الشعر الزائد مشكلة تؤرق حواء ، وتظهر هذه المشكلة جلياً فى النساء اللواتي يعانين من مرض "تكيس المبايض المتعدد" وزيادة الوزن المفرطة. وكثير من النساء اللواتي يعانين من مشكلة الشعر الزائد قد يكون لديهن أيضا مشكلات مرتبطة بالدورة الشهرية قد تصل إلى العقم وعدم القدرة على الإنجاب. وتتسبب مشكلة نمو الشعر المزعجة من ضغوط نفسية شديدة ، عندما تنفق حواء وقتاً ومالاً كثيرا للتخلص منه. ويرجع السبب في ظهور الشعر الزائد إلى عوامل متداخلة منها العوامل الهرمونية والوراثية وأسلوب الحياة ، كلها تتجمع لكي تحدد كمية الشعر الزائد وأماكن نموها ،وعلميا فإن الشعر الزائد غالبا ما يظهر نتيجة لارتفاع معدلات الهرمونات الأندروجينية (الذكورية) مثل التستستيرون، وغيره. والتستستيرون هو الهرمون الرئيسي الذي يهمنا في هذا المجال ، ومن الطبيعي أن الرجال لديهم مستويات عالية من التستستيرون بينما تكون النسبة لدى النساء قليلة، وعندما تزيد هذه النسبة لدى المرأة زيادة كبيرة فان الشعر الزائد يبدأ في الظهور، بينما تؤدي زيادة نسبة هذا الهرمون في الرجال إلى حدوث مشكلات في البروستاتا..وقد يحدث في بعض الحالات أن يظهر الشعر الزائد عند بعض النساء حتى مع وجود الهرمونات الذكورية بنسب طبيعية وذلك عندما يكون الجسد حساسا بصورة أكثر من اللازم لهذه الهرمونات، وفي هذه الحالة تسمي الحالة "الشعر الزائد مجهول الأسباب". والجينات هي عامل متداخل في ظهور الشعر الزائد، ذلك أن الاستعداد الجيني يمكن أن يقود عملية التمثيل الحيوي في الجسم إلى تخليق ظروف ملائمة لنمو الشعر غير المرغوب فيه. وبصورة عامة فإن ما تأكله المرأة والتمرينات الرياضية التي تقوم بها والنوم الذي يرتاح به جسدها، والطريقة التي تتحكم بها في الضغوط النفسية، وأيضا عوامل التلوث التي تتعرض لها،هذه كلها عوامل تؤثر بصورة مباشرة على ما تقوم به الجينات في الجسد. وهكذا فانه يمكن التحكم في الشعر الزائد بصورة جزئية عن طريق التحكم في نوع الغذاء والتمرينات والنوم والبعد عن الملوثات. أيضاً تلعب السمنة دوراً كبيراً في زيادة الشعر الزائد بالجسم ، ففي حالات زيادة الوزن يتراكم الدهن في أنسجة الجسم ، فتنخفض حساسية هذه الأنسجة لهرمون الأنسولين، مما يؤدي بالبنكرياس إلى زيادة كمية هذا الهرمون، وتقود هذه الزيادة إلى الإحساس بالجوع مما يستدعي المزيد من الأكل وبالتالي إلى مزيد من السمنة، كما أن هذه الزيادة في هرمون الأنسولين تؤدي إلى استثارة المبيضين للقيام بإفراز كمية كبيرة من الهرمونات الأندروجينية "الذكورية" مما يؤدي إلى ظهور الشعر الزائد في مناطق غير مرغوب فيها،وفي هذه الحالة تظهر في المبيضين أكياس صغيرة متعددة، وتعرف هذه الحالة باسم "تكيس المبايض المتعدد"، وتقود زيادة هذه الهرمونات إلى اضطراب الدورة الشهرية والى العقم المؤقت الذي يمكن علاجه بزوال أسباب تكونه، وأولها خفض الوزن والتقليل من تناول الأغذية الكربوهيدراتية مثل السكريات والنشويات. ويؤكد الأطباء أن يمكن العلاج في هذه الحالة بصورة مؤقتة عن طريق إزالة الشعر الزائد بوسائل تعرفها معظم السيدات ، كما توجد بعض الكريمات وأنواع الغسول التي تعمل كيميائيا على إذابة الشعر، ولكنها قد تؤدي إلى حساسية الجلد ، ويمكن إزالة الشعر الزائد باستعمال التحليل الكهربي لجذور الشعر حيث يتم تدمير حويصلة الشعر بالكامل وهذا العلاج يتم في عيادة طبيب الجلد، وتعتمد نسبة نجاح هذه الطريقة على نوع الجلد والشعر. ولا تخلو أي من طرق التخلص من الشعر الزائد من المخاطر بنسبة % 100، كما أن استمرار النتائج لفترة طوية غير مضمون أيضا، فهناك مخاطر العدوى والتدمير الجزئي للجلد المحيط ببصيلة الشعر. الليزر أحدث طرق إزالة الشعر تستخدم الليزر في هذه المهمة، والليزر المستخدم هو ضوء بمواصفات معينة وفي طول موجي محدد، ويمتص الشعر الأسود هذا الليزر دون أن يؤثر على أي مكون آخر للجلد، وهذه صفة من صفات الليزر حيث إن لكل نوع من أنواع الليزر لونا معينا فقط يمتصه ويتأثر به، وهكذا يتم تدمير بصيلات الشعر، ولكن يجب مراعاة أن الشعر حديث النمو والذي يتسم بلون أشقر ولم يتحول بعد للأسود لا يتأثر بهذا الليزر، ومن ثم ينمو فيختلط الأمر على البعض معتقدين أن الليزر لم يقض على الشعر، والصحيح أنه يقضي على الشعر الأسود كامل النمو، أما الشعر الأشقر في طور النمو فانه لا يتأثر، لذا يجب أن يتم العلاج في جلسات متكررة حتى يتم التأكد من التخلص من الشعر الزائد بالكامل بعد تحول الشعر الأشقر الحديث إلى شعر أسود كامل النمو. وللتخلص من الشعر بالليزر محاذيره إذ يجب ألا يستعمل مع ذوات الجلد الداكن حيث إنه سيؤثر على الجلد نفسه لوجود صبغات سمراء اللون تمتص الليزر بجانب بويصلات الشعر، كما يجب ألا يستعمل مع ذوات الشعر غير الأسود الذي لن يتأثر بالعلاج. * صحبفة الرياض :