أصبح الجميع على علم ودراية أن ما شهدته ولا تزال تشهده محافظاتشبوة والمهرة وحضرموت من معارك ومواجهات عسكرية دامية بين أدوات العدوان والاحتلال الأمريكي السعودي الإماراتي الصهيوني تأتي في إطار سباق السيطرة على منابع وحقول ومنشآت وموانئ تصدير النفط والغاز اليمني وتحقيق أهداف ومطامع أنظمة الاحتلال الخليجية والغربية في هذه المحافظات النفطية والاستراتيجية الواقعة جنوب وشرق الوطن اليمني التي اشتدت فيها وتيرة المعارك الدائرة بين أدوات العمالة والارتزاق مؤخرا ولا تزال مستمرة بالتوسع والانتقال من محافظة إلى أخرى في ظل إدارة غربية أمريكية بريطانية فرنسية صهيونية وخليجية إماراتية سعودية باتت حقيقة أهدافها ومطامعها الاستعمارية واضحة رغم ادعاء حرصها زيفا على مصالح اليمن وأمنه واستقراره ومكتسباته.. المزيد من التفاصيل في سياق التقرير التالي: من خلال المتابعة الدقيقة لما يجري على الأرض في المحافظاتالجنوبية والشرقية المحتلة من الوطن اليمني تتجلى للمتابع الحصيف حقيقة أن تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي البريطاني الصهيوني قد بدأ بالفعل تنفيذ استراتيجية التقاسم والاستباحة لكل ما في تلك المحافظات من ثروات ومنشآت نفطية وغازية من خلال إذكاء نار الصراع بين أدواته العميلة والمرتزقة التي ينفذ كل منها على حدة ما أوكله إليه المحتلون من أدوار ومهام مرسومة ستفضي دون شك في نهاية المطاف إلى التخلص منها جميعا وانفراد أنظمة العدوان والاحتلال بالسيطرة على منابع ومراكز الطاقة في تلك المحافظات. وفي هذا السياق يأتي تجدد المواجهات بين أدوات الاحتلال المتعددة الولاءات في محافظة شبوة النفطية حيث قالت مصادر محلية أن مواجهات اندلعت مساء السبت بين ما يسمى قوات العمالقة الموالية للإمارات, وما يسمى بقوات الأمن الخاصة واللواء21 الموالية لحزب الإصلاح في طريق العبر. وأضافت المصادر أن ما يسمى قوات العمالقة كانت تمركزت في تخوم حقول العقلة النفطية بعد أن كانت قد سيطرت عليها قبل أن تصدر قوات نظام الاحتلال السعودي في مطار عتق أوامر إليها بالتراجع. إلى ذلك استأنفت الفصائل المدعومة إماراتيا هجومها على مناطق النفط الخاضعة لسيطرة فصائل الإصلاح باتجاه منطقة عياد وتمكنت بالفعل من الوصول إلى مفرق جردان مع الخط الإسفلتي باتجاه مفرق عرما.. كما وصلت طلائع هذه القوات إلى مفرق منطقة العقلة التي يوجد فيها أهم حقول النفط. بالمقابل أثار قرار أصدره ما يسمى وزير الداخلية في حكومة المرتزقة إبراهيم حيدان بورة اندلاع جولة جديدة من معارك الصراع بين أدوات الارتزاق في وادي حضرموت حيث أصدر حيدان قرار بتعيين المرتزق المقدم مروان مجاهد السبيعي أركان حرب لما يسمى القوات الخاصة بوادي وصحراء حضرموت إضافة إلى منصبه السابق مديرا لأمن مديرية مأرب. وفي الوقت الذي أعلن فيه انتقالي الإمارات وما يسمى مؤتمر وحلف حضرموت رفضهم لقرار تعيين السبيعي دفع الأخير بقوات كبيرة تابعة لحزب الإصلاح إلى وادي حضرموت ما ينذر باحتمال اندلاع المعارك بين الطرفين في أية لحظة . وعلى وقع صراع الوكالة الدائر بين البيادق والأدوات المحلية لبسط النفوذ والسيطرة على منابع النفط والثروة في شبوةوحضرموت، تتكاتف الجهود الأمريكية والغربية والخليجية ، لضبط إيقاع هذه المواجهات وإذكاء المزيد من نارها والدفع بتلك الأدوات إلى المزيد من الانزلاق في المتاهات مجهولة المصير. وفي الوقت الذي يأخذ فيه المبعوث الأمريكي على عاتقه مهمة إعادة رسم خطوط التماس بزيارته المتكررة إلى بلحاف وحضرموت اجتمعت