أجواء ما قبل اتفاق الرياض تخيم على علاقة الشرعية اليمنية بالانتقالي الجنوبي    عمره 111.. اكبر رجل في العالم على قيد الحياة "أنه مجرد حظ "..    رصاص المليشيا يغتال فرحة أسرة في إب    آسيا تجدد الثقة بالبدر رئيساً للاتحاد الآسيوي للألعاب المائية    وزارة الحج والعمرة السعودية تكشف عن اشتراطات الحج لهذا العام.. وتحذيرات مهمة (تعرف عليها)    سلام الغرفة يتغلب على التعاون بالعقاد في كاس حضرموت الثامنة    حسن الخاتمة.. وفاة شاب يمني بملابس الإحرام إثر حادث مروري في طريق مكة المكرمة (صور)    ميليشيا الحوثي الإرهابية تستهدف مواقع الجيش الوطني شرق مدينة تعز    فيضانات مفاجئة الأيام المقبلة في عدة محافظات يمنية.. تحذير من الأمم المتحدة    الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    أول ظهور للبرلماني ''أحمد سيف حاشد'' عقب نجاته من جلطة قاتلة    فرع العاب يجتمع برئاسة الاهدل    الإطاحة بشاب وفتاة يمارسان النصب والاحتيال بعملات مزيفة من فئة ''الدولار'' في عدن    صحيفة تكشف حقيقة التغييرات في خارطة الطريق اليمنية.. وتتحدث عن صفقة مباشرة مع ''إسرائيل''    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    العميد باعوم: قوات دفاع شبوة تواصل مهامها العسكرية في الجبهات حماية للمحافظة    البحسني يكشف لأول مرة عن قائد عملية تحرير ساحل حضرموت من الإرهاب    مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    - عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    المليشيات الحوثية تختطف قيادات نقابية بمحافظة الحديدة غربي اليمن (الأسماء)    "قديس شبح" يهدد سلام اليمن: الحوثيون يرفضون الحوار ويسعون للسيطرة    في اليوم 202 لحرب الإبادة على غزة.. 34305 شهيدا 77293 جريحا واستشهاد 141 صحفيا    خال يطعن ابنة أخته في جريمة مروعة تهزّ اليمن!    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    لابورتا يعلن رسميا بقاء تشافي حتى نهاية عقده    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حملة أبرهة.. بين الروايات الشفهية والحقائق المخفية !(1-2)
نشر في 26 سبتمبر يوم 17 - 10 - 2021

بالرغم من إسهاب المؤرخين والرواة في الحديث عن الأسباب التي دفعت أبرهة الأشرم لغزو مكة المكرمة لكن الحقيقة أنها مرويات شفهية تفتقد إلى الدقة
الواجب توافرها في الخبر التاريخي فلم يستند المؤرخون إلى دليل مادي كآثار ونقوش وكتابات دونت وقت تلك الحملة يمكن الثقة بمصداقيتها كحقيقة تاريخية لمعرفة السبب الحقيقي لغزو مكة.
إن ما يستدعي التساؤل والتوقف عنده هو لماذا احجمت المصادر اليونانية والرومانية والحبشية والمستشرقون عن ذكر حقيقة تلك الحادثة الشهيرة وهدفها بما في ذلك أبرهة الحبشي نفسه والذي كان يفتخر بنصرانيته ويدون كل معاركه وغزواته وأعماله بالتفصيل بنقوش مسندية، لكنه هنا أحجم عن التدوين وذكر سبب حملته بالرغم ان غزو مكة كان بدعم وتأييد الامبراطورية الرومانية المسيحية ومملكة الحبشة ومباركة كنيسة نجران ؟!.
الحقيقة المخفية
الحقيقة التاريخية تفرض علينا رؤيتها من زوايا مختلفة لا من زاوية واحدة فضمن التاريخ الرسمي للإسلام وجدت رواية زائفة دون أي نقد أو تدقيق لها ولأنها تتمتع بقابلية مدهشة على الانتشار هيمنت الرواية الشفهية على عقول ملايين من البشر حتي اليوم فاستطاعت بقدرتها المذهلة الهيمنة بصورة شاملة طيلة هذه المدة. فتناقل الرواة والمؤرخون العرب شفهيا ما قيل لهم كحقيقة تاريخية مسلمة بها دون منهج علمي لتمحيص الحدث وتحديده بدقة وجمع المعلومات ووضع فرضيات متعددة ومن ثم البحث عن الادلة والبراهين وجمع البيانات اللازمة من اجل التحقق من صحة الفروض فتحييد المنهج التاريخي وتغييب العقل والمنطق بمثل هذه الاحداث فيها اجحاف للحقيقة التاريخية فالتفكير الاستدلالي نتائجه ليست حقائق مطلقة.
