تواصلت الاعترافاتُ الأمريكيةُ بصعوبةِ المواجهة البحرية مع القوات المسلحة اليمنية، وبفشل الولاياتالمتحدة في تثبيت "ردع" يوقفُ الجبهة اليمنية المساندة لغزة، وتحول مساعي البيت الأبيض لحماية العدوّ الصهيوني من التهديد اليمني إلى ورطة تستنزف القدرات العسكرية الأمريكية بشكل أكبر من الجبهة الأوكرانية. ونشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية هذا الأسبوع تقريرًا، ذكرت فيه أنه "ليس من المعتاد أن تتصدر مدمّرة تابعة للبحرية الأمريكية عائدة من عملية نشر روتينية عناوين الأخبار الرئيسية، لكن عودة المدمّرة يو إس إس كارني إلى الوطن كانت تستحق الاهتمام؛ لأَنَّ القوات البحرية الأمريكية تقاتل بوتيرة لم تشهدها منذ الحرب العالمية الثانية". وأوضح التقرير أن "المدمّرة يو إس إس كارني وصلت إلى ميناء فلوريدا مؤخّراً بعد انتشار استمر 235 يوماً، قضت جزءًا كبيرًا منه في مواجهة الطائرات بدون طيار والصواريخ اليمنية". ونقل التقرير عن الأدميرال ليزا فرانشيتي، رئيسة عمليات البحرية الأمريكية، قولها: إن السفينة "خاضت 51 اشتباكًا في 6 أشهر". وأضافت: أنّ "آخر مرة اشتبكت فيها قواتنا البحرية مباشرة مع العدوّ بمثل هذه الدرجة، كانت في طريق العودة أثناء الحرب العالمية الثانية، وكانت حينها المدمّرة يو إس إس هيو هادلي، مع سجل اشتباكها البالغ 23" مشيرة إلى أن ذلك كان في مايو 1945. ونقل التقرير عن قائد المدمّرة كارني قوله إن قواته لم تكن تملك سوى تسع ثوان أَو أكثر قليلًا للتعامل مع الهجمات اليمنية بالصواريخ المضادة للسفن. وأوضح تقرير "وول ستريت جورنال" أنه "ليس لدى إدارة بايدن خطة واضحة للقضاء على التهديد الآن بعد أن فشل تحالفها البحري الدولي والضربات الجوية بشكل واضح". وتساءل التقرير: "هل سيخصص بايدن أموال الدفاع لإعادة ملء مخزونات الأسلحة الأمريكية؟، حَيثُ تعتمد المدمّرات على صواريخ دقيقة متطورة لإسقاط الطائرات بدون طيار الرخيصة". وَأَضَافَ أنه "على الرغم من كُلّ الذعر من أن الحرب في أوكرانيا تستنزف ترسانات أمريكا، فَإنَّ إخفاقات بايدن في الردع في البحر الأحمر يمكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلى الإضرار بالاستعداد العسكري الأمريكي أكثر من سنوات من الحرب البرية في أُورُوبا الشرقية". وطيلة الأسابيع والأشهر الماضية أدلى ضباط في البحرية الأمريكية باعترافات صريحة وصفوا فيها المواجهة مع اليمن بأنها "أكبر تحدٍّ للبحرية الأمريكية في التأريخ الحديث" مؤكّدين أن هذه هي المرة الأولى التي تواجه فيها القطع الحربية الأمريكية في البحر هجمات شبه يومية بالصواريخ البالستية. وأقر الضباط الأمريكيون خلال الفترة الماضية بأن الولاياتالمتحدة لا تستطيع لوحدها أن تواجه العمليات البحرية اليمنية، كما أقروا بعدم امتلاك الجيش الأمريكي أية معلومات استخباراتية عن طبيعة وحجم الترسانة العسكرية اليمنية. والأسبوع الماضي أكّد مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية أن اليمن يمتلك أسلحة تستطيع الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط، وأقر بأن ذلك يثير قلق الولاياتالمتحدة.