رباعية العدوان والاحتلال في لندن لمناقشة ما أسمتها الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في اليمن، وفرص تحقيق الاستقرارِ وتنميته، في مؤشر واضح على ارتباط التصعيد الميداني في المدن المحتلة بملف الوديعة والحديث في هذا التوقيت عن تسريع خطوات تسليمها لمجلس المرتزقة الرئاسي بعد استيفاء شروط التنفيذ على الصعيد العسكري والأمني، أو الاقتصادي، وذلك للتخلص من الأوراق المهترئة والإبقاء على ما تعتبره واشنطن الرهانات الرابحة لفرض الهيمنة وتنفيذ مشروع التقسيم والأقلمة...! الأهم في تسارع وتيرة الأحداث الميدانية والسياسية في جنوب وشرق اليمن هو سعي أنظمة الاحتلال الغربية والخليجية إلى السيطرة على منابع النفط والثروة في شبوةوحضرموت والمهرة من خلال الاستمرار في إذكاء وإثارة بؤر الصراع بين أجنحة العمالة والارتزاق، على أن النتائج لا يمكن قياسها حتى الآن بتقدم طرف على حساب الطرف الآخر، فثمة وسائل أخرى للحرب "أمنية واقتصادية"، قد تضع المناطق المحتلة في مهب احتمالات لا حصر لها، في ظل تدهور الخدمات، وانكشاف أهداف الخارج وأطماعه. وتجدر الإشارة هنا إلى أنه وفي إطار عمليات النهب المتواصل لثروات النفط والغاز من المحافظاتالمحتلة غادرت مؤخرا ميناء الضبة بمحافظة حضرموت السفينة العملاقة MARAN CANOPUS محملة بما يقارب مليوني برميل نفط خام وكانت السفينة العملاقة وصلت في 6 أغسطس الجاري إلى ميناء الضبة، وقامت بتحميل ما يقارب اثنين مليون برميل نفط خام، بقيمة إجمالية تقدر ب200 مليون دولار. ويأتي نهب هذه الكمية من النفط الخام ضمن مسلسل النهب المنظم من قبل أنظمة العدوان والاحتلال ومرتزقتها لعائدات النفط الخام وثروات الوطن بشكل عام. على ذات السياق وقع نظام الاحتلال الإماراتي مع النظام الفرنسي صفقة نهب حقيقية للنفط والغاز من ميناء بلحاف بقيمة 80 مليار دولار سنويا لتذهب تلك المليارات إلى البنوك السعودية الإماراتية ويذهب الفتات منها إلى جيوب المرتزقة بينما الملايين من أبناء اليمن يعيشون أسوأ كارثة إنسانية. بالمقابل حذرت هيئة رئاسة مجلس النواب في صنعاء من التحركات الغربية المريبة، لا سيما بعد وصول قوات بحرية فرنسية إلى الشواطئ الشرقية لليمن وإلى محيط أرخبيل سقطرى، وإلى ميناء بلحاف في شبوة تحت ذريعة حماية شركة توتال الفرنسية المكلفة بنهب الغاز وتصديره إلى خارج البلد. ولاشك أن هذه الأدوار المشبوهة ترتبط بمجلس الثمانية الخونة في تمرير المشاريع الهادفة إلى تقسيم وتجزئة الوطن، واعتبار الصوت الحر المناهض للعدوان تأكيد لتنامي الوعي بمخططات الأعداء، واتساع دائرة الصمود لتحرير الأرض واستعادة السيادة الوطنية التي تتطلب رص الصفوف في مواجهة العدوان لتحرير الأراضي اليمنية من الغزاة والمحتلين. أصبحت الغاية الحقيقية مكشوفة وأصبح مشروع تحالف العدوان والاحتلال السعودي الإماراتي واضحا للعيان وأصبح هدف تقاسم اليمن على أساس ثرواته أكثر وضوحا وتجلى للجميع أن نظام الاحتلال الإماراتي لم يقاتل في شبوة من أجل أحد وإنما من أجل تحقيق أهدافه في نهب ثروات هذه المحافظة الغنية بالنفط وغيرها من الثروات. وبالمقابل نظام العدوان والاحتلال السعودي المستمر في تنفيذ هدف تضييق خناقه على المهرة لضمان حصته فيها من الثروات وعينه الأخرى ترنو نحو مارب تلك هي الحقيقة التي يجب أن يعترف بها مرتزقة وعملاء تحالف العدوان لأن الواقع قد كشف كل أوراق العدوان الذي بدأ ينكسر وسينكسر حتما بشكل نهائي بفضل الله وبفصل صمود وثبات الأحرار من أبناء الوطن في شماله وجنوبه .