أن تحب رسول الأمة والبشرية جمعاء فهذا توجه نشأنا عليه , في الأفئدة والقلوب ترسخت محبة هذا الرسول الأكرم والأعظم محمد صلوات وسلامه عليه وعلى آله وصحبه الأخيار.. لكن أن تحب الرسول الأعظم وتعمل بهديه وتشحذ الهمم للالتزام بتعاليمه وأوامره ونواهيه, بل وأن تجند امكاناتك للتذكير به والاحتفاء به وفق أي اسلوب .. وحسب اهتمامك وميولك وطبائعك فان ذلك زيادة في الإيمان وتعظيماً لمكانة هذا النبي الخاتم والرحمة المسداة والمهداة من رب العرش العظيم للأرض والبشرية جمعاء.. وكم نماذج من البشر عايشناها.. وكم نماذج من الرجال الأخيار لمسنافيهم حب الرسول الأعظم والنبي الأكرم.. وكم من المؤمنين الأخيار من أخلص النية وأصدق المسعى, واثبت الجدية في مثل هذا المسعى الحميد والمبارك فذكر الرسول والإعلاء من مكانته وتوقيره هو من تقوى القلوب ومن صدق الإيمان .. صلوات ربي وسلامه وبركاته على حبيبه ورسوله الصادق الأمين .. إٍسهام مبارك بين يدينا كتاب جدير بالقراءة والاطلاع .. كتاب من أول عنوانه يطل على قارئه بفاتحة خير بكلام يدخل القلب طواعية .. سواء من اختيار العنوان الذي جاء يشير اشارات موحية .. عنوان الكتاب يقول : في رحاب الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه الأخيار المنتجبين .. الكتاب فيه جهد المحب وفيه صدق التناول الحريص الحصيف الذي اجتهد ليقدم لنا قراءة اخرى لمضامين الموضوع في الحديث على رسوله الصادق الأمين .. ولان الحديث في هذا المضمون وهذا المحتوى لا يمل ولا يطغى عليه موضوع آخر فان صفحاته التي تقترب من ثلاثمائة وعشرين صفحة تنوعت عن الحديث عن الرسول الأعظم .. نبي الأمة وقائد عسكري وحكيم استقى الحكمة والوحي من رب الأرباب ومن عظيم مقتدر .. كما أن الكاتب والكتاب حرص على اثارة قضايا اسلامية عديدة سواء في الحروب الصليبية التي شنها الغرب المسيحي المتعصب ضد الاسلام والمسلمين وضد الرسالة المحمدية كونها الرسالة الأعظم التي جاء ت لتواجه طاغوت الأرض في مشارقها ومغاربها .. وجاءت لتقيم العدل وتضبط ايقاع الحياة الإيمانية التي تؤمن بالله وحده .. ومن هذا المنطلق فان الاقدام على الكتابة حول السيرة العطرة للرسول الأكرم .. ليست بسهولة وإنما هي توفيق من الله وتسهيل من المولى لان الكتابة على حبيب الله محمد صلى الله عليه وعلى آله من الأمور المحببة ومن الأعمال التي تنال مثوبة من الخالق .. وفيها اجلال وحب لنبي ورسول أحبه الله وقرن أسمه باسمه في الاذان وفي الشهادة والتشهد .. فسبحان العزيز الحكيم وهذا الكتاب للقاضي الدكتور حسن حسين الرصابي وصدوره في هذا الشهر المبجل المكرم شهر ربيع الأول .. شهر الخير ولد فيه المصطفى .. فيه دلالات تكاد تتحدث بنوره الأفاق والكتاب بفصوله وأبوابه ينضح بالأنوار المحمدية وفيه قراءة على هامش قراءات سابقة ومعلومات تتجلى بأنوار ربانية يحسب للموجه والقاضي حسن الرصابي أن استعاد أثرها ومعناها واصطفها لتكون واسطة عقد الحديث والقول عن رسول كريم عظيم .. والكتاب الذي كتب مقدمته رجل قامة ثقافية عظيمة بمستوى وزير الثقافة الاستاذ عبدالله أحمد الكبسي من المؤكد ان أهمية كبيرة تتعزز وتتقوى وتنساب إلى النفوس حيث كتب يقول : لعل محاولة جادة ومثمرة عقد العزم على بلوغها وجنى ثمارها اليانعة القاضي الدكتور حسن حسين الرصابي مؤلف هذا الكتاب المعنون: (( في رحاب الحبيب المصطفى )) قد أحسن صنعاً وهو يخوض غمار الحديث عن سجايا ومزايا الرسالة المحمدية , ويمخر عباب صفات الرسول الأعظم ليأتي مؤلفه الذي بين أيدينا على هذه الشاكلة الفريدة وعلى هذا النحو البديع الجامع لكل ما يطلبه القارئ والمثقف والباحث والمفكر وطالب العلم من المعلومات الصحيحة والنافعة بعيداً عن التصحيف والمبالغة والتهويل , ولعل التمكن اللغوي الذي يمتاز به المؤلف بالإضافة قدرته الىتطويع المفردات , مكن ذلك من تبسيط الطرح وايصال الرسالة بكل وضوح وشفافية وبساطة تجعل المتلقي يغترف من بحر المعلومات الزاخر بهذا الكتاب بكل سهولة ويسر ودون أي عناء أو تكلف .. ذلك كان قول وزير الثقافة في الكتاب وفي الكاتب والمؤلف , وهي شهادة قل ان يتحدث بها من هو في مكانة ومستوى الاستاذ عبدالله أحمد الكبسي.. ومن حق المؤلف ان يشعر بالإطراء ان سمع مثل هذا القول لان وزير الثقافة لا يعرف المحاباة وينفر كثيراً من المجاملات التي لا تأتي في غير محلها .. وفي ذات المضمار والمعنى جاء ت مساهمة المثقف والباحث والكاتب الاستاذ عبد الرحمن مراد لتضيف الكثير من خلال الكتابة على هامش المتن فهو يقول مقدمة اخرى .. يأتي هذا المصنف في رحاب المصطفى للقاضي الدكتور حسن الرصابي كحلقة في سلسلة الوعي بضرورات الاصلاح .. فالإصلاح نسق فكري وثقافي حضاري تقوم عليه الأمم لا نجازه في خطاب وتقنيات ومعطيات قادرة على شروطه الموضوعية وقادرة على فرض طابعها الخاص الذي تتسم به المرحلة أو يتسم به المستوى الحضاري الحديث .. ويضيف الاستاذ عبدالرحمن مراد رئيس الهيئة العامة للكتاب في هذه المقدمة ويقول : (( وما يميز كتاب الدكتور حسن حسين الرصابي هو الاجتهاد واستخلاص الفكر التي يمكن من خلالها البناء عليها في صياغة واقع جديد )). واجمالاً .. قراءة أولى لكتاب مبارك ومهم واختار ان يتحدث عن توجه وخط ومسار اختطه رسول الامة صلوات الله وسلامه عليه .. وبالطبع سوف تتوالى الكتابات حوله باذن الله تعالى.