لذا فإعادة بناء الرواية التاريخية دون إنشاء سرديات شفهية تختلط فيها الأساطير بوقائع التاريخ ومجردة من أي أغراض عدائية ضد الرواية السائدة والمهيمنة بغرض الكشف عن التاريخ الزائف والمتناقض ولذلك فقد وجد من المؤرخين من حاول ويحاول اتباع الحقائق لدحض ما قيل من روايات متعددة ومتناقضة في ذات الوقت عن السبب الحقيقي لحملة أبرهة الأشرم لغزو مكة المكرمة وأن كانت الحقائق تتجلى كنجوم في سماء التاريخ المظلم منها ارسال الرسول الأكرم لجماعة من المؤمنين المضطهدين إلى نجاشي الحبشة ففهم النجاشي وادرك مغزى رسول الله من ذلك فما كان يراد له منهم بعام ولادته بأن يطفوا نوره ها هي مصابيحه المضيئة تصل اليهم ! . ومع ذلك سوف نسرد من الحقائق التاريخية التي تؤيد ما قلناه وما استنبطناه من خفايا السطور كمحاولة لطرق باب الحقيقة المخفية عسى أن نجد جوابا لعل باطن الأرض أو خزائن الأحباش وخفايا المستشرقين قد تجود بالحقيقة التي اخفيت طيلة 1350سنة.
الغزو الصليبي
تشير الروايات اليونانية الى ان الامبراطور البيزنطي - قسطنطين الثاني - ارسل في عام 354م للميلاد - ثيوفيلوس اندس- من جزيرة سيلان الى الجزيرة العربية وخاصة اليمن للتبشير بالنصرانية بين الناس وقد تمكن من إنشاء كنيسة عدن وأخرى في ظفار وثالثة في نجران وعين للمتنصرين رئيسا ثم رحل ولم تمض حادثة أخدود نجران بسلام فما أن ابلغ بها الامبراطور البيزنطي - جستنيان - حتي اغتنم الفرصة لتحقيق مآربه باعتباره حاميا للمسيحية في ذلك الوقت فضلا عن سعيه الى ضم اليمن إليه وإضافة مراكزها التجارية البرية والبحرية الى ما استولى عليه من مناطق كالبتراء وتدمر ومعان من بلاد الشام والتي اصبحت في ذلك الوقت تحت سيطرة الإمبراطورية البيزنطية الشرقية فكتب الى نجاشي الحبشة وكان الاحباش اقرب الى الإتباع كونهم حلفاء او اصدقاء للروم لغرض تأديب ملك اليمن الحميري ذي نواس الذي اضطهد المسيحيين في نجران - لا يوجد شاهد مادي على ان نصارى نجران هم المقصودون بسورة البروج - فبعث معه سبعين الفا من الحبشة وأمر عليهم رجلا منهم يقال له أرياط ومعه في جنده أبرهة بن الصباح الحبشي.
وانطلقت هذه الحملة العسكرية وسلكت الطريق البحري من (بلاد ناصح والزيلم وهو ساحل الحبشة) على متن سبعين سفينة ستون منها سفن تجارية كدعم لوجستي للملك الحبشي من قبل البيزنطيين وحطوا في أرض اليمن في ساحل زبيد وكان الأمر الذي يحمله قائد الحملة أرياط فيه قسوة متناهية في كيفية التعامل مع اهل اليمن ( إن انت ظهرت عليهم فأقتل ثلث رجالهم وخرب ثلث بلادهم واسب ثلث نسائهم وأبنائهم ).
