استطاعت قواتنا المسلحة الباسلة بمختلف صنوفها أن تخرج بعد مواجهة شرسة مع تحالف العدوان دامت ثماني سنوات ونيف أكثر قوة وكفاءة وخبرة اكتسبها المجاهدون من خلال خوض معارك عدة على امتداد الجبهات المفتوحة مع العدو في أكثر من 50 جبهة على امتداد خارطة الوطن مع المعتدين والمرتزقة .. معارك تحدث كثير من المحللين العسكريين والسياسيين عنها بأنها فاقت التوقعات وخيبت آمال المتربصين شرا باليمن.. خلال ما يقارب العقد من الزمن أثبت أبطال القوات المسلحة الميامين المسنودين بأحرار الشعب أنهم القوة التي لا تقهر والسياج المنيع الذي تتحطم على أسواره وتنتحر جحافل الغزاة الآثمين . وبالعودة للبداية الأولى لشن العدوان غاراته المكثفة في مطلع العام 2015م كان العدو الواهم يخيل له أن أسابيع معدودة كفيلة بأن تحقق له الوصول إلى قلب العاصمة صنعاء ليعود من فر منها على ظهور دبابات المحتل، ولكن المعادلات تغيرت بفضل الله وبفضل القيادة الحكيمة ممثلة بقائد الثورة السيد المجاهد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي وبفضل أحرار الشعب والقادة المخلصين الذين شكلوا معا جبهة قوية حملت شعار الحرية والاستقلال وإنهاء عهود الهيمنة والوصاية علي الشعب اليمني الحر الأبي معادلات جديدة من خلال البناء النوعي للقوات المسلحة تدريبا وتأهيلا وتسليحا التي ترافقت مساراتها مع ما تشهده مواقع وجبهات القتال من ملاحم بطولية لقنت الأعداء دورسا لن ينساها، استطاعت قواتنا المسلحة أن تنهض بشكل متسارع في ظل مرحلة صعبة بالغة التعقيد في ظل عدوان همجي غاشم استخدم أفتك الأسلحة في القتل والتدمير طالت أبناء الشعب وراح ضحيتها أكثر من 48 ألف شهيد من المدنيين الأبرياء .. وفي إطار معركة الدفاع عن سيادة الوطن استطاعت قواتنا بفضل الله تعالى أن تفرض معادلات جديدة في موازين الرعب والردع معا والتي دك من خلالها أبطال القوات المسلحة أهدافا حساسة في قلب عواصم النظامين السعودي والإماراتي لتؤكد أن معركة جديدة قد بدأت بعد أن كان العدو قد استنزف المليارات من الدولارات في شراء أسلحة دفاعية لعلها تحميه من ضربات القوات الصاروخية وأسراب الطائرات المسيرة التي أكد وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي ف ي إحدى كلماته بالقول : " سنرسل اسراب الطائرات المسيرة كالجراد لدك مواقع وأهداف هامة في عمق المعتدين " وإلى جانب أسلحة الردع الاستراتيجية من الطيران المسير والقوة الصاروخية التي مثلت سلاحا يرعب الأعداء في كل مكان يحاولون الاحتماء به من ضربات بات المفر منها مستحيلا. رسائل نارية أكثر من عام على بدء الهدن المتلاحقة مع تحالف العدوان والمرتزقة وقيادتنا الثورية والسياسية والعسكرية العليا تتيح المجال للوصول إلى حل سياسي يفضي إلى إحلال السلام العادل والشامل الذي يضمن لليمن حريته واستقلاله ووحدة أراضيه . وفي رسائل نارية حملت في طياتها تحذيرات واضحة للعدوان أكد الرئيس المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى القائد الأعلى للقوات المسلحة في كلمته التي ألقاها أمام العرض العسكري المهيب لقوات الاحتياط الذي نظمته المنطقة العسكرية الرابعة في محافظة إب أن أسلحة جديدة من الطائرات المسيرة والصواريخ ستدخل قريبا في المعركة القادمة، هذا ما أشار إليه الرئيس المشاط بشكل مقتضب ولم يفصح عنه بشكل كامل وربما ستفصح عنه المعركة القادمة إن لم ينصع العدوان ويلبي شروط إحلال السلام التي سبق وأن أعلنت عنها القيادة الثورة والسياسية العليا . جهوزية عالية ومن خلال العرض المهيب الذي قدمته سرايا العرض بمشاركة نماذج من الأسلحة المتطورة ظهرت رسائل أخرى مفادها أن القوات المسلحة اليمنية باتت تمتلك من القوة القدرة والكفاءة ما يمكنها ويجعلها قادرة على توجيه الضربات الموجعة للعدو برا وبحرا وجوا، ولهذا يدرك العدوان أن مرحلة جديدة قد بدأت وما عليه إلا أن يأخذ بقايا مرتزقته ويرحل عن المناطق المحتلة قبل فوات الأوان وقبل أن ينفد صبر القيادة والقوات المسلحة . وأضاف الرئيس المشاط بالقول : " العدو عندما يعرف أن جهوزيتنا عالية في حال ارتكب أي جريمة سيرعوي بإذن الله أو سيجرب وسيصبح على كارثة " وأضاف : " الخلاصة يا أخواني في أبناء مذحج وحمير يا أخواني من أبناء القوات المسلحة في المنقطة العسكرية الرابعة احتراماً للأشهر الحرم واحتراماً لفضيلة وعظمة حج بيت الله الأعظم أترك الحديث عن أي نقاط سياسية وأكتفي بما قد قلت " أمن قوي وفي المقابل كان للعرض العسكري النوعي الذي نفذته وحدات رمزية من الدفع الأمنية الجديدة بمحافظة ذمار دلالات ورسائل أخرى مفادها أن الأمن يمثل الرديف القوي للجبهات العسكرية والمعزز لصمودها ونجاحها من خلال دوره في إحباط مخططات العدوان الذي يحاول اختراق وحدة الصف والجبهة الوطنية . وإلى جانب ذلك أيضا كان ولا يزال لأحرار الشعب دورهم الحاضر والمهم من خلال الإسناد القبلي بالرجال والمال والسلاح في موقف يجسد أصالة وقوة القبيلة اليمنية في الدفاع عن الشعب والوطن في مختلف المنعطفات التاريخية التي شهد فيها الوطن كثيرا من حملات الغزو والتي كانت تنتهي بهزائم نكراء وينتهي بهم المطاف في بطون الصحارى والشعاب والأدوية صرعى بعد أن جربوا حظهم مع أولي القوة والبأس الشديد .