على عجل تم استدعاء وفد اللجنة الوزارية المكلف من القمة العربية الاسلامية المشتركة للقاء الرئيس الفرنسي .. ماكرون لتدارس ايصال المساعدات بشكل كامل الى قطاع غزة والاتجاه الى دعم حل الدولتين .. وبالطبع جرى بحث التحركات التي تكفل ايقاف الحرب الاسرائيلية ضد غزة . وبقراءة سريعة للمستجدات في العالم والمنطقة يتبين ان الكيان الصهيوني قد وصل الى طريق مسدود بعد أكثر من ثمانية اشهر من حرب عدوانية استنزفت الكيان الصهيوني واستنزفت الاقتصاد العالمي وبالتحديد الاصابة المباشرة لسلاسل التوريد للصناعة في أروبا التي حولت حرب غزة ودخول اليمن والعراق ولبنان في مواجهة مفتوحة مع الكيان الصهيوني وكذا مع السطوة الامريكية الاوروبية التي لا تخفي اسنادها الواضح والمتدفق دون توقف لآلة الحرب الصهيونية ان لم تكن مساهمة فيها بشكل مباشر .. وخاصة ان هناك معلومات ان حوالى عشرين الف مقاتل امريكي متورطون في حرب غزة وفي العدوان على احيائها وعلى سكانها . وقد كان لجنوب افريقيا وكذا دول أمريكا اللاتينية وأيضاً اعتراف الدول الاوروبية الثلاث اسبانيا والنرويج وايرلندا بدولة فلسطين وكان قد سبق ذلك تصويت الاممالمتحدة على العضوية الكاملة لدولة فلسطين ثم صدور قرار محكمة الجنايات الدولية بشان نتنياهو وجماعته .. وتصاعد الصدى الدولي لهذا القرار لا نه لأول مرة يصبح الكيان الصهيوني في وضع اهتزازي ومضطرب ويلقي التوبيخ والتقريع من دول عديدة ومن جهات عديدة .. لقد انكشف هذا الكيان وظهر على حقيقته وبدا كيان استيطاني ضعيف يستند الى دعم خرافي من أمريكا وعدد من دول اوروبا .. , بل انه قائم على الابتزاز الصهيوني والماسوني وعلى اللوبيات الصهيونية المتغلغلة في مفاصل السلطات الغربية والادارات الحاكمة في واشنطن .. لكن أمام صلابة الفلسطينيين وأمام جديتهم وصدقهم وتضحياتهم فهو أوهن من بيت العنكبوت وها نحن نشهد ذلك بعد ثمانية أشهر من القتال والمرابطة والصبر الاستراتيجي والمقدرة على توجيه المقاومة لضربات متوالية الى قوات العدو الصهيوني الذي تصاعدت خسائره بشكل كبير وغير مسيطر عليه .. وتحولت حركة النفوذ الصهيوني إلى مراكز هلامية تسبح في المجهول واللا معلوم , ولأول مرة تتعرض مكانته في الولاياتالمتحدةالامريكية إلى هزات وجودية وخاصة بعد أن استطاع طلاب الجامعات الامريكية والاوروبية والكندية في فرض معادلة سياسية جديدة كشفت حقائق النفوذ الصهيوني واللوبيات الصهيونية على كل المفاصل الاقتصادية والعلمية والاستثمارية في أمريكا وفي النطاق الاوروبي .. وتمكنوا من تحديد مكامن ذلك النفوذ والسعي إلى إحداث تأثير سلبي عليه بالمطالبة بإيقاف مثل هذا النفوذ وإلغاء الشراكات القائمة حتى وان لم تنجح في الظاهر , لكن على المدى البعيد المنظور ينذر بمستجدات ومتغيرات عاصفة في المفهوم وفي الشراكة وفي كشف مكامن النفوذ الطاغي للصهيونية والماسونية في الاقتصاد العالمي الامر الذي كان يوفر للكيان الصهيوني الغطاء الواسع لبسط سيطرته ونفوذه .. نعود إلى اللجنة الوزارية العربية الاسلامية التي كانت قد ركنت جانباً وعطلت مسبقاً أثرها وحضورها .. ثم فجأة تم احيائها وبعثها من جديد , بعد أن أصدرت محكمة الجنايات الدولية وكذا استصدار أمر من محكمة العدل الدولية التي طالبت الكيان الصهيوني بإيقاف عدوانها على رفح .. وجاء تحرك هذه اللجنة الى فرنسا للقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في اطار توزيع الأدوار ما بين مراكز النفوذ الدولي الداعم للكيان الصهيوني بعد أن تعنتت واشنطن في موقفها وكشفت عن دعمها اللامحدود للكيان الصهيوني المستفز والمتواصل . ولهذا يكن اعتبار أن هذه اللجنة الوزارية العربية الاسلامية في مهمة انقاذ للكيان الصهيوني والحصان الذي تراهن عله واشنطن ولنا هنا ان نضع تساؤلات عديدة على هامش مثل هذا التحرك .. 1- التحرك اليمني الجديد في استهداف احدى السفن الصهيونية في البحر الأبيض المتوسط مما ينذر بتطورات عديدة في الجوانب الجيوسياسية والعسكرية والامنية . 2- تصاعد المخاوف الاوروبية جراء هذه المقدرات الصاروخية والطيران المسير الذي يفرض معطيات قتالية جديدة على أوروبا وعلى حلف الناتو وعلى النفوذ الامريكي في البحر الابيض المتوسط . 3- تصاعد الصراع الصيني التايواني وبدء الصين على فرض واقع عسكري , واقع جيوسياسي على بحر الصين وعلى المنطقة ووصوله الى الشرق الاوسط والى البحر الأحمر . 4- اعلان التحالف بين المقاومين في اليمن والعراق وتوحد توجها تهما ضد الكيان الصهيوني مما ينذر بمواقف شديدة الاشتعال والالتهاب في منطقة ساخنة جداً . 5- اتساع رقعة الرفض للكيان الصهيوني وعدم قبول السطوة الصهيونية التي كشفت عن استعلاء وعنجهية مقيته وتنمر صهيوني حتى على دول وبلدان أوربية .