ومع هزيمة ذي نواس الملك الحميري على يد أرياط عام 525 م الموافق بالتاريخ الحميري (سنة 640) انتهت الدولة الحميرية كآخر دولة حضارية يمنية قديمة ليحتل اليمن الأحباش للمرة الثانية، ومع تولي أبرهة حكم اليمن بعد ان احتال على أرياط وقتله فقد حكم اليمن حكما شديدا حتى ضج منه الناس فزاد نفوذه واضطهاده لأهلها لذا خرجت عليه الكثير من القبائل اليمنية الذين انفوا ان يتسلط على رقابهم أجنبي غاصب غير أنه في نهاية المطاف تمكن منهم واستقرت البلاد إليه وكانت القوة التي استند إليها أبرهة في تثبيت حكمه هي الجند الأحباش الذين تركوا مواطنهم الأصلية واستوطنوا اليمن وارتبطت مصالحهم بها كما استعان بطبقة القادة والأعيان اليمنية في ضبط أمور البلاد.
اصدق قيلا
اغلب حوادث وحقائق تاريخنا اليمني القديم وحضارته كادت ان تكون في غياهب سجون التاريخ والنسيان لولا ما اثبته القرآن الكريم وحفظه بآيات تتلى الى يوم القيامة فدون بذلك تاريخا عريقا وحضارة عظيمة ومجدا لا يبلى لليمن (ومن أصدق من الله قيلا) وقول الحق سبحانه وتعالى: (إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد) بمعنى بأنه لم توجد لا من قبل ولا من بعد حضارة تساوي هذه الحضارة التي كانت في ارض اليمن وما ذكرها القرآن الكريم إلا لعظم هذه الحضارة في التاريخ البشري وكذلك قوله تعالي: (لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور).
كذلك كشف القرآن الكريم بسورة الفيل عن حقيقة حملة ابرهة الأشرم على مكة فهي لم تستهدف هدم الكعبة فقط كما قيل في المرويات التاريخية قال تعالى: (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول) فدلالات النص القرآني تشير إلى حقيقة تلك الحملة من حيث:-
- جاء في تفسير القرطبي لسورة الفيل في كتابه (الجامع لأحكام القرآن) قال: كانت قصة الفيل فيما بعد من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم وإن كانت قبله لأنها كانت توكيدا لأمره وتمهيدا لشأنه ولما تلا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه السورة كان بمكة عدد كثير ممن شهد تلك الواقعة ولهذا قال تعالى: (ألم تر) ولم يكن بمكة أحد إلا وقد رأى سائس الفيل وخادمة أعميين يتكففان الناس وقوله تعالى: (ألم يجعل كيدهم في تضليل) أي في إبطال وتضييع لأنهم أرادوا أن يكيدوا قريشا بالقتل والسبي والبيت بالتخريب والهدم.
- كانت آية الرسول الأكرم من قصة الفيل من وجهين: الأولى: أنهم أي جيش أبرهة الأشرم لو ظفروا لسبوا واسترقوا فأهلكهم الله تعالى لصيانة رسوله من ان يجري عليه السبي حملا ووليدا والثانية: أنه لم يكن لقريش من التأله ما يستحقون به رفع أصحاب الفيل عنهم وما هم أهل كتاب لأنهم كانوا بين عابد صنم أو متدين، وثن أو ثائل بالزندقة او مانع من الرجعة علاوة انهم حرفوا كتابهم الانجيل ولكن لما أراده الله تعالى من ظهور الإسلام تأسيساً للنبوة وتعظيما للكعبة وأن يجعلها الله قبلة للصلاة ومنسكا للحج.
- ارسل الله طيرا أبابيل كمعجزة ساطعة وآية مبشرة بحفظه وحمايته لخاتم الأنبياء والرسل من أعداء متربصين به منذ بشارات التوراة والزبور والإنجيل قال تعالي: (وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين).
- ما ذكره ابن هشام في كتابه (السيرة النبوية , ج2,ص94) فلما بعث الله تعالى محمد صلى الله عليه وآله سلم كان مما يعده الله على قريش من نعمته عليهم وفضله ما رد عنهم من أمر الحبشة لبقاء أمرهم ومدتهم .
