رسالة الرصابي مساجلة قوية ومؤثرة استندت إلى القرآن الكريم والحديث الشريف .. الرسالة تقيم الحجة على المخدوعين والمضللين . مازالت رسالة الرصابي بشفافيتها وبوضحها , بل وبمباشرتها تساجل هنا وتدعو هنا وتقتبس من أحاديث الرسول الأعظم ما يجعل المستهدفين من علماء الدفع المسبق ومن عتاة المجرمين الذين انحازوا إلى جانب العدوان وإلى جانب الطغاة وحرص العميد الرصابي وهو قاض حصيف ورجل دين مطلع على العديد من القضايا وفقيه مدرك لأبعاد ما يقول وما يطرحه من آراء ومن أفكار . سعى القاضي الرصابي ليقول كلمته الصادقة مستشهداً بآيات عاطرات من الذكر الحكيم من كتاب الله ليحاجج أولئك الذين جرفهم التيار وتراكمت فوق عقولهم وأبصارهم غمامة الشك والريبة ولم يعودوا يرون غير المصالح المادية غير عابئين بالمسئوليات الأخلاقية والدينية ولا تهزهم صور الأطفال المشردين والضحايا والمتوفيين ولا يبالون أيضاً من كبار السن والعجزة قالها الرصابي في رسالته الجليلة الواضحة إنكم ترتكبون خطأ مضاعفاً وتأتون الإثم وأنتم تنظرون .. هي إذن رسالة عظيمة الدلالة وعظيمة التأثير لأنها استندت إلى كتاب الله وإلى أحاديث الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله . قال لهم إنكم أيها العلماء الذين وضعوا خدماتهم تحت طلب السلطان الجائر وياليت أكتفوا بذلك بل وضعوا أنفسهم وعلمهم وفتاويهم تحت إمرة طغاة المعتدين والغزاة الذين تلوثت وما تزال تتلوث أيديهم بدماء أطفالنا قال لهم إنكم تشاركون العدوان الآثام العظيمة والخطايا الكبيرة ضد شعب مسلم مؤمن مسالم كل ذنبه أنه لم يقبل أن يرضخ للصهاينة ولم يقبل أن يكون ذيلاً للمعتدين الفتلة ومن يقرآ رسالة الرصابي يجد فيها تلك الروح النقية التي لاتزال تجد في الدعوات الصادقة متسعاً لجذب المغرور بهم واستعادة العقلاء منهم لعلهم يستعيدون رشدهم المفقود ووعيهم المغيب وتلك مهمة شاقة قبل أن يتحمل أعباءها ومشاقها العميد القاضي حسن حسين الرصابي. فقد تصدر الموقف وانبرى يحاول بحكمة وبعمق وبمثابرة ولكن بكثير من الحصافة أولئك الذين جرفهم التيار إما طوعاً أوكرهاً ووقفوا يساندون المعتدين ويؤزرون الغزاة ولم يدرك الرصابي الوهن أو خيبة الأمل لأنه يعي تماماً أن خطاب العقل والمنطق وإن الرسالة التي تعتمد على ما يقوله الله في كتابه العزيز دون شك تحدث اختراقاً مهماً في قناعات البعض وفي إرساء مفاهيم جديدة من التعايش ومن القبول بالآخر ولكن على أرضية مواجهة العدوان والتصدي له والتوجه نحوا الجبهات القتالية. هذا هو الرصابي المجاهد والقاضي والعميد ركن التوجيه المعنوي للمنطقة العسكرية الثانية لم يقبل أن يظل على الهامش أو يبقى متفرجاً لكن ذهب إلى الجبهات وحاضر وحمس المقاتلين وشاركهم المعاناة والبطولات وأصيب بشظايا جراء غارة غادرة من العدوان السعودي الإماراتي ولم يقف عند هذا الحد بل ظل مجاهداً بالكلمة المسؤولة والمحاضرات والتوعية المتواصلة. ولذلك جاء هذا الكتاب ليسهم في مزيد من التوعية والمحاججة والسجال الشجاع مستهدفاً العلماء المفرخين الذين لا يتورعون عن إطلاق الفتاوى المفخخة ضد شعبهم وضد وطنهم إنها المفارقة العجيبة أن يظل العتاة ممن يسمون علماء في إسداء الخدمات لصالح العدوان يسوغون وحشيته ويطوعون ادعاء اتهم لخدمة القتلة ويبررون لهم القتل والتدمير والنسف والأضرار بأوضاع شعب اليمن الصابر المرابط الذي يتحمل كل المعاناة بسبب فتاوى علماء الدفع المسبق .