قال الدكتور عبد الرحمن ثابت استاذ سمية المبيدات بجامعة صنعاء ان اليمن ستكون خالية من المبيدات الممنوعة والمحرمة الاستخدام بعد الثلاثة الأشهر القادمة , مشيرا الى انه يتم حالياً سحب ألف مركب من أنواع المبيدات من الأسواق والمحال التجارية والتي دخلت إلى الأسواق اليمنية وكدست بالمخازن التجارية لبيع المبيدات وبطرق غير مدروسة تمهيداً لإتلافها من قبل وزارة الزراعة والري بالإضافة إلى إعادة بعضها إلى بلد المنشأ. وأوضح الدكتور ثابت في حوار قصير مع "26سبتمبرنت" انه تم مؤخراً فحص أكثر من 1200 مركب من المبيدات المسجلة بوزارة الزراعة والري ووجد منها 1000 مركب ممنوعة وخطيرة وشديدة السمية على صحة الإنسان. وأضاف ان الفريق العلمي المكلف معه بسحب عينات نوعين من المبيدات التجارية في الاسواق المحلية والذي يطلق عليه محلياً "مائعة" مربي الاغصان وانه ووفقاً للدراسة الميدانية الإحصائية اكتشف انه قد تم ومنذ عام 2002م وحتى عام 2005م استيراد 8 مليون لتر من المادتين التجاريتين المذكورتين وبلغت تكلفتها الإجمالية حسب الدراسة 760 مليار ريال. موضحاً ان وزارة الزراعة والري حالياً ممثلة باللجنة المتخصصة للمبيدات قد استكملت حالياً إعداد قائمة بالمبيدات الممنوعة شملت 335 مادة فعالة وانه قريباً سيتم الاعلان عنها في الجريدة الرسمية في اليمن . ونفى الدكتور عبد الرحمن ثابت ما تناولته سابقاً بعض الصحف من ان هذه المخزون التجاري من المبيدات في اليمن يستخدم في بعض المحاصيل الزراعية الغذائية وقال ان ذلك مجرد فرقعات إعلامية لا تستند إلى حقائق علمية من قبل مختصون باعتبار ان المبيدات في اليمن 99% منها يستخدم لتربية أغصان القات وليست هناك حاجة للمزارع اليمني ان يستخدم هذه السموم في المحصول الغذائي. مشيراً إلى ان قضية تخليص اليمن من المبيدات الممنوعة تلقى اهتمام على المستوى الرسمي والشخصي من قبل فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وان الرئيس يتابع أسبوعيا إنجازات اللجنة المكلفة بهذا الأمر وان قيادة وزارة الزراعة الجديدة ممثلة بالدكتور/ جلال فقيرة تبذل كل جهودها في سبيل انجاز مشروع إبادة وإتلاف كل الكميات من المبيدات الممنوعة في اليمن. منوهاً إلى ان الخسائر البشرية سنوياً في اليمن بلغت حتى 20 ألف حالة من السكان بالأمراض المختلفة السرطانية نتيجة مضغ القات الذي يستخدم مثل هذه السموم الممنوعة فيه بشكل كبير وبطرق عشوائية في اليمن. ومن ناحية ثانية قدر الدكتور عبد الرحمن ثابت إن ما بين 50 إلى 70% من حالات امراض السرطان في اليمن سببها المبيدات والمعلبات الغذائية , وافاد الدكتور عبد الرحمن ثابت( استاذ سمية المبيدات وتلوث البيئة بجامعة صنعاء) في دراسة ميدانية قام بها قبل عدة اشهر وجود 700 مركب من المبيدات في السوق اليمنية مستوردة في حين توجد مبيدات أخرى غير محددة لأنها غير مسجلة يخفيها التجار ويبيعونها للمرزارعين وفي معظمها مبيدات محرمة دولياً. وقال ان المبيدات المهربة تشكل جزء كبيراً من حجم المبيدات في السوق جرى تغيير تركيبتها من قبل الشركات والمجهزة لها لتعمل على زيادة هيجان النمو الخضري في شجرة القات و ان معظم تلك المبيدات يسبب السرطان , وذلك على قوله بان حالات السرطان كانت 2500 حالة عام 95م في حين وصلت الأن إلى 15 ألف حالة في السنة وأضاف ان أكثر حالات السرطان تصيب الفم واللثة عند متناولي القات والمزارعين كما تصيب الأطفال. أوضح الدكتور عبد الرحمن الذي يعمل ايضاً أمينا عاماً لجمعية مكافحة السرطان ان مضغ القات لمدة ست ساعات يعمل على تمزق اللثة وإسالة الدم حين تنتقل السميات بواسطة الجروح عبر الجسم وتتراكم فيه وتظهر أثارها مع تقدم العمر في حوالي سن الخمسين أما إصابة الأطفال فينجم عن انتقال السمو في حالة الأمهات المحزنات من الام عبر (الحبل السري) مما يحدث تشوهات خلقية في الأطفال من مراحل الحمل الاولى . وكشف الدكتور عبد الرحمن ثابت عن تعرضه لتهديد بالقتل بسبب نشاطه حول في هذا المجال , معتبرا ان هذا التهديد هو ضريبة لعملة المثابر من اجل حماية الإنسان اليمني من مخاطر المبيدات لكنه اعرب عن تفاؤله بجدية التوجه نحو الحماية من المبيدات منها تشكل لجنة لتسجيل المبيدات بوزارة الزراعة تتبع الإدارة العامة لوقاية المزروعات وإقالة مسؤولين اثنين سابقين في إدارة المبيدات ووقاية النباتات وكذا منع دخول مبيدات وصلت إلى المواني واستخدام أجهزة جديدة لقياس مشتقات المبيدات في المواد الغذائية . لافتا الى حملة توعية رسمية بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني حول الاستخدام الأمن للمبيدات ووسائل الوقاية تشمل المزارعين والطلاب والتجار والمستوردين. مطالبا في ختم حديثه ل 26سبتمبرنت الجهات المسؤولة الاهتمام بالكودار المتخصصة بالمبيدات ووقاية النباتات الذين تخرجوا من كليات الزراعة وهم يعملون في غير تخصصهم حيث يتم تعينهم في الموانى البحرية لمتابعات الإجراءات الصحيحة المتبعة في استيراد المبيدات باعتبارهم الاقدر على التنفيذ الناجح لها.