ضمن استراتيجية خوض غمار معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس", تواصل القوات المسلحة تنفيذ عملياتها العسكرية النوعية ضد كيان العدو الصهيوني الغاصب وامريكا وحلفها البحري بصورة متصاعدة وبأسلحة تتناسب مع كل مرحلة من مراحل التصعيد التي دخلت المرحلة الرابعة منها حيز التنفيذ بتطورات مهمة, ويتوجس كثير من المراقبين عما ستسفر عنه العمليات العسكرية في المرحلتين الخامسة والسادسة من التصعيد التي أشار اليها السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في خطابه التعبوي الأسبوعي.. مما يؤكد امتلاك القوات المسلحة اليمنية أسلحة ردع استراتيجية قادرة على الحاق الهزائم الماحقة بالعدو الصهيوني وتشديد الحصار عليه وعلى كافة السفن التي تحاول نقل البضائع نحو الموانئ الفلسطينيةالمحتلة. ناصر الخذري على مدى سبعة أشهر من الاسناد العسكري المستمر الذي تقوم به القوات المسلحة اليمنية دعما للمقاومة في قطاع غزة ونصرة لمظلومية الشعب الفلسطيني تأكد للجميع المستوى الكبير والتطور النوعي الذي وصلت اليه القوات المسلحة في التدريب والتأهيل والتسليح الذي جعل من القوات المسلحة اليمنية الفتية تحقق نجاحات غير مسبوقة في خوض الصراع مع اعتى قوى العالم تتقدمها أمريكا بحلف بحري وقوات نوعية وحاملات الطائرات والبوارج الحربية التي دخلت للمياه الإقليمية اليمنية والمياه الدولية في إطار المساعي الأمريكية لكسر الحظر البحري المفروض على الملاحة الصهيونية. المفاجآت القادمة عقب إعلان القوات المسلحة دخول المرحلة الرابعة من التصعيد حيز التنفيذ تزايدت مخاوف التحركات للسفن والمدمرات الأمريكية في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي والى جانب التمويه باتت حركة تلك السفن المستهدفة محفوفة بالمخاطر في حال غامرت وتجاهلت تحذيرات القوات المسلحة, وفي هذا السياق أشار السيد القائد عبدالملك الحوثي أن القوات البحرية الأمريكية باتت تحتمي وتتمترس بالسفن الأوروبية ولكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل في ظل الرصد الدقيق لقواتنا للحركة الملاحية ووجهة كل السفن, مما حد من حركة السفن البحرية المرتبطة بإسرائيل وجعلها تتكدس في طابور بحري طويل بعيدا عن المناطق المحظورة امام الملاحة الإسرائيلية. الخيارات الاستراتيجية المح السيد القائد عبدالملك الحوثي عن جولات قادمة بينها الخامسة والسادسة والخيارات الاستراتيجية المهمة والحساسة التي تمتلكها القوات المسلحة وقدرتها في الردع والتأثير على العدو بشكل كبير.. هذه المؤشرات التي تضمنها خطاب السيد القائد يوضح بأن هناك أسلحة ردع جديدة سيكشف عنها في المراحل القادمة من التصعيد وسيكون لدخولها ضمن منظومة العمل في القوات المسلحة الأثر الكبير خاصة بعد أن شملت المرحلة الرابعة ضم منطقة البحر المتوسط ضمن نطاق عمليات القوات المسلحة لحظر حركة الملاحة المرتبطة بكيان العدو الصهيوني والتي يصل مدى الضربات الموجهة اليها بمسافة تقدر بأكثر من 2500 كم, مما يعني بأن المراحل القادمة ستكون ابعد مدى من حيث توجيه الضربات التي ربما تتجاوز ما بعد المناطق المحتلة لتجعلها في دائرة النار والاستهداف للقوت المسلحة اليمنية. اختبار للقدرات سير المعارك التي خاضتها قواتنا المسلحة خلال ما يقارب العقد من الزمن وهي تتصدي لتحالف العدوان بقيادة النظامين السعودي والاماراتي اثبت بأن القوات المسلحة لديها من القدرات والإمكانات العسكرية ما يمكنها من الدفاع عن السيادة, وبالنظر الى التطورات والأحداث والعمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة في الوقوف امام اعتي قوة تقودها أمريكا بصورة مباشرة والدول المتحالفة معا ضمن المعركة المستمرة الى جانب الشعب الفلسطيني اكد بصورة أوضح وأدق كفاءة وقدرات القوات المسلحة التي تخوض هذه العلميات النوعية ضمن معركة شاملة ومعقدة وهذا ما جعل العدو يعترف بالواقع الذي لامسه في ميادين المواجهة بعد ان كان في السابق يربط عمليات القوات المسلحة بدعم خارجي. الدلالات والأبعاد كثير من الخبراء والمحللين العسكريين والسياسيين المتابعين للشأن اليمني يرون أن هذا التطور المتسارع جعل من اليمن قوة صاعدة في قارة آسيا بشكل يستدعي من الدول المناهضة للهيمنة الامريكية أن تستغل هذا النجاح وان تسعى الى التكتل وتشكيل حلف قوي لوقف الغطرسة الأمريكية وسطوتها على القرار العالمي وتنفيذ اجندتها الاستعمارية من خلال الصهاينة الذين جعلت منهم منصة للاستعمار الجديد للوثوب والسيطرة على خيرات ومقدرات الشعوب.. وهذا ما يحتم على العالم العربي والإسلامي الاهتمام ببناء قوة الردع للدفاع عن السيادة ولكبح جماح الاستعمار الأمريكي واطماعه التوسعية في منطقة الشرق الأوسط والعالم بشكل عام, وهذه المتغيرات والفشل الذريع الذي لحق بأمريكا ومدمراتها وطائراتها الحديثة بعد اسقاط وتدمير عدد منها رغم كلفة الإنتاج الباهظة التقنيات الحديثة التي زودت بها تلك الأسلحة الامريكية. تفعيل المخزون خلال العقود المنصرمة وبعد نكبة 48 م وتمكين الصهاينة من ارض فلسطين بدعم بريطاني وامريكي وغربي واسع عملت كثير من الأنظمة العربية على بناء قدراتها العسكرية واستنزفت مليارات الدولارات في إطار خطة الدفاع عن أمنها القومي وفي اطار التصدي للاحتلال الصهيوني الغاصب, وعندما حان الوقت الذي يفترض ان تتفعل تلك الأسلحة للدفاع عن قضية العرب والمسلمين الأولى (فلسطين) صمتت تلك المدافع والصواريخ وجبن قادة بعض الأنظمة العربية عن القيام بدورهم في هذا الظرف التاريخي الاستثنائي الهام الذي يتعرض فيه الشعب الفلسطيني لحرب إبادة في إطار الأهداف الامريكية والصهيونية لاقتلاع الشعب الفلسطيني من جذوره, هذا الصمت المريب غير المسبوق جعل الكثير يتساءل عن هذا السكوت والتماهي مع الاحتلال بشكل علني, وفي هذا السياق اكد السيد القائد أن اليمن على استعداد لتفعيل الأسلحة اذا ما رغبت الدول العربية في ذلك بدلا من ان يأكلها الصدأ في إشارة الى ان الخوف المعشعش في رؤوس تلك الأنظمة العربية لن يفيدها بل سيجعل منها لقمة سائغة للعدو حال استكمال أهدافه في غزة. وحدة الموقف العربي العدوان الوحشي الصهيوني المستمر على قطاع غزة بمختلف وسائل القتل والتدمير كفيل بأن يحرك ضمائر قادة الأنظمة العربية والشعوب للوقوف امام حرب الإبادة واسناد المقاومة في غزة بمختلف الوسائل عسكريا وسياسيا واقتصاديا فإنتصار غزة هو انتصار للعرب وهزيمتها هزيمة للعرب كل العرب, ولذلك فإن الدعوات الصادقة التي عبرت عنها القيادات الوطنية في صنعاء للوقوف مع مصر تؤكد أهمية وحدة الموقف العربي في هذه المرحلة الهامة من تاريخ الوطن العربي, باعتبارها محطة فاصلة ومصيرية في ظل تكالب أمريكا والدول التابعة لها على قطاع غزة في موقف علني واضح فيما اغلب قادة الدول العربية والإسلامية لم يصدر عنهم أي موقف فردي أو موحد حتى الآن. وهم المفاوضات اثبتت التجارب السابقة وجولات المفاوضات أن السلام لايزال مقيداً و محاصراً ولن يرى النور ولن تتحقق دولة فلسطينية مستقلة ولن يقرر مصير الشعب الفلسطيني الاحتلال ولا أمريكا نظرا للمخطط الواسع والرؤية والعقيدة التي لا تؤمن الا بتحقيق أطماع إسرائيل في التوسع من النهر الى البحر وهذا ما يؤكد صعوبة الحل السياسي مع هذا الاحتلال المدعوم أمريكيا ولن تجدي معه الا