- ما اورده الماوردي في كتابه (أعلام النبوة) في آيات مولده وظهور بركته (آيات الملك باهرة وشواهد النبوة قاهرة تشهد مباديها بالعواقب فلا يلتبس فيها كذب بصدق ولا منتحل بمحقّ وبحسب قوتها وانتشارها يكون بشائرها وإنذارها ولما دنا مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم تعاطرت آيات نبوّته وظهرت آيات بركته فكان من أعظمها شأنا وأظهرها برهاناً وأشهرها عياناً وبياناً أصحاب الفيل أنفذهم النجاشي من أرض الحبشة في جمهور جيشه إلى مكة لقتل رجالها وسبي ذراريها وهدم الكعبة).
- حال أبرهة الأشرم كحال فرعون قال تعالى (فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية) فأبرهة سلط الله عليه داء تساقط بسببه جسمه كالأنامل ولم يصل الى صنعاء إلا وهو مثل فرخ الطائر وانصدع صدره عن قلبه ثم هلك كآية لمن سوف يكذب بالرسول محمد وبأن الله ايده بمعجزة قبل مولده فعيسى عليه السلام ايده الله يوم ولادته بمعجزة النطق وموسى عليه السلام بحفظه في اليم بعد ولادته ورسولنا الأكرم أيده الله بمعجزة قبل ان تشرق انواره المحمدية على البشرية.
تأسيس للنبوة
وفيما يخص الكعبة المشرفة تاريخيا تعرضت لكوارث طبيعية كسيول وهدم وبناء وتدنيسها بالأنصاب والأصنام واشراك بالله في جوفها، كذلك تعرضت لغزو وحريق وضرب بالمنجنيق وأخذ الحجر الأسود وقتل ضيوف وحجاج بيت الله وردم بئر زمزم وتوقف الحجيج لسنوات ومنهم من تباهي متبجحا حينما قال متسائلا: أين طير ابابيل ؟ أين الحجارة من سجيل؟ ولم يدرك البعض حقائق:-
- ما حدث للكعبة بعد الإسلام من هدم وتخريب وحرق ونصب المنجنيق فكان ذلك بعد استقرار وظهور الإسلام فاستغنى عن آيات تأسيسه وأصحاب الفيل كانوا قبل ظهور النبوة فجعل المنع منها آية لتأسيس النبوة ومجيء الرسالة على أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أنذر بهدمها فصار الهدم آية بعد أن كان المنع آية.
ليس من المصادفة ان تأتي تلك الحملة بعام ولد فيه الرسول محمد عليه الصلاة والسلام فأبرهة رجل مسيحي متعصب لعقيدته ومن دفعه لتلك الحملة الإمبراطورية البيزنطية الشرقية المسيحية ومملكة الاحباش المسيحية.
- النصارى واليهود يعرفون مكان وزمان مولد النبي محمد عليه وآله الصلاة والسلام بل ويعرفون صفاته.
- قبل الإسلام بعقود من الزمن تواجدت المسيحية في المناطق المجاورة للجزيرة العربية شمالا وجنوبا بل وفي داخلها وكان لها مراكز هامة للغاية في الجزيرة العربية وطوقوا مكة بتجمعاتهم، فالنصارى كانت طوائف بنى حنيفة في اليمامة والغساسنة في الشمال الغربي واللخميون في الشمال الشرقي وقسم من بني طيء في التيماء وجميعها تعتنق الديانة المسيحية وجنوبا وجدت كنائس تبشيرية في نجران وهي مركز التبشير المسيحي بالإضافة الى كنائسهم في عدن وظفار وحضرموت وجزيرة سقطرى. ومن ثم احتلالهم لليمن للمرة الثانية كحملة صليبية بدافع ديني عام 525م بذريعة حادثة نجران التي لا توجد مصادر وشواهد مادية تؤكد انهم المقصودون بسورة البروج فالنصارى قد حرفوا وبدلوا دينهم وانجيلهم وذمهم الله في القرآن الكريم.
- فيما يخص اليهودية فقد انتشرت في اليمن بعهد التبع حسان واعتناق ذي نواس ملك حمير لها قبل الغزو المسيحي لليمن كذلك تواجد اليهود في يثرب وخيبر وكان لهم أكثر من عشرين تجمعا فكل ذلك التواجد والاستيطان لم يكن عبثا او مصادفة ومحاولتهم تزويج بناتهم لعرب مكة ويثرب وما حملة ابرهة على مكة في عام مولد المصطفي الا تتويج لهدفهم الحقيقي.
