قال المحلل السياسي والخبير الاقتصادي البروفيسور عبد العزيز الترب ان الأوضاع التي تعيشها المحافظات الواقعة تحت الاحتلال تعكس الوجه القبيح لدول العدوان وازلامهم من المرتزقة والعملاء وما نشهده اليوم من انفلات أمني وانعدام للخدمات وتردي في الأوضاع الاقتصادية يؤكد ان دول العدوان لا تريد الخير لليمن وابنائه وانما تعمل وفق مخطط تدميري لنهب الثروات والسيطرة على الممرات المائية. وأضاف البروفيسور الترب كان التسويق في اعلام دول العدوان على أن المناطق المحتلة ستشهد نهضة خدمية واقتصادية تصل بها إلى منافسة مدن الخليج الكبرى ولكن الواقع بعد نحو 9 سنوات أثبت العكس فمسلسل الاغتيالات والفوضى وسيطرة الجماعات الإرهابية على كثير من الأراضي في الجنوب بات هو المسيطر على الساحة الجنوبية اليوم وهذا هو ما جلبه الاحتلال وهذا ما يريد إغراق اليمن فيه، مزيد من الفوضى ليتسنى له تنفيذ أجندته وإكمال مشروعه الاستعماري، وبالرغم من أن الاغتيالات مستمرة منذ دخول قوات الاحتلال الإماراتي السعودي إلى المحافظات الجنوبية إلا ان ارتفاعها يؤكد مستوى التدهور الأمني الكبير الذي وصلت إليه تلك المحافظات والصراعات المحتدمة بين مليشيات الاحتلال ، فلم يكتف الاحتلال الإماراتي بالتخلص من أبناء الجنوب عبر الزج بهم في معارك الموت التي قضت على أكثر الألاف منهم . وأشار البروفيسور الترب الى ان ما تشهده المناطق الجنوبية اليوم هو احتلال مكتمل الأركان فالإمارات والسعودية باتتا اليوم تسيطران على معظم أراضي المحافظات الجنوبية وتسيطران على موانئها ومطاراتها وتستغل ثرواتها ، وها هي المحافظات الجنوبية تعيش موجة من المظاهرات والمسيرات التي تدعو إلى طرد المحتل الإماراتي والسعودي وتحرير المحافظات الجنوبية ورغم القمع الذي يتعرض له المتظاهرون إلا أن المظاهرات والمسيرات تزداد يوماً بعد آخر وهذا مؤشر على قرب خروج المحتلين من المحافظات الجنوبية التي احتلوها بدعوى التحرير ثم سرعان ما انكشفت أقنعتهم ومشروعهم الاستعماري الذي يسعى إلى تقسيم المحافظات الجنوبية فيما بينهم . ونوه البروفيسور الترب الى أن الإجراءات التي اتخذتها حكومة الخونة لم تخدم المواطن اليمني بل زادت معاناته، والودائع التي قدمت لبنك عدن مجرد تضليل إعلامي والأموال اليمنية وعائدات الثروات تودع في بنوك دول العدوان رغم الحاجة الملحة لها في الداخل لتعزيز العملة وصرف المرتبات كما ان عملية طباعة العملة على نحو مهول وبدون غطاء وتحويلها الى عملات صعبة لإضافتها الى ارصدتهم الضخمة في الخارج أدى الى انهيار مالي في هذه المحافظات واصبح ابناءها يرزحون تحت وطأة وضع معيشي خانق ومجاعة لطالما استخدمتها الأممالمتحدة كشعارات لابتزاز المانحين. واكد البروفيسور الترب ان النموذج السيئ في المناطق المحتلة تسعى دول العدوان الى تعميمه في الجنوب والشمال وهو ما يستدعي التنبه له ووضع الحلول العاجلة لاخراج البلد من الوضع الإداري المزري والبدء بثورة تصحيح تشمل كافة مناحي الحياة لتفويت الفرصة على العدوان من استكمال تحقيق مخططاته التدميرية في اليمن فتدهور الوضع الإنساني والاقتصادي في اليمن ليس إلا نتيجة عمل متعمد من قبل العدوان، ومن ورائه كل من أمريكا وبريطانيا وفرنسا، التي أكدت تقارير الأممالمتحدة استخدامها للاقتصاد كورقة حرب، وخلقت أسوأ أزمة انسانية على مستوى العالم. ونوه البروفيسور الترب الى ان زيارة السفير الأمريكي لعدن ومقابلة مدير الأمن دليل على خوف الاحتلال الأجنبي من تصاعد وتيرة الرفض للوجود الأجنبي حيث اصبح الجميع يدرك انه لن تتحقق الدولة والمعيشة الكريمة للمواطن مع بقاء المحتل ومرتزقته .