قال المحلل السياسي والخبير الاقتصادي البروفيسور عبد العزيز الترب انه بات على كل القوى السياسية في الوطن الاستعداد لمرحلة ما بعد العدوان والحصار فالمؤشرات واضحة ان دول العدوان فشلت في تحقيق أهدافها وعليها اليوم الانصياع للسلام الذي تفرضه القيادة في صنعاء كونه يحمي الجميع . وأضاف البروفيسور الترب المرحلة ستكون بالطبع غير عادية والتعافي من آثار العدوان والحصار ليس بالسهل وربما يحتاج الى الوقت الكافي فالارادة موجودة ومن اجل تحقيق ذلك نرى ان يتم اشراك كافة المكونات السياسية فمن أجل التنمية وإعادة الإعمار أرى علينا الاستمرار في لقاءات الانصار والمؤتمر والقوى السياسية الأخرى المناهضة للعدوان واستمراره لوضع خارطة طريق لانعاش الاقتصاد الوطني وتجاوز سلبيات الفترة الماضية فنهاية العدوان باتت قريبة وعلينا الحد من التجاوزات والمخالفات والسير نحو البناء المؤسسي للدولة الحديثة كون الإدارة هي اساس الازدهار والتطور. وأشار البروفيسور الترب الى ان معركة اليوم هي معركة وعي وفكر وتتطلب من كل أبناء الشعب اليمني الاضطلاع بمسؤولياتهم في مواجهتها وإفشالها كما أفشلوا كل محاولات العدو السابقة بتمسكهم بالهوية الإيمانية والمبادئ القرآنية وهي نفسها الوسائل التي تشكل سلاحا ناجعا لمواجهة المخاطر المحدقة بالشعب اليمني بالأمس واليوم ..وعلى الرغم من الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يمر بها الشعب اليمني نتيجة ثمان سنوات من العدوان والحصار الأمريكي السعودي الإماراتي، إلا أنه يتمتع بالوعي الكافي الذي يمكنه من استشعار خطورة الوسائل التي لجأ إليها العدو بعد فشله في ميادين المواجهة. واكد البروفيسور الترب ان من حق الشعب اليمني الذي عانى من ويلات الصراعات طوال ستة عقود منصرمة ان ينعم اليوم بالحرية والاستقلال التي حرم منها فقد راهنت القوى الإمبريالية العالمية وعلى رأسها أمريكا منذ زمن بعيد أن تظل اليمن في دائرة الظل معزولة، ومسلوبة الإرادة والحرية والاستقلال، تمضي في مجاهل الظلام، وتحت سيف العبودية والاستبداد والقهر الاجتماعي، وعلى هامش التاريخ .. رهينة للقوى الدولية والرجعية العربية التي امتدت يدها لعصور، في صناعة مشاهد الأحداث الدامية، والصراعات والحروب الداخلية والاقتتال والتصفيات .. كان اللعب بالنار ديدن هذه القوى لاضعاف اليمن وتمزيها وتفكيك نسيجها المجتمعي. ونوه البروفيسور الترب الى المخططات الخبيثة التي يسعى تحالف العدوان لتنفيذها في المناطق الواقعة تحت الاحتلال حيث يزداد العبث، والاهتراء وسوء الأوضاع الأمنية والاقتصادية والمعيشية يوما بعد يوم في المحافظات الجنوبية ولا نهاية لذلك .. ومؤخرا زادت السعودية من ضغوطها على الانتقالي الجنوبي المدعوم اماراتيا واجباره تحت التهديد بعدم اعتراض التعزيزات القادمة من السعودية، لمليشيات "درع الوطن" والسماح لها بدخولها إلى عدن دون أي اعتراض وتعد هذه التوجيهات بمثابة الإقرار بتسليم عدن لمليشيات درع الوطن الموالية للسعودية والتي شكلتها بهدف إزاحة الانتقالي من المشهد، وإحلالها محله في المحافظات الجنوبية ويأتي ذلك بعد أيام من رفض الانتقالي السماح بالموافقة على دخول هذه القوات إلى عدن، مهددة بالتعامل معها عسكريًا في حال حاولت الاقتراب من عدن وهذا ينذر بكارثة قادمة على المواطنين في تلك المحافظات حيث اصبح المواطن في الجنوب ضحية لصراعات دول العدوان وادواتها في المنطقة.