تاريخ الأحباش تاريخ دموي وجرائمه بحق الإنسان والتاريخ والحضارة معروف من خلال احتلالهم لليمن للمرة الثانية عام 525م حيث احرقوا المدن ودمروا قلاعا وحصون وقصورا كقصر سلحين وغمدان وبينون وكان ذلك تماشيا مع السياسة الاستعمارية العامة لهم (سياسة الأرض المحروقة) حيث كان الأمر الذي يحمله قائد الحملة أرياط فيه قسوة متناهية في كيفية التعامل مع اهل اليمن (إن انت ظهرت عليهم فأقتل ثلث رجالهم وخرب ثلث بلادهم واسب ثلث نسائهم وأبنائهم) ! . فهل كانت مكة المكرمة والكعبة المشرفة وسكانها ستسلم من همجيتهم واجرامهم.
- كان اخفاق حملة الفيل معجزة كبرى وشاء الله أن يمعن في الانتقام من الأحباش فما لبث أن أزال حكمهم من بلاد اليمن.
مولد النور
فرسول الله صلى الله عليه وسلم أشرف ولد آدم حسبا وأفضلهم نسبا وشرفا وكرما ومجدا من قبل أبيه وأمه ومع تعدد الروايات في يوم وشهر وسنة مولد الرسول محمد عليه وآله الصلاة والسلام يظهر أن رواية ولادته في يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول الموافق العشرون أو الثاني والعشرون من شهر أبريل سنة 570م كانت هي الرواية الراجحة عند أهل الأخبار والسير في النصف الأول من الهجرة فقد اورد القرطبي (( والصحيح ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ولدت عام الفيل ) وولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول وكان بعد الفيل بخمسين يوما )).
- اما الروايات الأخرى فإنها متأخرة عن هذه الرواية وقد تعددت بتعدد الرواة والموارد التي أخذ منها كتاب السير المتأخرة ذلك الغالب بين أهل السير أن مولده كان في عام الفيل وقد حاولت بعض الأخبار تعيين اليوم من عام الفيل بخمسين يوما وقيل بأربعين يوما وقيل بخمسة وخمسين يوما وقيل بشهر واحد والأرجح انه ولد بمكة بعد قدوم أبرهة بخمسين يوما أو بخمسة وخمسين يوما وكان أول يوم من المحرم عام الفيل يوم الجمعة وقدوم الفيل يوم الأحد لسبع عشرة ليلة خلت من المحرم وهو يوافق أواخر فبراير أو أوائل مارس 571م وسنة 882 بتاريخ الاسكندر الرومي و216 من تاريخ العرب الذي أوله حجة الغدر وسنة 44 من ملك انو شروان بن قباذ ملك العجم وسنة 685 بالتاريخ الحميري.
ومرد هذا الاختلاف الى العادة التي كانت عند الجاهليين في عدم تسجيلهم تواريخ الميلاد ثم ان الجاهليين إن أرخوا فإنما أرخوا الحوادث العظيمة عندهم فقط وهكذا كانوا يؤرخون دائما حوادثهم الكبار إلى ان جاء الإسلام وتوفرت الضرورة على اتخاذ التاريخ الهجري فقد اورد اليعقوبي في كتابه تاريخ اليعقوبي الجزء الأول ص 328 (كانت قريش تؤرخ السنين بموت قصي بن كلاب لجلالة قصي فلما كان عام الفيل أرخت به لاشتهار ذلك العام فكان تأريخهم من مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ) - الذي تجاهلناه بعد البعثة النبوية كتاريخ للمسلمين لإثبات حقيقة تاريخية وتعظيم مولد خير البشرية فلسنا اقل شأنا من سائر الأمم بل نحن خير أمه تجاهلت يوم ميلاد نبيها – ويشير اليعقوبي ج3 ص 331 (وتوفي عبدالله بن عبد المطلب أبو رسول الله بعد شهرين من مولده وقال بعضهم إنه توفي قبل أن يولد وهذا قول غير صحيح لأن الإجماع على أنه توفي بعد مولده وقال آخرون بعد سنة من مولده وكانت وفاة عبدالله بالمدينة عند أخوال أبيه بني النجار في دار تعرف بدار النابغة وكانت سنه يوم توفي خمسا وعشرين سنة) .
نقش أبرهة
- كان أبرهة الأشرم في كل غزواته وحروبه وحتى اعماله الأخرى يدون ما يقوم به بنقوش مسندية ويذكر كل الأحداث بالتفصيل ومن ذلك النقش الذي عثر عليه المستشرق النمساوي جلازر الذي زار اليمن أربع مرات كان اولها عام 1882م والاخيرة عام 1892م وله كتاب (الأحباش في جزيرة العرب وأفريقيا ) وأثناء زيارته لمأرب اكتشف أثرين عليهما كتابة مطولة تتعلق بتهدم السد بعد دخول اليمن تحت سيطرة الأحباش وهما من أهم ما وقفوا عليهما من آثار تلك الدولة لما فيهما من الإشارات التاريخية والاجتماعية والعلاقات السياسية احدهما كتبه أبرهة الحبشي . يتكون نقش أبرهة المؤرخ بعام 542م من مائة وستة وثلاثين سطرا يرد فيها سرد الأحداث وأهم ما جاء في نقش أبرهة حادثان رئيسيان هما ثورة أو تمرد في مشارق اليمن حضرموت وكندة التي انفصلت عن اليمن مع احتلال الاحباش لليمن وترميم العرم سد مأرب إثر تعرضه للخراب.. وذكر في النقش كل التفاصيل والمدة الزمنية للترميم ومتي انتهي منها وما انفق خلال عملية ترميم سد مأرب والقبائل اليمنية التي شاركت في الترميم وكذلك ورد فيه الإشارة الى حضور وفود دولية بمستوياتها المختلفة إلى مدينة مأرب لتهنئة أبرهة على انتصاراته وترميمه للسد وقد حضروا من كافة الدول والأقطار ذات الروابط التاريخية والعلاقات التجارية مع اليمن حيث يذكر وصول سفراء النجاشي ملك الحبشة ووفود ملك فارس ورسل المنذر (اللخمي ) ورسل الحارث بن جبلة (الغساني ) ورسل أبي كرب بن جبلة (حاكم عربي من شمال الجزيرة العربية ). فالنقش بدأ (بنعمة الرحمن ومسيحه الروح القدس ان أبرهة عزيز الأحباش الاكسوميين ملك أراحميس زبيمان ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنت وأعرابهم في نجد وتهامة قد نقش هذا الأثر تذكارا لتغلبه على يزيد بن كبشة...... فنهض بجنده الأحباش والحميريين ألوفاً في شهر ذي القياط (يونيو )من سنة 657 من (تاريخ اليمن الحميري).... حيث ذكر النقش ان ما رمم ووسع منه بلغ طوله 45 ذراعا وارتفاعه 35 ذراعا.
- ثم ذكر ما انفق فيه من الحجارة ومن الاطعمة للعمالة واستغرق العمل أحد عشر شهرا و 18 يوما وكان الفراغ منه في شهر ذي معان(مارس) سنة 658 وهذه السنة الحميرية تعادل سنة 542 للميلاد لأن الحميريين كانوا يبدؤون تاريخهم سنة 115 قبل الميلاد وأن ما انفق في سبيل ترميم سد مأرب مما جاء في نقش أبرهة كما يلي 50806 أكياس من الدقيق و 26 ألف حمل من البلح وثلاثة آلاف ثور وجمل ومائتا ألف وسبعة آلاف رأس من الغنم لتغذية العمال...). وهذا النقش في عمود ملقى على ظهر جبل بلق مقابل الفتحة اليسرى من سد مأرب ولأبرهة الحبشي نقش اخر بتاريخ 547م والذي يروي حملته إلى وسط الجزيرة العربية لإخضاع قبائل معد.
لماذا غاب التدوين ؟
وعلى الرغم من أن أبرهة كان يسجل كل اعماله ويفتخر بنصرانيته وانه ملك اليمن بلقبه المذكور بالنقش ومحدد تاريخ غزواته واعماله ووصول سفراء الدول لتبارك له انتصاراته وانجازاته على الرغم من ذلك فقد غابت عنا نقوش توضح سبب غزو أبرهة لمكة.
- فلماذا لم يدون ابرهة حقيقة وسبب قيامه بأهم غزوة قام بها ولأهم مكان يجله العرب ويقدسونه ؟!
- لم يدون أبرهة الأشرم في هذه الغزوة عدد جيشه ومعداتهم وما انواع السلاح الذي تسلح به جيشه وحجم المؤن وعدد الفيلة وما حجم الدعم اللوجستي والعسكري الذي قدمته الامبراطورية البيزنطية ومملكة الأحباش له وماهي خطته العسكرية بالتحرك واين كانت نقطة تحشد جيشه وخط السير.
- ما دور كنيسة نجران المعنوي لجيشه حين مر بنجران ليأخذ مباركه كنيستها لقيامه بأول حملة صليبية مبكرة لإطفاء نور أوشك على الظهور بمكة ومن ناصره واعلن الولاء له من القبائل ومن قاومه منها وكيف اخضعهم...الخ .
هل الهزيمة ومرارتها انساه تدوين ذلك أم أن مثل هذه المعركة لم يكن قد وضع لها خطة عسكرية وأهداف محددة مسبقا فلم يترك لنا لا هو ولا غيره كتابه تخص هذا الموضوع.
- هل مازال في باطن الارض عدد من النصوص تنتظر وصول الأيدي اليها لإخراجها قد يكون ماله صلة مباشرة أو غير مباشرة بهذا الغزو؟ وهل تجود الأيام بنص يوناني أو حبشي يرد فيه شيء عن حملة أبرهة على مكة ليكشف القناع عن تلك الحملة الخائبة وعن غاية أبرهة منها وعن العوامل التي دفعته على القيام بها ؟ !. أم أن هناك نصوص كشفت حقيقة الحملة واطلع عليها المستشرقون واخفوها عن العرب المسلمين يريدون ان يطفوا نور الله !.
- فالحقيقة التي تغيب عن البعض انه كل ما يعثر عليه المستشرقون في اليمن من آثار ونقوش لا يقومون بنشرها لمعرفة محتواها لكونها تاريخ وحضارة شعب وخير شاهد على ذلك أن البعثة الأمريكية برئاسة - فليبي الذي كان لاهوتيا - نقبت في خرائب تمنع عاصمة دولة قتبان سنتي 1949- 1950-م وعثرت على نحو ستة آلاف نص اثري لم تعلن عن اغلب نتائج دراستها لتلك النصوص .
غزو مكة
تعددت الروايات الإسلامية وتناقضت حول أسباب قيام أبرهة الحبشي بحملته على الكعبة المشرفة إلى عدة روايات فقد تباينت آراء المؤرخين في هذه الحملة معلله إياها الى عدة أسباب ( دينية – اقتصادية – سياسية ) وأول هذه الروايات ما ذكره اصحاب السير كسيرة ابن هشام والتي تناقلتها معظم المصادر الاسلامية الاخرى عنه وتفيد هذه الرواية أن ابرهة اراد ان يبهر انظار العرب من خلال بنائه لمعبده القليس واستعان في بنيانها بقيصر والنجاشي حتى بناها في تشييدها وحسنها ليعدل بالعرب عن حج الكعبة اليها إذ بالغ في الاعتناء به وتزيينه واتقانه فنقشه بالذهب والفضة والزجاج والفسيفساء والوان الاصباغ وصنوف الجواهر.
ويقال إن الإمبراطور البيزنطي هو الذي أرسل بالصناع ومواد البناء لبنائها وأن ابرهة استغل اهل اليمن في بناء هذه الكنيسة وسمى بالقليس لارتفاع بنياتها وعلوها ومنه القلائس لأنها في أعلى الرؤوس ويقال تقلس الرجل إذا لبس القلنسوة وكتب للنجاشي بذلك واخبره بتشييده لذلك المبنى الفخم وانه غير منتهي حتى يحول حج العرب اليه بدلا من الكعبة وان العرب لما علمت بذلك غضب رجل من بني كنانة فخرج اليها ولطخها بالقاذورات استهانة بها وتحقيرا لشأنها وعند ذلك غضب أبرهة غضبا شديدا واقسم على غزو مكة وهدم بيتها لذا عد العدة وجهز الجيوش للإيفاء بنذره انتقاما من العرب لما اقدموا عليه , لتأتي بعد هذه الرواية احدى عشرة رواية في العديد من المصادر بروايات مختلفة ومتعددة ومتناقضة ومنها رواية (ان نفرا من تجار قريش مروا ببيعة للنصارى على شاطئ البحر فنزلوا بفنائها واوقدوا ناراً لعمل طعامهم فاحترقت البيعة فأقسم النجاشي ليسبين مكة وليهدمن الكعبة .... وكان النجاشي هو الملك وأبرهة صاحب جيشه على اليمن).
