500 مقاتل من المجاهدين اليمنيين وبذلك تفرق بقيه المجاهدون منهم بحثا عن الطعام والدواء فكان بعضهم يضطر إلى بيع سيفه أو بندقيته مقابل حصوله على رغيف خبز . الاستجداء بالمحتل وبذلك انهارت مقاومة الشريف إسماعيل واضطر الى اللجوء الى مدينة أبين برفقة السلطان احمد بن عبدالله الفضلي ولكنه لم يفقد روح الجهاد والمقاومة ضد المحتل الإنجليزي لذا طلب واستنجد الشريف إسماعيل بحاكم صنعاء الإمام محمد بن يحيى المتوكل (1845- 1849م ) لمساعدته ضد البريطانيين غير أن الإمام تقاعس عن نصرته قائلا باستهزاء: ( إن عليه الاعتماد على القوى الروحية التي يمتلكها ) وهذا الإمام قد اغتصب السلطة من الإمام السابق علي بن المهدي مستعين بالشريف حسين بن علي حيدرة حاكم تهامة ومن قبلها ذهب إلى مصر لطلب مساعده محمد علي باشا ليكون إماما بصنعاء . وهو من استدعى العثمانيين لدخول صنعاء حيث توجه الإمام المتوكل الى الحديدة في يونيو 1849 بعد ان تفاوض هناك مع توفيق باشا واتفق معه على طلوعه وقواته ليفتح لهم أبواب صنعاء وأمر خطيب الجامع الكبير بإعلان فرمان تبعية صنعاء الى الباب العالي واصبح هو بالنيابة في الحكم فزاد سخط الشعب عليه وحين امر بتفريغ قصر صنعاء وثكنتها لاستقبال الجند الاتراك . ودخل الاتراك صنعاء في 24 يوليو 1849م فقامت ثورة ضد الاتراك وتم طردهم من صنعاء صباح يوم عيد الفطر 1265 هجرية الموافق 18 اغسطس 1849م . واعتقل الإمام المتوكل باعتباره المسؤول عن الاستجداء بالغازي وحينما تقلد الإمام علي بن المهدي عبدالله للسلطة باعتباره يمثل الإنقاذ الوطني ونصب يوم 26 يوليو 1849م إماما للمرة الثالثة . واصبح الإمام محمد ين يحيى المتوكل رمزا للخيانة والتعامل مع الأجنبي فبعد أربعه أشهر من سجنه حكم على الإمام محمد بن يحيى المتوكل بالإعدام ونفذ بقطع رأسه في 11 ديسمبر 1849م