احيا شعبنا الذكرى السنوية للشهيد بفعاليات شهدت زخما وحضوراً واهتماماُ كبيراً جسد المعاني والدلالات السامية لهذه الذكرى والمناسبة التي تعتبر محطة نقف خلالها وقفة اجلال واكبار وفاءً وعرفاناً بتضحيات شهدائنا الابرار الذين اختارهم الله وشرفهم بنيل هذا الوسام الإلهي لأنهم اهلاً له ويستحقونه عن جدارة وفيما يلي سنتناول الدروس والعبر من احياء الذكرى السنوية للشهيد كمناسبة ذات قيمة ودلالة روحية وايمانية تعكس قيم الايثار والبذل والعطاء والتضحية في سبيل الله. الذكرى السنوية للشهيد مناسبة هامة نستلهم منها حب التضحية والفداء وعظمة العطاء الذي قدمه الشهداء الأبرار في سبيل الله ودفاعا عن الوطن وسيادته واستقلاله وعن عزة وكرامة وحرية شعبنا اليمني الابي ولنُجّددَ عهد الوفاء لدمائهم وأرواحهم الطاهرة ولنؤكد الاستمرار في مسيرة الكفاح والتصدي بكل شجاعة واستبسال لجحافل المعتدين وكسر شوكتهم حتى تحقيق النصر المبين وليحيى وطننا وشعبنا بأمن وأمان وبعزة وكرامة وحرية وسيادة واستقلال. منزلة الشهيد من الأمور العظيمة ان تكون هناك مناسبة كل عام لاحياء ذكرى الشهيد والوقوف امام عظمة ديننا الإسلامي الذي فيه الصلاح والفوز في دنيانا واخرتنا ومن عظيم حكمة الله جل وعلا ان اصطفى من يقتل في سبيله واتخذهم شهداء حيث جعل مقام الشهادة في سبيله مقام اصطفاء واجتباء.. قال تعالى: {وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ} كما وصف القرآن وسمى من يقتل في سبيل الله بانه ليس ميتاً بل حي.. قال تعالى (وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ) فهو حي عند ربه الذي منحه الحياة الأبدية والفرحة في جنات تجري من تحتها الأنهار.. قال تعالى ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ﴾.. اضف الى ذلك ان الشهادة في سبيل الله منحة ربانية يختص بها من يشاء من عباده ولهذا جعل الله جل وعلا الشهداء في المرتبة الثالثة بعد النبيين والصديقين قال الله تعالى:{وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا}. ثقافة الشهادة جعل المولى جل وعلا لتضحيات الشهيد نتائج تتعلق بحياة الامة الإسلامية وكرامتها وعزتها وقوتها حيث ربط حياة الامة الإسلامية ومجدها ورفعتها وعزتها وقوتها بمدى إدراك أبنائها لمعاني وقيم الشهادة واستعدادهم للتضحية في سبيل الله ومن اجل الدفاع عن قضايا الامة فحق للشهيد الذي أخلص لله وضحّى في سبيل الله وبذل نفسه وجاد بها في سبيل إعلاء كلمة الله والدفاع عن أرضه ورفع راية وطنه ان يفتخر به. كما ان الجهاد من المواضيع التي أولاها القرآن الكريم عناية خاصة لما يترتب على إقامته من تحقيق مقاصد الشريعة ولهذا فرض الله على المسلمين الجهاد بوسائله المختلفة لنصرة الحق والدفاع عن الارض والعرض واحقاق الحق وابطال الباطل وردع الظالم. ولهذا نجد كيف كان المؤمنون الاولون يتسابقون الى ميادين الجهاد في سبيل الله طمعاً في الشهادة في سبيل الله وكان جل همهم ان ينشروا دين الله ويحمو دولة الإسلام من اجل ان تعيش الامة الإسلامية عزيزة قوية مهابة لدى اعدائها .. قال تعالى: ( وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين، ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون). فهنيئا للشهداء الابرار بهذه المنزلة المباركة قال الله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }.