إلى ما قبل عمليات الإعصار اليمني التي ضربت أبوظبي ودبي أهم مدينتين فيما يعرف بدويلة الإمارات العربية المتحدة كرد فعل مشروع على تدخلها في الشأن اليمني ومشاركتها الفعلية في العدوان على اليمن كادت القضية اليمنية أن تصبح نسيا منسيا بفعل الأموال التي تضخها السعودية والإمارات لشراء أصحاب الضمائر الميتة بهدف تجاهل ما يحدث في اليمن وكأنه لا يتعرض لعدوان ظالم منذ سبعة أعوام بقيادة أمريكا التي تدعي أنها أعظم دولة مدافعة عن حقوق الإنسان في العالم فجاءت عمليات إعصار اليمن الثلاث الموجهة ضد الأمارات لتيقظ العالم من سباته العميق وتشعره من خلال تباكي الإمارات واستنجادها بأمريكا وبريطانيا وإسرائيل وفرنسا لحمايتها والدفاع عنها من الإعصار اليمني الجارف الذي جعل منها دويلة غير آمنة بأن هناك عدوان بربري على الشعب اليمني تشارك فيه دول كبرى مع أدواتها في المنطقة يقتل الشيوخ والنساء والأطفال ويدمر البنية التحتية لليمن ورغم مضي سبعة أعوام عليه إلا أنه يزداد تصعيدا لا لشيء إنما لأن الشعب اليمني أراد أن يتحرر من الوصاية الخارجية ويدافع عن سيادته وحريته واستقلاله وقد اعتبرت أمريكا وأدواتها في المنطقة السائرة في فلكها وفي المقدمة السعودية هذا التوجه الوطني للشعب اليمني بقيادة جيله الجديد الذي يرفض التبعية والاستسلام كما كان عليه الحال سابقا جريمة لا تغتفر وفي نفس الوقت تحدِ للإرادة الأمريكية التي تعودت أن تفرضها على البلدان والشعوب الخانعة . ولأن التاريخ ذاكرة الشعوب ومن يفقد ذاكرته يفقد نفسه ويصير لقمة سائغة لكل الطامعين يجب علينا وقبل أن نتحدث عما أحدثته ثورة 21 سبتمبر الشعبية من زلزال في منطقة الجزيرة العربية بل وفي الوطن العربي عموما أن نعود قليلا إلى الوراء لنتذكر ما كان عليه الوضع في اليمن قبل قيام هذه الثورة المباركة وكيف ارتمى حكام اليمن خلال العقود الماضية في أحضان الغير ورهنوا الوطن اليمني وقراره السياسي للخارج ليصبحوا ومن يحيط بهم من بطانات سيئة عبارة عن موظفين في اللجنة الخاصة بالرياض والتي كان يرأسها ويسير أمورها الأمير السعودي الراحل سلطان بن عبد العزيز، ومهما حاولنا أن نفتش عن شيء حسن في تلك المرحلة لن نجد سوى افتقاد اليمنيين لسيادتهم وحريتهم واستقلالهم والتبعية المطلقة لآل سعود ومن ورائهم الإدارة الأمريكية ، ومن أجل الخروج من هذا الوضع المزري بفضل التوجه الوطني الذي تبنته ثورة 21 سبتمبر الشعبية فقد أثار قيامها جدلا عنيفا وتعرضت منذ أول يوم لمولدها لأشرس وأعنف ما تعرضت له ثورة في العالم أجمع من تحديات كانت تكفي للإطاحة بعشرات الثورات وهو ما جعلها ثورة متكاملة على مختلف الأصعدة السياسية والاجتماعية والثقافية بل وأصبحت الثورة العملاقة التي حولها أعداؤها إلى ثورة عالمية بدليل إن أعظم دولة في العالم متمثلة في الولاياتالمتحدةالأمريكية في مقدمة الدول التي تحالفت ضدها وتعمل على إسقاطها ومما زادها أهمية بأنها لم تخف عن الشعب اليمني أهدافها فهي تسير على هدى مسيرة قرآنية تقود خطاها لاسيما في مواجهة دول تحالف العدوان التي تكالبت على الشعب اليمني منذ ما يقارب سبعة أعوام وتحاصره براً وجواً وبحراً. وإذا كان موقع اليمن الجغرافي ومركزها الحضاري قد أغرى القوى الطامعة فيه والتي ما تزال تعمل إلى الآن من خلال عدوانها ولم تيأس بهدف إخضاع اليمن لنفوذها فإننا نقول لهم أن اليمن اليوم أكثر قوة بعشرات المرات من أي وقت مضى وما التفاف الشعب اليمني بكل مكوناته الوطنية حول ثورة 21 سبتمبر الشعبية إلا دليلا وترجمة عملية لقوته الجبارة وبرغم الصعاب التي ما تزال في طريق ثورته إلا إن قدرات هذا الشعب الأبي بجيله الجديد كفيلة بإزالة كل الصعاب والعقبات من طريقه ، ونحب أن نشير هنا إلى أن اليمن الجديد ورغم ما يتعرض له من عدوان ظالم وحصار خانق لم يتعرض له أي شعب آخر قد دخل في عالم المشاريع العملاقة وهو ما يؤكد القول الشائع أن المعاناة تولد الإبداع والصناعات العسكرية خير شاهد ، فمن كان يصدق بأن اليمنيين سيكونون قادرين على صناعة صواريخ استراتيجية بعيدة المدى وطيران مسير قادر على أن يطال كل دول تحالف العدوان بما في ذلك الكيان الصهيوني الذي دخل مؤخرا بكل ثقله لدعم العدوان على اليمن وصرح قادته بلا تحفظ بأنهم يدعمون دولة الإمارات لاستمرار عدوانها على اليمن ويزودونها بالأسلحة المعقدة وبالخبراء الصهاينة الذين يديرون غرف عملياتها العسكرية وقد زارها مؤخرا الرئيس الإسرائيلي من أجل طمأنتها وكانت المفاجأة بالنسبة له أنه شاهد بأم عينيه عملية إعصار اليمن الثالثة وهو موجود في أبوظبي فعاش ليلة رعب لم يعرفها في حياته بشهادة وسائل إعلام صهيونية . فهل يقتنع أولئك الذين ينظرون إلى اليمن وشعبه العظيم بعيون عمياء أم أنهم سوف يتمادون في تشكيكهم بقلوب وعقول مريضة متجاهلين إرادة شعب ثارت على إرث الماضي ورفضت التبعية للغير وضحى الجيل الجديد من أجل الحفاظ على سيادة اليمن بحياتهم وأرواحهم في كل الجبهات مسطرين أعظم البطولات التي سيسجلها التاريخ بأحرف من نور في صفحاته الخالدة . بقي أن نقول لأعداء اليمن إن الشمس لن تحتجب عن العيون المبصرة ونحن في اليمن سائرون بإذن الله على درب وأهداف ثورة 21 سبتمبر الشعبية وتعليمات قيادتها الواعية والحكيمة ولن نفرط في شبر واحد من الأرض اليمنية مهما كلف ذلك من ثمن .