لغة القوة وتصعيد المقاومة باعتبارها الطريق الوحيد الى النصر, وفي هذا المرحلة الهامة فإن القضية الفلسطينية بحاجة للوقوف الصادق الى جانبها في مواجهتها لهذا العدوان المتوحش وغير المسبوق الذي يوغل في الدماء دون ردع لوقف كل هذه الجداول من الدماء.. وفي هذا السياق يقول الكاتب والشاعر اليمني الكبير عبدالله البردوني : " إن احتياجات القضية الفلسطينية إلى الأعوان المخلصين أشد من احتياجها إلى الدعم المالي والدعاية الإعلامية فقد اثبتت التجارب أن الالتزام بالمبدأ النضالي هو الطريق إلى النصر لأن السلام الذي تدعو إليه بعض الأنظمة لا يتبناه الصهاينة ولا حلفاؤهم في البيت الأبيض". 3 عمليات نوعية لحظة بلحظة تتابع القيادة الثورية والسياسية في اليمن ما يقوم الاحتلال الصهيوني من استهداف وقصف للمدنيين في قطاع غزة وفي معبر رفح الذي اصبح تحت سيطرة الاحتلال, وفي ظل هذا القتل والحصار المطبق تواصل القوات المسلحة عملياتها بدك الأهداف التابعة للاحتلال الصهيوني في المناطق المحظورة من المحيط الهندي الى البحر المتوسط وعمق الأراضي الفلسطينية. وكانت القوات المسلحة قد أعلنت في بيان لها الخميس 9 مايو الجاري عن تنفيذ ثلاث عمليات استهدفت سفينتين إسرائيليتين في خليج عدن، وسفينة في المحيط الهندي والبحر العربي بعدد من الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة. وأوضحت القوات المسلحة أن القوات البحرية وسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية نفذت عملية مشتركة، استهدفت سفينتي MSC DEGO وSC GINA الإسرائيليتين في خليج عدن بعدد من الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة وكانت الإصابة دقيقة. وأفاد البيان بأن القوة الصاروخية نفذت عمليتين نوعيتين في المحيط الهندي والبحر العربي استهدفتا سفينة MSC VITTORIA، وكانت الإصابة مباشرة. وأكد أن القوات المسلحة اليمنية تتابع تطورات الموقف في قطاع غزة ولن تتردد في تصعيد عملياتها العسكرية انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني، ومستمرة في منع الملاحة الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ فلسطينالمحتلة في منطقة العمليات المعلن عنها وذلك حتى رفع الحصار ووقف العدوان في قطاع غزة. القادم أعظم بالتأكيد أن الأيام القادمة ستكون حافلة بالمزيد من العمليات العسكرية النوعية ضد الاحتلال الصهيوني وضد الشركات الملاحية المرتبطة به في أي مكان كانت وفي أي وجهة تكون وهذا ما أكدت عليه القوات المسلحة في المرحلة الرابعة من التصعيد, ولن تقف القوات المسلحة عند هذه المرحلة من التصعيد وإنما ستتبعها مراحل أخرى بشكل متتابع وبضربات تكون اشد وأقوى ضد المحتل الصهيوني الذي يواصل بمشاركة مباشرة أمريكية في إبادة سكان قطاع غزة واجبارهم على النزوح القسري من شمال غزة الى جنوبها ومن جنوبها الى الوسط ونحو الشمال المدمر شبه كلي مما جعل ظروف الحياة صعبة وقاسية في ظل الحصار والتجويع والقتل المتعمد تحت مبررات واهية, ولا مجال أمام قواتنا إلا مواصلة ضرباتها المساندة والداعمة للمقاومة في قطاع غزة وهذا ما نأمل ان يبادر اليه قادة الأنظمة العربية الى الاقتداء باليمن في اسناد المقاومة أيضا حتى على المستوى السياسي على اقل تقدير بالإعلان عن وقف التطبيع مع الاحتلال الصهيوني الذي أخل بالمواثيق والاتفاقيات المبرمة معه سابقا, مالم فإن التداعيات لما يحدث في قطاع غزة سيكتوي بنارها كل من خذل الشعب الفلسطيني في هذا المنعطف التاريخي الخطير في تاريخ الأمة العربية والقضية الفلسطينية التي تتعرض للتصفية بتواطؤ معظم قادة الأنظمة العربية والإسلامية بشكل واضح.