حذر باحثون واعلاميون عرب من تراجع اللغة العربية في مناهج التعليم ووسائل الاعلام العربية في السنوات الاخيرة. وقال أمين بسيوني رئيس اللجنة الدائمة للاعلام بجامعة الدول العربية ان نسبة العربية الفصحى في المسلسلات التلفزيونية والاغاني تراجع كثيرا مقابل زيادة الالفاظ الانجليزية في الحوار اليومي وعلى ألسنة مقدمي البرامج الاعلامية مشيرا الى أن المتلقي قادر على الاستيعاب بدليل أن غير المتعلمين كانوا يرددون مقاطع من أغنيات أم كلثوم التي كتبها شعراء منهم أحمد شوقي. وأضاف في افتتاح مؤتمر (واقع اللغة العربية في الوطن العربي) بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة يوم الثلاثاء أن طالب الثانوية العامة كان يدرس في منهج التفوق مادتين احداهما ديوان المتنبي في حين تراجع الاهتمام باللغة العربية في الفترات الاخيرة. ويستمر المؤتمر الذي تنظمه جمعية (لسان العرب بمصر) حتى يوم غد الخميس ويناقش أربعة محاور هي (دور الاعلام في النهوض باللغة العربية من خلال طرح قضاياها) و(تغريب اللغة العربية بين أهلها) و(أثر اللغة العربية في التفاعل مع حوار الحضارات) و(أثر التعليم الاجنبي في تهميش اللغة العربية). وحذر الباحث المصري محمد العسال مما وصفه بالازدواجية اللغوية وأثرها على "تغريب اللغة القومية." وقال في بحث عنوانه (رمزية استعمال الالفاظ الاجنبية في مصر) ان زيادة عدد الالفاظ الاجنبية يهمش اللغة العربية ويشوهها "ويعتبر أكثر خطرا على الثقافة" داعيا الى التعرف على مصادر هذه الالفاظ ومعانيها الاجنبية والبحث عن مرادفات عربية لها. وقال الباحث السعودي مرزوق بن تنباك ان السنوات الاخيرة شهدت ما وصفه بالتحول الخطير في دول الخليج حيث تدرس العلوم "في كل الجامعات والكليات العليا والمعاهد التقنية العلمية" بالانجليزية مشيرا الى أن كليات الاداب والعلوم الاجتماعية اعتمدت التدريس بالانجليزية أيضا. وأضاف أن في هذا "خطورة على لغة التعليم وهوية الامة ان استمرت هذه الحالة... توطين اللغة الاجنبية للتعليم أمر سيصعب التخلص منه والتغلب عليه" اذا نشأت عليه أجيال لم تتعود على العربية الفصحى.