عظيم هو الموقف الذي يدعوك إلى الابتهال في المحراب المهيب للرسول الأكرم .. محمد بن عبدالله صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه الاخيار .. ومثمر ان تبقى متيقظا في روحانية الحضور المحمدي نبي الرحمة .. ترحل من باب إلى باب وتتقصى المسافات بين الميلاد المحمدي والمسير المحمدي .. والمعاناة العظيمة التي تحملها الرسول الاكرم وهو يوصل رسالة رب العرش العظيم إلى البشرية جمعاء انطلاقاً من مكةالمكرمة إلى يثرب إلى بقية مناطق الجزيرة العربية ثم امتداده إلى ارجاء الأرض الواسعة .. هذه الوقفات المباركة يوفرها لك كتاب جديد صدر وتولا تأليفه ونشره القاضي الدكتور حسن حسين محمد الرصابي في كتابه الذي اختار له عنوان مميزاً أسماه في رحاب الحبيب المصطفى .. وهي رحاب مباركة حافلة بالمتميز من القراءة والتحليل وقراءة ما بين السطور المحمدية وتاريخية هذه الرسالة المحمدية .. وحينما تتوغل في صفحات الكتاب تجد فيه تنوعاً ما بين القديم والجديد في المفردات الاسلامية لأنه يبدأ في الحديث في عن السجايا واخلاقه العظيمة لرسول الأكرم ويصل إلى تحديات وكبت الإسلام ومتاعب ظلت تتسلل إلى مفصلية الإسلام والمسلمين .. ولكن في المجمل كانت وستبقى الرسالة المحمدية والسيرة النبوية العطرة هي الحصن الذي يقي الأمة من هول تلك المتاعب وغول التحديات .. والدليل ان الأمة الإسلامية رغم كل تلك الكوارث كانت ومازال تخرج منتصرة وتجد من قيادات إسلامية حاجتها التي تعود الأمة إلى الى الطريق الآمن وإلى المرانئ المستقرة فسفائن الحق الاسلامي ماتزال تبحر باطمئنان والدليل .. الحروب الصليبية سواء في المكشوف القبيح وصولاته السابقة أو من خلال اتباع الأساليب الملتوية في استمرار شن حرب صليبية على الإسلام وعلى المسلمين وفي شهدان ذكرى المولد الرسول الكريم .. وللأمانة ان النفوس ظلت وستبقى وتستمر مجبولة على حب رسول رب العالمين وعلى تبجيله وتوقيره والاقتداء ولتأسي بما خلفه من تراث فقهي وتعاليم محمدية إن تمسكنا بها وحرصنا عليها فلسوف ننجو من مؤامرات الحرب الصليبية الجديدة على الإسلام والمسلمين . ومن المؤكد إن ما قاله وزير الثقافة الاستاذ عبدالله أحمد الكبسي عن رسول الأمة هو أبلغ الكلام .. فهو كتب يقول : يقيني إن قواميس لغة الضاد بما فيها من مفردات تتكئ عليها علوم البلاغة والبيان البديع وغيرها لن تستطيع أن تفي رسول الله حقه من الوصف على الإطلاق وان الراغب في الكتابة أو الحديث عن مناقب ومحاسن الرسول المصطفى عليه افضل الصلاة وأزكى التسليم ورسالته السمحاء سيجد نفسه محاصراً بأبجديات لا تمكنه من بلوغ مبتغاه وانه بحاجة لا بجديات اخرى غير الابجدية المعهودة لعلها وعساها تستطيع أن تمكنه من بلوغ أمنيته في إنصاف سيد الخلق وعلم الهدى محمد بن عبدلاه صادق الوعد الأمين . وتوصيف وزير الثقافة جاءت لتؤكد ان المصطفى المختار المجتبى هو اعلى من المفردات واعمق من ابجديات اللغة التي لا تستطيع ان تلم بشمائل رسول الأمة .. ومن الإنصاف هنا أن نشير إلى الجهد الجميل والعطاء الطيب لمؤلف الكتاب الذي لا يرجى من كتابه غير الثواب ولا يطلب غير رضا الخالق وان تحتسب هذه المثوبة له في عتبات المصطفى الهادي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه .. فيكفي إن هذا الكتاب أحتوى جملة من القصائد واولها بردة البوصيري التي تغني قراءتها عن عشرات الكتب فلقد سارع القاضي الدكتور حسن الرصابي إلى أن يحتوي كتابه جملة من القصائد الجميلة التي تفننت بجد وبحقيقة عن خصال وسجايا وسمات ربانية في نبيه الكريم .. وفي ذات المنحى يأتي ما خطه يراع الكاتب المميز والمثقف الأبرز رئيس الهيئة العامة للكتاب الاستاذ عبد الرحمن مراد في مداخلة الكتاب من مقدمة الكتاب قال : مع اكتمال دورة الزمن تكون اليمن قد تجاوزت مرحلة لتبدأ مرحلة جديدتاً هذه المرحلة ستكون ذات تغاير وفصل .. تغاير عن الماضي القريب الذي تاهت فيه اليمن وفصل بين زمنين , زمن أمعن في الانحراف التاريخي واستغرق نفسه فيه , وزمن سوف يعمل على تصحيح الانحراف الذي حدث في سقيفة بني ساعده ليعيد ترتيب النسق الحضاري والثقافي والتاريخي إلى المجرى الطبيعي الذي دلت اشارته الأولى ورموزه على تعاضده وتكامله ومن ثم واحديته فالمشروع الاسلامي بكل قيمه ومبادئه الحضارية والإنسانية والحقوقية , لم تكن قريش حاملاً حقيقياً له , بل كانت بيئة قروية عشائرية تقوم على قيم العصبية ولذلك شكلت بيئة طاردة لهذا المشروع , وكان الانتقال من القروية إلى المدنية يحمل دلالات كبيرة في الفكر الاجتماعي لم ينتبه الى أحد , كما ان تمايز التنزيل بين المكي القروي والمدني اليثربي يحمل دلالات ثقافية وعقدية لم تقرأ في سياقها الحقيقي , ومن هنا يمكن ان يقال إن المشروع الاسلامي الذي جاء لإنقاذ البشرية من دروب الضلال الى انوار الهدى وحملة الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم .. كان مشروعاً مدنياً لا يمكنه التناغم الا مع القيم الحضارية والمدنية التي كانت تمتد في حمير ومن حمير في الأوس والخزرج " الانصار" .. الاهم ان نخلص الى ان هذا الكتاب يعتبر اضافة مهمة وضرورية للمكتبة اليمنية التي تعني بالرسول الكريم وتهتم بسيرته .. وفيه مثوبة لمؤلفه ندعو ألله ان يكتب في ميزان حسناته .