ورغم كثرة هذه الروايات التي توردها المصادر التاريخية والتي هي رواية شفهية تناقضت فيما بينها إلا انه لا يمكن الأخذ بها كسبب مباشر لحملة أبرهة لعدة أسباب:-
هذه الروايات لا يمكن الاعتماد عليها كونها لاترقى أن تكون سببا مهما لغزو مكة.
أن النصرانية التي يدين بها أبرهة الأشرم ليس فيها مراسيم حج الى الكنائس كانت توجد كنائس نصرانية في اليمن أشهرها كنيسة نجران بالإضافة الى كنيسة بظفار واخرى بعدن فكان الأولى لأبرهة ان يطلب من نصاري تلك الكنائس ان يبدوا بالحج للقليس الذى بناه لكن ذلك لم يحصل لمعرفتهم ان النصارى لا يحجون لكنائس معينة ولا يوجد في النصرانية مراسيم حج لكنائسهم.
إن أبرهة لم يستطع أن يفرض النصرانية على أهل اليمن كافة فكيف يريد ان ينشرها خارج اليمن.. إن اهل اليمن لم تكن لهم علاقات بالحج إلى مكة باعتبار أن لديهم مزارا وبيتا في صنعاء يسمى (بيت رئام) وخصه أهل اليمن لأنفسهم حيث كانوا يقدمون القرابين ويطوفون حوله فكانوا يعظمونه ويتقربون عنده بالذبائح فكان الأجدر من أبرهة ان يهدمها قبل التوجه صوب مكة إذا كان يريد ان يصرف العرب للقليس.
ضمن سلسلة مزارات العرب غير الكعبة المشرفة المنتشرة في الجزيرة العربية اشار ابن الكلبي في كتابه (الأصنام) إلى العديد منها وتصل إلى 22 كعبة غير الكعبة المشرفة منها كعبة بيشة والتي كانت تقع في منطقة جبال بيشة بالحجاز الواقعة بين مكة واليمن وأسستها قبائل خثعم ودوس وبجيلة وكانت على طريق سير جيش ابرهة فلماذا لم يهدمها ؟! اضافه انه كان لكل قبيلة كعبة وبيت ومزار او تشترك في عبادتها وتقديسها عدة قبائل منها كعبة تبالة ورضا وسقام ووادي القري لقبيلة غطفان.
-ذكر القرآن الكريم أسماء عدد من تلك الأصنام التي كانت لدى العرب وورد ذكرها في الروايات والأشعار العربية كانت اللات ومناة وعزى.
اللات هي صخرة مربعة بالطائف وعليها بناء ولها حي وحرم يقصده العرب ويقدمون لها الذبائح وكان حجابها من بني مغيث من ثقيف ومناة فهي حجر اسود اقيم له معبد في قديد بالمشلل على ساحل البحر الأحمر على الطريق بين مكة ويثرب.
- اما العزى فهي شجرة بوادي نخلة إلى الشرق من مكة وكانت من أعظم الأصنام عند القرشيين فكانوا يزورونه ويتقربون له ويعظمونه ويقدمون له الذبائح كما خصصوا له موضعا على مثال حرم الكعبة سمى سقام وبلغ من تعظيم العرب وقريش أن كانوا يسمون ابناءهم عبد العزى فأين تلك المزارات من حملة أبرهة ؟! وهذه المزارات والأصنام والبيوت قد ازيلت بعد البعثة النبوية.
- مرور جيش أبرهة بالطائف وفيها مزار وبيت (يعنون اللات) لقبيلة ثقيف فلماذا لم يهدم ذلك البيت إذا كان يقصد من حملته جمع العرب ليحجوا الى قليس صنعاء لذلك ندرك أن حملة ابرهة لغزو مكة ليس سببها المباشر هدم الكعبة ؟!.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.