= اليمن الموحد .. ضمانة الأمن والاستقرار الاقليمي والدولي = ينبغي ان يتحرر الوطن من المليشيات الانفصالية ومن المنبطحين = جيوسياسية اليمن واستراتيجية وحدته قيمة معنوية يجب العناية بها على أعتاب ثلاثة عقود ونصف تكون وحدة اليمن قد أبحرت بسفائنها في امواج متلاطمة من الصراعات ومن التعايشات ومن الآمال العريضة التي لم تجد متسعاً من الوقت ومن الجهد ومن العمل لترسيخ مفاهيم وحدوية في الحياة السياسية والاقتصادية .. , بل أن النسيج الاجتماعي تعرض لهزات غير ضرورية وغير وطنية جراء تراكمات الماضي القريب الذي اصطنع فيه بقصد احداث اكبر ضرر في هذا النسيج . رغم كل هذا ظلت وحدة الوطن اليمني المعطى البراق وظل الشعب اليمني وفياً لوحدته وانطلقت الشرائح الاجتماعية في اندماجات وفي تماهي إيجابي .. وتحركت موجة اقتصادية في الخارطة اليمنية معززة بذلك التوجيهات نحو وحدة اليمن البلاد والعباد .. وحين كانت تطل الذكرى السنوية لوحدة اليمن كانت الجموع تبادر الى إظهار الاحتفاء والاحتفال بيوم اعلان الوحدة اليمنية في 22مايو .. وهي احتفالات طوعية تنمي من مشاعر الوطنية وتؤكد ان المسار الوحدوي قد ترسخ في الوجدان الشعبي وتجاوز كثيراً محاولات التلاعب بهذه المشاعر أو توظيفها لمصلحة سياسية أو لخدمة فريق دون آخر .. والأول مرة تكون المعطيات الوحدوية اليمنية هي الثابت فيما الانماط السياسية هي المتحول والمتعدد وتأثيرها وقتي فقط .. حينها فقط يمكن ان نؤكد ان وحدة اليمن قد توثقت في القلوب وفي الوجدان الشعبي وفي الثقافة العامة بما ينمي من مقومات الهوية اليمنية الواحدة .. وهذا ما بدا واضحاً خلال السنوات الماضية رغم أن هناك تحديات كثيرة ظلت تزاحم الآمال والأماني الطيبة التي تحيط بالمفهوم الوحدوي, وهذا يجسد اهمية وحدة الوطن اليمني وما يمثله والمثير للاهتمام ان المحيط الاقليمي والدولي الذي كان معارضاً لقيام وحدة اليمن , وظل يكيل لها المؤامرات المتوالية .. وتضع العراقيل أمام سيرها الآن هذا المحيط اليوم من فرضية مصلحته الناشئة يرى في وحدة اليمن سبباً وعاملاً للاستقرار للإقليم والمحيط الدولي .. ولهذا فقد اعلنت قيادات اقليمية ودولية دعمها لاستمرار الوحدة ودعم الجمهورية اليمنية وهذا تحول مهم في المفاهيم وفي القناعات التي تسهم في توثيق دعائم هذه الوحدة التي هي ضمانة مؤكدة لأمن واستقرار المنطقة .. لاسيما وأن دعاة الانفصال قد ثبت فشلهم في تقديم النموذج أو في السيطرة المناسبة على الادارة السياسية والامنية والاقتصادية اذ تحولت تلك القوى الانفصالية الى عبء ثقيل على الاقليم وعلى المحيط الدولي وفتحت المجال لحسابات منفلته وطغيان مواقف لا مسؤولة وضياع التماسك الداخلي الذي يفرز بحدوث مواقف شديدة الاضطراب في منطقة حساسة في باب المندب وخليج عدن والبحر الأحمر لان الارهاب يجد في الانفلات وفي ضعف السيطرة الامنية وفي الفساد المستشري في اوساط مليشيات القوى الانفصالية فرصة مواتية للتوطين والتواجد والنشاط .. وما يجري في أبين وفي شبوة وكذا في بعض احيا عدن ولحج خير شاهد وخير دليل على ان التحديات الارهابية المتجاوزة الحدود ' مما ينذر بتطورات غير مسيطر عليها وفي الراهن المعاش رغم الاضطراب الكبير وفي تزاحم معطيات المواجهات والقتال والحرب العدوانية والحصار الا أن هذه الأمور سوف تجد لها معالجات إذا صدق السير والتوجه نحو إرساء اسس سلام جديد ومشرف وندي .. لان الترميم لمثل هذه المواقف سوف يفضي إلى بلسمة منتظرة وارساء قيم تعايش قادمة لاسيما وان اليمن وقيادتها ليست قيادات موتورة , بل تحكمها قيم نبيلة ورغبة مؤكدة في تجاوز حقول الالغام البشرية التي في مجملها مصطنعة ولا تخلو من درس ومن تلفيق ومن فتن ومن عمل استخباري يحرص على ان تكون اليمن في بؤرة المشكلات مع داخلها ومع محيطها الاقليمي اذ ان ايادي المخابرات الامريكية والصهيونية ظاهرة ويكفي ان ندرك ان الحرب على اليمن صدرت من واشنطن واعلن عنها من هناك .. وجدت الرياض نفسها في مأزق لم تستطع حتى اليوم ان تجد مخرجاً منها , وحين تعززت عندها النية للخروج وجدت منعاً امريكياً قائماً .. ومن هنا يمكن إجمال عدد من المعطيات التي تخدم وحدة اليمن وتخدم استقرار المنطقة . 1. الإسراع في رحيل القوات الاجنبية من الخارطة اليمنية ومن جزرها . 2. ضمان احترام السيادة الوطنية لليمن والتأكيد على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لليمن . 3. وضع اسس ملزمة لأعمار ما خربته الحرب العدوانية والحصار الجائر . 4. بناء شراكة حيوية قائمة على اسس الاحترام المتبادل واتباع انماط فاعلة لهذه الشراكة . 5. اعتبار اليمن هي العمق الاستراتيجي لمحيطها الاقليمي والعربي والاسلامي وعلى أساسه تؤسس علاقات جوار نوعية تبتعد عن اساليب الوصاية التي كانت متبعة سابقاً .